أرسلت أمانة أوبك في فيينا توقعات سوق النفط المنقحة إلى الدول الأعضاء حيث تظهر عواقب وخيمة ما لم توافق على التعاون بشأن تخفيضات إنتاج غير مسبوقة تبلغ 10 ملايين برميل في اليوم، واتت التحذيرات قبيل اجتماع أوبك+ الذي يعقد اليوم الخميس، فيما تقدم الأمانة عادة لأعضاء أوبك لمحة عامة عن أساسيات سوق النفط وآخر مستجداته واستشرف مستقبله. وبحسب "إنرجي إنتليجنس" حدد التقرير سيناريوهين، الأول يصور إمكانية استمرار التخفيضات السابقة المتفق عليها بطاقة 1,7 مليون برميل في اليوم دون إضافة أعباء جديدة تلزم التحالف بالمزيد من التخفيضات وبالتالي ستلتزم المملكة بخططها التي تم تنفيذها مؤخرًا لإنتاج حوالي 12 مليون برميل في اليوم من حوالي 9.7 ملايين برميل في اليوم في الربع الأول من هذا العام. وبموجب السيناريو الثاني، سينفذ أعضاء أوبك إلى جانب روسيا والمنتجين الآخرين من خارج أوبك تخفيضات إنتاج مشتركة تبلغ 10 ملايين برميل في اليوم حتى نهاية هذا العام. ودعت المملكة إلى اجتماع اليوم الخميس لمناقشة تخفيضات الإنتاج المشتركة بهذا الحجم لتعويض أثر الانخفاض الحاد في الطلب العالمي على النفط من تداعيات أزمة جانحة كورونا. ويلاحظ أن السيناريو الأول الذي حددته أمانة أوبك، فإن المعروض النفطي سيتجاوز الطلب بمتوسط 14.7 مليون برميل يومياً في الربع الثاني من هذا العام. ومن شأن ذلك أن يطغى على سعة التخزين المتاحة قبل نهاية الربع، مما يجبر المنتجين حول العالم على وقف أو "إغلاق" بعض إنتاجهم. ويعني المستوى المتوقع لزيادة العرض أن مخزونات النفط ستزيد بنحو 1.34 مليار برميل خلال الربع. وتقول المصادر إن أوبك تقدر سعة التخزين البرية المتاحة بما يزيد قليلاً على مليار برميل، وفي ظل هذا السيناريو سيبلغ العرض المفرط لكامل هذا العام 7.96 مليون برميل في اليوم، على الرغم من أنه من المحتمل أن يمنع الإغلاق الدول الفردية من الإنتاج بكامل طاقتها، مما قد يؤدي إلى رقم أقل. وأبلغ مندوبو أوبك "إنرجي إنتليجنس" بأن العديد من الدول المنتجة للنفط من خارج تحالف أوبك+ دعيت للمشاركة في اجتماع الخميس تشمل الأرجنتين والبرازيل وكندا وكولومبيا ومصر وإندونيسيا والنرويج والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وترينيداد وتوباغو. وقالت عدة مصادر إن دول أوبك+ تبحث عن هذه البلدان وربما دول أخرى للمساهمة في تخفيضات إنتاجية إضافية تفوق هدف التحالف البالغ 10 ملايين برميل في اليوم. ومن المقرر أن تستضيف المملكة غداً الجمعة اجتماعا منفصلا افتراضيا عبر الفيديو لوزراء الطاقة في مجموعة العشرين (G20) والذي سيركز على أسواق الطاقة والاقتصاد العالمي. وقال فاتح بيرول رئيس وكالة الطاقة الدولية "لقد شجعتني رغبة الدول الرئيسة في إجراء محادثات يوم الجمعة حول الوضع الحالي لسوق النفط". وتقول المصادر إن السيناريوهات التي حددتها أمانة أوبك تقدم للمنتجين خيارًا صارخًا في وقت تشهد أوبك انخفاضا غير مسبوق تاريخيا قدره 6.8 ملايين برميل يوميا في الطلب العالمي على النفط لكامل هذا العام، مع تراجع الطلب خلال الربع الثاني بمقدار 11.9 مليون برميل يوميا. ومع ذلك، فإن هذه الأرقام أكثر تفاؤلاً بكثير من التوقعات الأخرى التي تشير إلى أن الطلب يمكن أن ينخفض بمقدار 20 مليون برميل في اليوم أو حتى 30 مليون برميل في اليوم خلال الربع الثاني. وبينما ترى أوبك أن المخزن مليء بنهاية الربع، يتوقع آخرون أن يحدث هذا في غضون أسابيع. وتراجعت قيمة سلة أوبك المرجعية بشكل حاد في فبراير، وانخفضت بنحو 10 دولارات، أو 15 %، على أساس شهري لتستقر عند متوسط 55.49 دولارًا للبرميل، وهو أدنى مستوى لها منذ سبتمبر 2017. فيما انخفضت القيمة أكثر في مارس، ليغلق عند 34.71 دولارا للبرميل يوم 9 من الشهر. وبالمثل، انخفض خام برنت في فبراير بمقدار 8.20 دولارات، أو 12.9 %، إلى متوسط 55.48 دولارًا للبرميل، بينما انخفض مؤشر خام غرب تكساس الوسيط بمقدار 6.99 دولارات، أو 12.1 %، إلى متوسط 50.54 دولارًا للبرميل. وفي مارس، تراجعت أسعار العقود الآجلة حوالي 25 % في جلسة تداول واحدة في 9 مارس، مسجلة أكبر انخفاض يومي لها منذ ما يقرب من 30 عامًا، مع استقرار خام برنت، وغرب تكساس الوسيط نايمكس على التوالي عند 34.36 دولارًا للبرميل و31.13 دولارًا للبرميل.