أقول إننا لو عدنا للوراء قليلاً لوجدنا أن الأندية لدينا في الدوري السعودي في مختلف الدرجات تدور في فلك قضية مزمنة وهي قضية استنزاف الكثير والكثير من المادة ومن خزائن هذه الأندية، وخصوصاً الشرط الجزائي وآهٍ من هذا الشرط الذي أعتبره شخصياً غولاً مرعباً لكثير من الأندية لدينا هنا في الدوري السعودي، والمستفيد في المقام الأول هو ذلك المدرب الذي يتم إنهاء عقده وهنا تبادر إلى ذهني هذا السؤال، على أي أساس يتم إقرار هذا الشرط الجزائي المرعب والموافقة عليه من قبل إدارة هذا النادي أو ذاك ؟؟.. وقد نست أو تناست العواقب والمطبات الهوائية التي قد تصادف هذا المدرب، أستغفر الله لن أدخل في الذمم، ولكن هذا لا يمنعني من القول لدينا الجو لا يعجب هذا المدرب الخواجة فهو يقوم ببعض الحركات، والعارف لا يُعَرّف، وخصوصاً إذا عرفنا أن بعض مسيري الأندية لدينا يبحثون عن النتائج المؤقتة وإذا لم تحصل حكموا على هذا المدرب أنه لا يصلح وخلاص يعطوه شرطه الجزائي، وإلى المطار ويعود إلى بلده وطبعاً هو المستفيد بعد أن يضع الشرط الجزائي في جيبه، والخسران هو خزينة النادي ويا لها من خسارة مؤلمة.. والشرط الجزائي رقم فلكي كبير ليس كذلك؟. ورغم كل ما ذكرته ما زالت هذه الأندية تبحث عن هويتها الضائعة لكونها فشلت فشلاً ذريعاً، إن هذه القضية المزمنة في نظري هي الإبقاء على المدربين سواء أجانب أو محليين وبالذات الأجانب لكونهم أكثر حضوراً في أنديتنا وبنظرة سريعة نجد أنه في هذا الموسم تمت إقالة أكثر من 5 مدربين تقريباً. وأصبحت إقالة المدربين قضية مزمنة لدينا في كل موسم رياضي، وبنظرة سريعة أقول يا حبذا لو أن الأندية لدينا تعطي هذا المدرب سواء كان أجنبياً أو محلياً أقول لو تعطيه الفرصة الكافية لإثبات وجوده وفرض أسلوبه ونهجه التدريبي على الفريق الذي يدربه. ولو عدنا للوراء لوجدنا أن هناك دولاً سبقتنا في مضمار كرة القدم لا تنهي عقد هذا المدرب بمجرد هزيمة أو أكثر.. إيماناً منهم أن النتائج المميزة لا تأتي بين ليلة وضحاها، صحيح الأندية لدينا استقدمت مدربين عالميين لهم باعهم الطويل في عالم تدريب كرة القدم حيث سبقوا لهم أن دربوا منتخبات بلدانهم، ودربوا أيضاً فرقاً عالمية وحصدوا معها البطولات، ولكن مع الأسف نحن مصابون بداء استعجال النتائج والبحث عن البطولات من أقصر الطرق ناسين أو متناسين أن المدرب كذلك يهمه الفوز والحصول على أية بطولة لأنها تصب في مصلحته وارتفاع أسهمه التدريبية، وأعتقد أنه من غير المعقول أن كل هؤلاء المدربين الذين مروا على الأندية لدينا لم ينالوا رضا إدارات هذه الأندية أو اللاعبين أو الجماهير حقاً إنه شيء غير معقول ومحير في نفس الوقت، صحيح المدرب له أخطاؤه مثله مثلنا والخطأ دليل العمل. إذاً ومن هذا المنطلق ليس من الأفضل لو أعطي هذا المدرب الذي صرف عليه آلاف الدولارات أقول لو أعطي الفرصة الكافية حيث إن البطولات والنتائج لا تأتي بالسرعة التي يظنها البعض منا، ومن وجهة نظري الشخصية أقول: إن الاستقرار التدريبي شيء مهم بالنسبة لأي نادٍ ومطلب لابد منه بشرط أن يكون هناك مناخ صحي يساعد المدرب على بلورة أفكاره وقدراته التدريبية، وهنا تبادر إلى ذهني أكثر من سؤال يا ترى من المسؤول عن إنهاء عقود المدربين، هل هو فشلهم أو سوء الاختيار أو السماسرة الذين لا يهمهم سوى الحصول على الحسبة ووضعها في الجيب والرزق على الله عز وجل. سلافين بيليتش كلف خزانة الاتحاد أكثر من 50 مليوناً