قرأتُ عبارةً تقول: «الأرض تستريح»، وبجانبها نسبة تقترب من النصف، للإشارة حول انخفاض معدل التلوث البيئي في الأرض، نتيجة الحجر الذي تم فرضه لمواجهة فايرس كورونا، فأدى إلى توقف حركة السيارات والطائرات والقطارات بل والمصانع أيضاً، وإن كانت هذه العبارة عميقة في معناها، وتأخذ بنا بعيداً بين كلماتها، في جولة ليست بالقصيرة حول رحلة الإنسان المعاصر مع بيئته، وعلاقته الجشعة غير الصديقة مع محيطه، إلا أن هناك بعدا آخر في هذه العبارة، قد لا توحي به كلماتها، ولكنها تشير له بشكل واضح، إن العالم يتفق. العالم يتفق، ويعلن الحرب معاً، ليس في مواجهة بعضه، ولكن في مواجهة عدو مشترك، يقف في خندق واحد تجاه عدو واحد، فايرس كورونا، المواجهة تعني الجميع، لا غرابة إن قلنا إن كل فرد واحد في هذا العالم الواسع قد أخذ مكانه في مواجهة الفايرس والاستعداد له، بعزل نفسه جيداً، فالكل معني، الكل مسؤول، بلا استثناء. إن خرق العزل بأي شكل من الأشكال ومن أي فردٍ كان هو إعلان حربٍ وتمرد على هذا العالم بأسره، ولا مبالغة في ذلك، وصرامة العقوبات في تطبيق الحجر والعزل كانت في ميزانها الصحيح. إن الجميع قد أخذ بزمام المسؤولية، وبدا مستعداً لتقديم ما لديه، المدارس فتحت أبوابها لاستقبال المرضى، الفنادق، الإعلام، وعلى إثرهم مستشفيات القطاع الخاص، زملاء ومهنيون، قدرات وإمكانات، المجتمع في أمس الحاجة لمساهماتهم الكريمة الفاعلة، وهذا منوط بمسؤوليتهم الاجتماعية تجاه مجتمعهم، ويبقى الصمام الحقيقي في كل هذا العمل الدؤوب زاوية النجاح أو الفشل، يبقى الفرد، بجهده وتحمل مسؤوليته الذاتية صماماً حقيقياً في كبح جماح هذه الجائحة.