أعلن السودان حالة الطوارئ الصحية، وإغلاق المجال الجوي والمعابر، بسبب المخاوف من انتشار فيروس كورونا، على الرغم من عدم إعلان السُلطات الصحية أي حالات إصابة بالفيروس المميت. وعلى أثر إعلان وزارة الصحة، الجمعة، حالة وفاة واحدة مصابة بالفيروس، اتخذت الحكومة عدة إجراءات من بينها إغلاق الجامعات والمدارس لمدة شهر. وقال المتحدث الرسمي باسم مجلس السيادة، محمد الفكي سليمان، في تصريح صحفي، "قرر مجلس الأمن والدفاع إعلان حالة الطوارئ الصحية في كل أنحاء البلاد لمواجهة فيروس كورونا". وأشار إلى أن المجلس كون لجنة لوضع تدابير تمنع دخول الوباء للبلاد، أكدت على قرار إغلاق المعابر كافة. وقال الفكي: إن إغلاق المعابر أستثنى منه الرحلات التي تحمل المساعدات والدعم الفني والإنساني ورحلات الشحن الجوي المجدولة مُسبقًا. وقال الفكي: إن اللجنة العليا التي كونها المجلس وضعت تدابير لاستقبال السودانيين العالقين في المعابر البرية، وهيأت أماكن لقضاء فترة الحجر الصحي. وقال وزير الصحة السوداني، أكرم محمد التوم: إن وزارته بحاجة عاجلة إلى 45 مليون دولار، لمكافحة فيروس كورونا، وذلك لتغطية تكاليف مجابهة الوباء حتى 30 يوليو المقبل. بدوره، أكد مسؤول بوزارة الصحة بالولاية الشمالية، عدم وجود أي حالة اشتباه وسط مئات العائدين من مصر عبر المنفذ البري. تأمين عسكري أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية أمس أنها ستنتشر على مداخل ومخارج المدن في جميع أرجاء البلاد وذلك في إطار إجراءات منع انتشار فيروس كورونا. وناشدت القيادة العامة في بيان المواطنين اتباع جميع التعليمات الصادرة عن الوحدات المنتشرة على مداخل ومخارج المدن والمحافظات. وكان الأردن قد أعلن في وقت سابق تشديد القيود على الحدود وحظر التجمعات والمناسبات العامة بعد بلوغ الإصابات المؤكدة بالفيروس 34 حالة. إلى ذلك وُضعت الحكومة البولندية في الحجر الصحي بعد تأكد إصابة وزير البيئة الاثنين بفيروس كورونا المستجد، كما أعلن الثلاثاء مدير مكتب رئيس الوزراء. وقال ميكال دفورسزيك للإذاعة العامة "شارك جميع أعضاء الحكومة بالجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء (في 10 مارس) وخضعوا لفحوصات مساء أمس... ويفترض أن تعرف النتائج خلال اليوم، وحتى ذلك الحين، يخضع الجميع للحجر". كما تفرض فرنسا حجرا شاملا على غرار إسبانيا وإيطاليا الثلاثاء، في حين أغلقت أوروبا حدودها بهدف الحدّ من تفشي فيروس كورونا المستجد الذي صنفته منظمة الصحة العالمية بأنه "أزمة صحية عالمية كبيرة في عصرنا". وأسفر الوباء حتى الآن عن وفاة 7 آلاف شخص حول العالم، خصوصاً في أوروبا التي شهدت ارتفاعاً سريعاً في أعداد المرضى في الأيام الأخيرة. ونتيجة لذلك، أغلق الاتحاد الأوروبي اعتباراً من الثلاثاء حدوده الخارجية كاملة لمدة 30 يوماً، كما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الاثنين. وأكد مدير عام منظمة الصحة العالمية أن "لا أحد يستطيع مكافحة الحرائق معصوب العينين"، أنه من الضروري أن تجري الدول "فحوصات. يجب فحص كل حالة مشتبه بها". أما الرئيس ماكرون، فقال مساء الاثنين "نحن في حالة حرب" خلال خطاب للأمة أعلن فيه مجموعة إجراءات مشددة في فرنسا، مماثلة لتلك التي اعتمدت في إيطاليا وإسبانيا. واعتباراً من ظهر الثلاثاء، لم يعد بإمكان الفرنسيين الخروج دون سبب وجيه بينما حذّر الرئيس من أن "كل مخالفة ستقابل بعقاب". مأساة إنسانية وتزداد أعداد الإصابات في فرنسا بشكل كبير، حيث بلغت 6633 إصابة بينها 148 وفاة. ونددت السلطات بانعدام المسؤولية لدى الفرنسيين، الذين تجمعوا الأحد في المتاجر والحدائق أو على ضفاف نهر السين، متجاهلين دعوات المسؤولين بالحد من التواصل البشري. وتعرّضت كذلك الحكومة الفرنسية لانتقادات لعدم إلغائها انتخابات الأحد البلدية، رغم قرارها إغلاق المقاهي والمطاعم في البلاد وطلبها من السكان البقاء في منازلهم. لكن ماكرون أعلن إرجاء الجولة الثانية من الانتخابات المقررة في 22 مارس. وفي الولاياتالمتحدة حيث تجاوزت الإصابات 4200 حالة وأكثر من 70 وفاة، أرجأ حاكم ولاية أوهايو الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي التي كانت مقررة الثلاثاء. وقال: إن هذه الانتخابات "ترغم الموظفين في مراكز التصويت والناخبين على أن يكونوا في وضع خطر غير مقبول". وفي كافة أنحاء العالم، أعلنت الحكومات والمصارف المركزية عن إجراءات تهدف للحد من النتائج الكارثية لتفشي الوباء على الاقتصاد. وأعلنت مجموعة السبع التي وصفت الوباء بأنه "مأساة إنسانية" عن عزمها "القيام بكل ما هو ضروري" لإنعاش النمو العالمي، سواء عبر تدابير مالية ونقدية أو غيرها من الإجراءات. وللمرة الأولى، اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن حصول "انكماش" في الولاياتالمتحدة أمر ممكن. في فنزويلا، أعلن الرئيس نيكولاس مادورو "حجراً تاماً" في البلاد. كما أغلقت كندا وكولومبيا وتونس حدودها. وفي كبرى مدن العالم، أقفلت المطاعم والمقاهي والملاهي وصالات السينما. وطلب من سكان ريو دي جانيرو مغادرة الشواطئ. ابقوا في المنزل في ألمانيا، دعي السكان إلى "البقاء في المنازل" وإلغاء مخططات العطلات. وأغلقت المدارس والجامعات أبوابها كذلك، إضافة إلى المتاحف، في وقت يتواصل إلغاء مناسبات ثقافية. فيما سجلت الصين ارتفاعا جديدا في حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد أمس الثلاثاء إذ فاق عدد إصابات القادمين من الخارج عدد حالات العدوى المحلية لليوم الرابع على التوالي مما دفع بعض أجزاء من البلاد لتشديد مراقبة المسافرين الأجانب.وقالت اللجنة الوطنية للصحة إن البر الرئيس للصين سجل الاثنين 21 حالة إصابة جديدة مقارنة مع 16 في اليوم السابق. ومن بين الحالات الجديدة 20 مسافرا من الخارج. وفي المقابل سجل البر الرئيس للصين حالة إصابة واحدة لعدوى محلية الاثنين في ووهان عاصمة إقليم هوبي بوسط البلاد حيث بدأ ظهور المرض الذي يشبه الإنفلونزا في البشر نهاية العام الماضي. وظهرت تسع من الحالات الجديدة للقادمين من الخارج في العاصمة بكين رغم فرض قيود صارمة لفحص وعزل حالات الإصابات القادمة من الخارج. وطوق مطار بكين الدولي منطقة خاصة لجميع الرحلات الدولية مع إلزام جميع المسافرين القادمين بالخضوع لفحوص طبية. وأغلقت بكين أيضا مطار داشينغ الجديد أمام الرحلات الدولية وأعادت توجيهها إلى مطار العاصمة القديم في شمال شرق المدينة بهدف احتواء أي حالات إصابة جديدة داخل منشأة واحدة.