نُهينا في ديننا الحنيف توقع الغيب أو أن يصيبنا التشاؤم بمستقبل غير مستقر، حتى لو كانت المعطيات الحالية تؤكد ذلك، وهو ما يجعلني أخالف التوقعات المتشائمة التي تصدرها لنا وسائل الإعلام العالمية بشأن الوضع الاقتصادي ما بعد أزمة جائحة وباء كورونا. فهذه الفضائية تستضيف خبراء يتوقعون كسادًا اقتصاديًا، وأخرى تتنبأ بركود ضخم، والحقيقة أنه لن يحدث هذا ولا ذلك، لسبب بسيط ألا وهو أن أكثر المتشائمين يتوقع استمرار الأزمة ستة شهور، وفى علم الاقتصاد لا يعد ركودًا أو كسادًا مقارنة بالأزمات الأخرى العالمية التي أقربها أزمة البنوك العقارية في الولاياتالمتحدة عام 2008، حينها توقع الخبراء انهيار الاقتصاد الأميركي، وانهيار الاقتصاد العالمي كله خلال بضعة شهور، والواقع قال عكس ذلك، إذ لم يحدث، وسرعان ما تعافى وتعافت معه باقي الاقتصاديات الدولية الأخرى. ومع تقديري الشديد لرأي الخبراء وما يبذلونها من جهد، فالوصف الصحيح للأزمة الراهنة هو حالة انكماش اقتصادي متفاوتة بين الدول لن تكون طويلة الأجل كما يصور البعض، بسبب تطور السياسات النقدية، وقدرة الاقتصاديات على امتصاص الأزمات الضخمة، والحماية المبكرة لإدارة الأزمة من خلال رصد مبالغ مالية. وعلى سبيل المثال لا الحصر رصدت الولاياتالمتحدة الأميركية تريليونين و500 مليار دولار لمواجهة التداعيات الاقتصادية، وكذلك التعامل مع الأزمة؛ تحسبًا لأي مستجد. وربما لا يحدث أي انكماش، فمن يعلم، ربما يتوصل العلماء بين ليلة وضحاها للقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد، وتعود الحياة إلى طبيعتها كما كانت دون أن تكون هناك آثار ضخمة على اقتصاديات الدول. وفى الختام: "إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ".. متوقعًا ما أقول (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْد). * باحث في الدراسات العربية الروسية