ذكرت تقارير أمريكية أن الصادرات السعودية من النفط الخام إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية ارتفعت خلال الثلاثة أشهر الماضية بنسبة 50% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي 2011م، مشيرة إلى أن ذلك يؤكد ثقة المستوردين الأمريكيين بموثوقية المملكة في تأمين إمدادات النفط إلى أسواق الطاقة بما يحقق استقرار تدفق الوقود إلى الصناعات العالمية التي تساهم بدورها في دعم نمو الاقتصاد العالمي. وأوردت وكالة معلومات الطاقة الأمريكية في تقريرها الذي صدر مؤخرا أن الصادرات السعودية إلى أمريكا نمت إلى 1.587 مليون برميل يوميا من النفط الخام خلال شهر أبريل 2012 مقارنة ب1.087 مليون برميل يوميا في شهر أبريل عام 2011م، مبينة أن ذلك يؤكد عمق العلاقة بين البلدين وحرص الجانب السعودي على المساهمة بفاعلية في الجهود الرامية إلى إنعاش الاقتصاد العالمي الذي لا يزال متأثرا بتبعات الأزمة المالية. وعلى الرغم من تعطل إحدى الوحدات في مصفاة موتيفا التي تقع ببورت أرثر بتكساس الأمريكية لمدة تصل إلى عام بعد أن أتلف تسرب كيماوي خطوط أنابيب رئيسية، إلا أن المملكة أبقت على إمداداتها إلى الأسواق الأمريكية دون تغيير وبنفس مستوى التدفقات لتعويض أي نقص قد يحدث لا سيما خلال الفترة القادمة والتي عادة ما تشهد تقلبات جوية وأعاصير تضرب في كثير من الأحيان منطقة خليج المكسيك الذي يزود الولاياتالمتحدة بحوالي 70% من احتياجاتها النفطية. وتحتل المملكة المرتبة الثانية في تصدير النفط إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد كندا التي تصدر حوالي 2.421 مليون برميل يوميا يعزز من ذلك وجود مشاريع بترولية مشتركة بين المملكة وأمريكا في مجال المصافي النفطية في إطار سياسة توسيع دائرة الاستثمارات البترولية التي تنتهجها شركة أرامكو لفتح منافذ جديدة لتصدير النفط السعودي وتعظيم الفائدة من مصادر الثروات السعودية وتوظيف عائداتها لدعم مشاريع جديدة. ويتوقع محللون في نشرة "أويا موفمنتس" أن يستمر انسياب النفط السعودي إلى الأسواق الأمريكية والأوروبية في نفس المعدلات الحالية حتى نهاية العام يعزز من ذلك قدرتها على إنتاج النفط بطاقة إنتاجية تصل إلى 12.5 مليون برميل يوميا ما يجعلها تحتل المرتبة الأولى بالعالم في الطاقة الإنتاجية. وفي شأن ذي صلة تجاهلت أسواق الطاقة الأحداث السياسية بشأن الحظر النفطي على إيران وتهديداتها بعرقلة الملاحة في مضيق هرمز الاستراتيجي والذي يعبر منه حوالي 17 مليون برميل يوميا، ومضت في مسارها الهابط، حيث انخفض سعر خام برنت القياسي إلى 99 دولاراً للبرميل في مستهل التداولات ليوم أمس الجمعة فيما تراجع خام ناميكس في الأسواق الأمريكية إلى 85.79 دولاراً للبرميل، متأثرة بأبناء إخفاق الخطوات التحفيزية من قبل البنوك المركزية في الصين ومنطقة اليورو وبريطانيا في تهدئة مخاوف المستثمرين بشأن انحسار الأزمة المالية واضمحلال تبعاتها على نمو الاقتصاد العالمي.