بات مشهد وجود الأطفال في المساجد، في شهر رمضان وفي صلاة التراويح خاصة، من المشاهد التي تزعج الكثيرات في الصلاة وتُربك خشوعهن في مكان العبادة، الذي يتحول مع الأطفال وكأنه حلقة للقفز أو السباق بينهم، فإذا كان البعض قد ضجَّ منهم ومن أمهاتهم اللاتي اصطحبنهم معهن، فإن الأمهات قد يكنَّ أكثرَ انزعاجًا ويُصَبْنَ بحرجٍ كبير من أطفالهن حتى تلجأ الكثيرات إلى الجلوس في منازلهن، فلا يذهبن للصلاة في المسجد. أم نور أم لطفلين قالت:"أعلم أن أبنائي مزعجون، لكنني أحاول أن أُسكتهم قدر استطاعتي، كما أنني جرَّبت الصلاة وحدي في البيت منعاً من إحراجي أمام المصليات في المسجد بسبب شقاوة أطفالي وإزعاجهم إلا أني انشغل عن أداء الصلاة بأمور البيت ومشاكل الأطفال التي لا تنتهي.." وتؤكد فاطمة محمد 45 عاماً، أن وجود الأطفال في المسجد أثناء تأدية الصلاة وخاصة صلاة التراويح مؤذ جداً ومزعج"فهم يشوشون عليَّ أثناء الصلاة وعلى الكثيرات غيري، بل إن أصواتهم وهم يلعبون ويضحكون وأحيانًا وهم يتشاجرون ويبكون ترتفع، حتى إنها تصل أحيانًا إلى مصلى الرجال الذين يبدؤون بدورهم في التصفيق لنا من المصلى، ويرددون عباراتٍ تعبر عن ضيقهم كأن يقولوا مثلاً "كل واحدة تسكِّت طفلَها"وهو بالفعل أمر مخز جداً.." أما نهى حريري 41 سنة ذكرت حادثة وقعت معها أثناء تأديتها لصلاة التراويح في المسجد، حينما غضبت من إحدى السيدات في المسجد وعنَّفتها بشدة، قائلة" شاهدت هذه السيدة منذ اليوم الأول في رمضان وهي تقوم بإحضار أطفالها الثلاثة الصغار لصلاة التراويح وتحضر الحلوى و"البسكويت"وأحيانًا"الساندويتشات"والعصير لتسكتهم بها أثناء الصلاة، وهذا أمرٌ معقول نوعاً ما، أما ما ضايقني منها هو أن أطفالها يقومون بتوسيخ سجاد المسجد ويسكبون عليه المياه والعصائر، فهم صغار لا يتحكَّمون جيدًا فيما يأكلون، وهذه القذارة على السجاد تؤذي المصلين عند السجود و"توسِّخ"بيوت الله فهل هذا ما تعلمناه في ديننا الإسلامي؟.." وتؤيدها مروة أبو بكر 21سنة في ذلك فتقول"بعض الأطفال يتسابقون في المسجد ويتنافسون مع بعضهم في القفز من فوق المصلين أثناء السجود، ولكِ أن تتخيلي ما يمكن أن يحدث، إذ قد يسقط بعضهم فوق رؤوسنا والبعض الآخر يسقط على الأرض أو يصطدم بالحائط فيتأذَّى ويصرخ ويشغل المصلين ويلتفت بعضهم من الصلاة ليرى ما حدث للأطفال إنها فوضى لا توصف..!! وذكرت أبوبكر أنها وبعد انتهائها من أداء الصلاة في أحد الأيام خرجت تبحث عن حذائها فلم تجده، وبعد عناء طويل اكتشفت أن حذاءَها على باب مصلى الرجال، وحكى لها أحدُ الصبية أن صديقه ألقاه هناك وهو يلعب مع أخيه. في حين نجد أن البعض من السيدات ممن يحضرن أطفالهن ويخجلن من مواجهة المصليات لكثرة الإحراج الذي صدر عن أطفالهن في المسجد، ومنهن أم سلطان وهي أم لثلاثة أطفال أكبرهم يبلغ الخمس سنوات، ذكرت قائلة": أعلم أن أطفالي أشقياء جداً خاصة أثناء الصلاة الأمر الذي أوقعني في كثير من المواقف المحرجة مع المصليات في المسجد، لكني أخشى من بقائهم في المنزل، كما أن إحضارهم إلى المسجد معي لا يعتبر جريمة أعاقب عليها وبسببها لا أستطيع الحضور إلى الصلاة في المسجد وحضور دروس الدين والأدعية والخواطر الإيمانية التي تُلقى عادة في صلاة التراويح.."