يعيش العالم اليوم لحظات صعبة وقوية في ترقب مستمر لمدى انتشار فايرس كورنا المستجد، ويحاول بما أوتي أن يقلل من ذلك بإجراءات عدة بعضها أثبتت جدواها والأخرى أظهرت مدى ضعف تلك الحكومات وسوء الاستعداد والتخطيط لحالات الطوارئ ومواجهة الأزمات. بينما وبفضل من الله سبحانه وتعالى قامت حكومتنا الرشيدة بعدد من الإجراءات الاحترازية لمكافحة تفشي وانتشار ذلك الفايرس، ولست هنا بصدد سردها، ولكن لا أظن أن هناك أكبر وأهم من إغلاق المنافذ وإيقاف الرحلات وتعليق الدراسة وصلاة الجماعة. ومن هنا سأعبر إلى مقالي الذي أعتبره رسالة موجهة للشباب، وأعني شبابنا الواعي وأبناء هذا الجيل الذي أظهرت كثير من التحديات قدراتهم العالية في مواجهة المحن والمصاعب، وخير مثال لذلك جنودنا البواسل في الحد الجنوبي وما سطروه من بطولات في مواجهة العدو مقدمين أرواحهم فداء للوطن فلهم مني خالص الدعاء بالتمكين والنصر. وما يقدمه أبطال الصحة بطواقمهم وعلى رأسهم معالي وزيرهم د.توفيق الربيعة في إنقاذ أرواح المواطنين والمقيمين والإنسانية جمعاء، والنماذج المشرقة التي يقدمها شباب الوطن من الممارسين الصحيين والممارسات الصحيات في سبيل الحفاظ على البشرية. واليوم الوطن ينادي شبابه، يناديهم نداء العقل والمنطق وليس نداء القلب والعاطفة وقد قدم وسيقدم ما بوسعه للمحافظة على أغلى ثرواته وهو الإنسان ورأس ماله من البشر وعمادهم الشباب، وكلما أتحدث عن الشباب وعن دورهم الرئيسي والمفصلي والمهم في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد تستدعي ذاكرتي مشهد وزير الرياضة وإن جاز لي التعبير وزير الرياضة والشباب الأمير الشاب عبدالعزيز بن تركي الفيصل عندما ظهر وهو ملتزم بالجلوس في منزله مطبقاً الحجر المنزلي وممارساً رياضاته المحببة دون أن يخرج وهو الأمير والمسؤول والقائد. وهذا نموذج من النماذج المشرفة لشباب الوطن، فلنتخذه قدوة. والرياضة والرياضون هم اليوم يحملون العبء الأكبر للتوعية وللالتزام بتعاليم الدولة في مواجهة هذا الفايرس حرصا منها على سلامتنا جميعاً، والشباب الرياضي لا أقصد بهم أولئك الذين يقبعون خلف شاشات التلفاز من أجل أن يتابعوا تحليلات مليئة بالتعصب والعنصريات أو أولئك الذين يمسكون بأجهزة هواتفهم للمشاركة في أوسمة وهشتاقات تدعو لإقالة مدرب وجلب لاعب، فأنا لا أقلل من شأنهم، ولكني أخاطب العقول ولأن العقل السليم في الجسم السليم كذلك هو الشاب الرياضي الذي لا يؤمن بالتحديات المستهترة واللامبالاة التي سيدفع ثمنها إما باتخاذ الدولة الإجراء المناسب معه أو أن يدفع ثمن ذلك صحته وقد يكون عمره. لذلك فعليكم يقع حمل كبير ولا بد من الالتزم بالتعليمات وقد وجهت منظمة الصحة العالمية بالأمس نداء للشباب بأنك لست ببعيد عن المرض ولا تغرك في ذلك صحتك. فالزموا منازلكم، وكونوا قدوة حسنة لمن حولكم، ولا تكونوا سبباً في نقل المرض لأعز الناس لديكم، بل ادعموا دولتكم وقدموا ما تستطيعون من خدمات تطوعية وفعّلوا حساباتكم في مواقع التواصل الاجتماعي للتوعية من هذا الفايرس الفتاك الذي يحاربه العالم رغم أنه لا يرى بالعين المجردة، وما أصعبها من معركة أمام عدو لا تراه. تضرعوا إلى الله بالدعاء أن يرفع هذا البلاء عنا وعن وطننا وطن الصلاة والدعاء، وعن بلاد المسلمين والعالم أجمع. فكلنا مسؤول، والالتزام بالبقاء في المنزل هو سلاحنا في محاربة كوفيد19، وخذ بالأسباب وتوكل على الرب الوهاب.