من منا كان يتخيل أن يأتي رمضان بلا تراويح، أن يؤذن لصلاة العشاء ثم يعم الهدوء جميع الأنحاء.. الدنيا موحشة فعلاً.. في كل عام اعتدت على الذهاب لصلاة التراويح مع جدتي في المسجد.. ونحن في الطريق أسمع دعوات جدتي وأمنياتها بالرضا والقبول.. وداخل المسجد كانت جدتي تقوم بتعطيره بالعود والريحان.. كانت جدتي تحمل معها بعض النقود لتنتظر الجميع يخرج حتى تعطيها طفلة «باكستانية» كانت تتأمل حركتها وهي تقوم بتنظيف المسجد بعد الانتهاء من أداء الصلاة.. بوصف أدق كانت تقول لي: (شفتي ما أشطرها).. تفاصيل صغيرة تذكرتها أول ليلة من رمضان وأنا أستعد للصلاة مع والدي ووالدتي وإخواني في مصلى صغير قمت بترتيبه في آخر يوم من شعبان، ووضعت ورقة على بابه دعوت فيها لأهلي؛ ولأخبرهم أني جعلت المصلى هنا.. كانت ابتسامة أمي ودعواتها لي وأنا أعطره كفيلة بسعادتي حينها.. ولم أعلم أني سأحزن وأنا أرى والدي يتأهب للصلاة في المصلى مثلما كان يتأهب وكأنه ذاهب للجامع.. ذكريات جميلة وتفاصيل صغيرة أدمت قلبي فعلاً قبل أن تدمع عيني.. اللهم رب الداء والدواء ورب الأرض والسماء ارفع عنا هذا الوباء واحفظنا من كل داء.. إنك على كل شيء قدير..