سعدت بمقابلة أحد المدربين الوطنيين الذين لهم باع طويلة في عالم تدريب كرة القدم وميادينها، وكلمة حق وإنصاف يعتبر الرجل كفاءة وطنية، لديه رؤية فنية وبُعد نظر مبني على أساس من الواقعية والفهم. وأثناء حديثي معه تبادر إلى ذهني هذا السؤال: متى نثق بالمدرب الوطني ونمنحه الثقة الكاملة؟ أجابني: أعتقد أن هذا السؤال لا بد أن يوجه إلى مسيري الأندية لدينا هنا في الدوري السعودي، فهم - في نظري - الأشخاص الذين يجب أن تتغير نظرتهم تجاه المدرب الوطني، هذا الرجل الذي جند نفسه لخدمة أبناء وطنه في هذا المجال الحيوي، ولكن - مع الأسف الشديد - أقولها بحرقة وألم، هناك في محيطنا الرياضي من يحاولون تحطيم ونزع الثقة منه، وخصوصًا إذا تعرض لهزيمة أو هزيمتين، وفي المقابل نجدهم يمنحون المدرب الخواجة أكثر من فرصة، علمًا بأن الغالبية منهم فشل في مهمته، وعادوا إلى بلدانهم بعد أن امتلأت جيوبهم بآلاف الدولارات. الشيء الغريب أن الذين حجبوا الثقة عن المدرب الوطني سواء كانوا إداريين أو حتى مشجعين، أقول - مع الأسف - ليست لديهم الخلفية التي تؤهلهم لنقد هذا المدرب (ابن الوطن)، ولو رجعنا إلى الوراء لوجدنا أن أغلبهم يحملون أعلى الشهادات في مجال التدريب. حقًا إنه شيء غريب، يتحملون أخطاء المدرب الخواجة، ويعطونه أكثر من فرصة، أما المدرب الوطني فبمجرد ارتكابه أبسط قواعد الأخطاء، نصب عليه جام غضبنا، ونتهمه بعدم الفهم في عالم التدريب، ويكون مصيره النسيان وعدم الثقة، مسكين هذا المدرب، كم هو مهضوم الحقوق. إذن؛ ومن هذا المنطلق أقول إنه حان الوقت أن نأخذ بعين الاعتبار والجدية ما يقدمه المدرب الوطني على الساحة الرياضية وعبر المستطيل الأخضر من إنجازات، نجد أنفسنا نقف لها احترامًا وتقديرًا. نعم، لقد قدم هذا المدرب الشيء الكثير للكرة السعودية، قدم ما عجز عنه المدربون الخواجات، الذين تم استقدامهم والصرف عليهم، وعادوا إلى بلدانهم وجيوبهم مليئة بالدولارات؛ أي استفادوا ولم يفيدوا، وأكبر مثال على ذلك ما حصل عليه مدرب النادي الأهلي، الذي تمت إقالته وحصل على مبلغ كبير شرطًا جزائيًا. نعم، هناك مدربون وطنيون نعتز بهم، يأتي في مقدمتهم عميد المدربين السعوديين خليل الزياني، ويكفي أنه أول مدرب سعودي يحقق لنا بطولة آسيوية عام 1984م. سيد المدربين السعوديين ناصر الجوهر، الذي تأهل المنتخب الوطني على يديه بعد التوفيق من الله عز وجل لنهائيات كأس العالم 2002م، بعد ما لقي الدعم والثقة من المسؤولين عن الحركة الرياضية آنذاك. محمد الخراشي حقق كأس الخليج لعام 1994م بعد التوفيق من الله عز وجل، ومعذرة لمن لم تحضرني أسماؤهم. أما في الوقت الحاضر فقد خرج إلى حيز الوجود شبان لهم مستقبل في عالم التدريب، منهم خالد العطوي وسعد الشهري وخالد الحربي. وقفة: في نظري الشخصي المتواضع، أري أن ضم لاعب نادي الشباب محمد سالم إلى صفوف المنتخب، فهو مدافع صلب، يملك الروح القتالية من غير إيذاء الآخرين. خليل الزياني