حينما اعتلى أكبر منتج ومصدر مستقل للنفط الخام والغاز في العالم، شركة أرامكو السعودية قمة أغلى شركات العالم في القيمة السوقية التي تجاوزت التريليونين دولار، والاكتتاب التاريخي الذي تخطت قيمته 25.6 مليار دولار محطمة كافة الأرقام وهي الأكثر ربحية والأكبر في احتياطاتها ومخزوناتها والأكفاء بموثوقية إمداداتها لأمن الطاقة العالمي، كانت الشركة أيضاً تعكف ملياً في الشروع بتنفيذ أكبر التوسعات لإنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي في عشرات الآبار النشطة والمتقادمة والتي أضافت نحو ثلاثة ملايين برميل في اليوم ليرتفع إجمالي لأكثر من 15 مليون برميل في اليوم بعد إتمام التوسعات والتي أنجز بعضها فيما تخوض الأخرى مراحلها النهائية. واليوم تخوض أكبر شركة مدرجة في بورصات العالم شركة أرامكو السعودية معتركاً جديداً مرتقباً من المكاسب القوية في أصعدة إنتاج النفط حيث أعلنت وبكل ثقة وإقدام وتنافسية هائلة عن سعيها الحثيث لرفع مستوى الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة من 12 إلى 13 مليون برميل يومياً، بعد أن تلقت التوجيه من وزارة الطاقة للمضي قدماً في تحقيق هذا الهدف الذي تعتبره الشركة أكبر تكليف من قبل الدولة التي تتحكم بتحديد مستوى الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة وفقاً لنظام المواد الهيدروكربونية الصادر بالمرسوم الملكي بتاريخ 2/4/1439ه. ونسب نقاد ومحللون نفطيون هذه النقلة في تاريخ إنتاج جوهرة النفط العالمي شركة أرامكو لوزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان الذي يسعى جاهداً لدعم استقرار سوق الطاقة العالمي وأسواقه البترولية، وتمكين المملكة من أخذ دورها المحوري لتضييق الفجوة بين وجهات النظر لدى كافة أطراف السوق وتأسيس أرض خصبة مشتركة للتعاون والحوار بين الدول المنتجة والمستهلكة، عبر آلية مؤسسية واضحة المهام والأدوار، مما كان له أثر إيجابي على الاقتصاد العالمي، واقتصادات الدول النامية، واقتصاد المملكة بصفتها تملك أكبر احتياطي بترولي في العالم، ويهمها استقرار السوق البترولية، والإمدادات على المدى القصير والطويل. وبالرغم من الظروف العالمية العصيبة المهيمنة بتفشي الوباء العالمي المدمر لكل مناحي الحياة العصرية، وصدمة الخروج الروسي من صفقة خفض الإنتاج والفوضى والاضطراب الذي يعم أرجاء سوق الطاقة، تطمئن المملكة العالم بقدرتها على رفد سوق الطاقة إلى حد الاكتفاء في مختلف الظروف السلمية والحربية مع قدرتها الأكبر على تأمين مخزونات أكبر دول العالم استهلاكاً للنفط ومشتقاته وأبرزها الصين واليابان وكوريا الجنوبية والهند وأميركا والتي ترفد أرامكو أيضاً مصافيها في تلك الدول بعشرات ملايين البراميل يومياً، فيما لا تزال أرامكو تتوسع في مصافيها النفطية في المملكة وكبرى الدول الأكثر استهلاكاً للنفط والتي تتطلب ضخ المزيد من الإمدادات النفطية حيث تستهدف أرامكو رفع حصتها التكريرية من خمسة إلى 10 ملايين برميل في اليوم. ومن المنتظر أن تساهم الطاقة القصوى الجديدة الهائلة بثلاثة عشر مليون برميل والتي تشكل أكثر من 12 % من حصة الإنتاج العالمي للنفط المقدر بحوالي 100 مليون برميل في اليوم، في تعزيز القوة الإنتاجية لتحالف أوبك المقدرة بحوالي 30 مليون برميل في اليوم، وتعزيز قوة قيادة المملكة لسوق الطاقة العالمي وتوجيهه لمناحي الأمن والاستقرار الذي يعزز الاقتصاد العالمي ونهضة الشعوب. وسوف تواصل شركة أرامكو السعودية نجاحاتها في تحقيق استراتيجية الشركة لتعظيم القيمة المضافة لكل برميل من النفط وفق نظرية من البئر للمستهلك النهائي وهي تتجه بقوة ضاربة لتسيد المشهد العالمي في تنفيذ المشروعات المتكاملة المدمجة للتكرير والكيميائيات التي شرعت في تطبيقها في كافة مصافي النفط التابعة لها المحلية والدولية ودمجها مع مجمعاتها للكيميائيات بما يحقق أكبر الوفورات في تكاليف التشغيل والإنتاج واستخدام اللقيم سعيها نحو تحقيق رؤيتها بأن تصبح أكبر منتج متكامل في العالم في قطاعي الطاقة والكيميائيات. وفي غمرة ثورة أرامكو التوسعية لتعظيم استخدامات النفط وردت أنباء في السوق الأميركية عن توقيع شركة "موتيفا" المملوكة لشركة أرامكو السعودية في ولاية تكساس في أميركا والتي تدير أكبر مصفاة في أمريكا الشمالية بطاقة أكثر من 600 ألف برميل في اليوم، اتفاقية لشراء أصول أميركية أخرى تتمثل في الاستحواذ الكامل لمصنع "فلينت هيلز" للموارد الكيميائية الواقع بجوار مصفاة "بورت آرثر" في موتيفا، مقابل مبلغ لم يكشف عنه، لكن فلينت هيلز كانت اشترت المصنع من "هنتسمان كورب" في 2007 مقابل 770 مليون دولار. ومن المتوقع إغلاق الصفقة في وقت لاحق من العام الجاري. وعلى الرغم من التضحيات التي تقدمها المملكة لسوق النفط العالمي بخفض أكبر الحصص الإنتاجية، إلا أنه في الواقع يعكس سياسة حكيمة معتدلة تنتهجها شركة أرامكو السعودية في تنظيم أحجام صادراتها النفطية وهذا ما يؤكده رصيد صادراتها المتزن والمنظم في دائرة السبعة ملايين برميل في اليوم للثلاث سنوات الأخيرة بلغت 7,328 مليون برميل، و7,099 مليون برميل، و7,463 مليون برميل في اليوم في السنة المنتهية في 31 ديسمبر 2018 و2017 و2016 على التوالي. ثورة «أرامكو» التوسعية لتعظيم استخدامات النفط تشمل مصفاتها في تكساس