لليوم الثاني على التوالي وبتأثير من تراجع أسعار النفط وتداعيات فيروس كورونا على اقتصاد العالم واصل سوق الأسهم السعودية "تاسي" تراجعه ليبلغ نسبة 9.2 %، أثناء بداية التداول لجلسة يوم الاثنين ووصل مؤشر السوق إلى النقطة 6222، بانخفاض 624 نقطة عن الإغلاق في اليوم السابق، ويعد ذلك أدنى مستوى في نحو 3 أعوام ونصف العام وتحديدا منذ نوفمبر 2016م، ثم عاود مؤشر السوق للتحسن مخففا وطأة حدة التراجع ليسجل 6,394.10 نقطة بنسبة تراجع (-6.61 %) عند الساعة 1و45 دقيقة قبل موعد الإغلاق بساعة وربع تقريبا، وقال عدد من المستثمرين في السوق إن ضعف الآليات وعدم وجود صانع حقيقي للسوق إضافة إلى تخوف شريحة كبيرة من المستثمرين نتيجة لضعف الثقافة وقلة الخبرة المطلوبة لدى المستثمر في سوق الأسهم بشكل عام فاقمت الخسارة في السوق الذي شهد عموم قطاعاته البلغة 21 قطاعا انخفاضا. وقال الباحث والخبير الاقتصادي المستشار، فهمي محمد صبحة، ل "الرياض": إن أسواق المال في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي تأثرت كغيرها من أسواق العالم بالمؤثرات الخارجية المتمثلة في سلبية المشهد الجيوسياسي العالمي خصوصا بعد التداعيات السلبية التي طالت الاقتصاد العالمي بسبب ظهور فيروس كورونا الجديد (كورونا COVID-19) الذي طال تأثيره أكثر من 90 دولة وانخفاض أسعار النفط بنسبة 35 % عما كانت عليه، وفاقم ذلك التراجع في سوق الأسهم السعودي تاسي تخوف شريحة كبيرة من المستثمرين والمتداولين نتيجة لضعف الثقافة وقلة الخبرة المطلوبة لدى المستثمر في سوق الأسهم ولذا شاهدنا تراجعات كبيرة تحدث في جلستين متتاليتين بطريقة لم يسبق أن حدثت طوال عمر السوق. وأشار فهمي صبحه، إلى أن النظرة السلبية لأداء السوق ستبقى ما بقيت المؤثرات التي تسببت بها، وهذا يتطلب من صانع السوق التدخل بتدابير وقائية لوقف الخسائر سواء على المستوى الإقليمي بالنسبة لبورصات دول المجلس أو بالنسبة لتاسي. بدوره قال رئيس لجنة الأوراق المالية في غرفة تجارة الرياض، محمد الساير: إن ضعف الآليات المتبعة في السوق وعدم وجود صانع حقيقي قادر على التدخل للموازنة بين العرض والطلب في مثل هذه الحالات فاقما حدة التراجعات، التي كان ممكن تقليصها عبر اتخاذ بعض الإجراءات مثل تقليص عدد ساعات التداول أو إيقاف التداول كما حدث في بورصات عدد من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي كبورصة الكويت، فليس من السهل السماح بهذا الهبوط الحر والمبالغ فيه لأسهم شركات ذات قيمة سوقية كبيرة بشكل لا يتلائم مع سبب الهبوط خصوصا وأن عدد حالات كورونا في المملكة محدود جداً ومسألة أسعار تراجع النفط قد تكون خلافا وقتيا لم تتبين كافة أبعاده ويمكن معالجته في أي وقت. وكانت جلسة يوم أمس قد شهدت في مطلعها تراجعا شبه جماعي للأسهم يتقدمها كل من "سابك" و"مصرف الراجحي" و"الأهلي التجاري" بنسب تراوح بين 4 و6 %، كما تداول سهم "أرامكو السعودية" عند 28.05 ريالا (- 6 %). بدورها شهدت مؤشرات الأسواق الخليجية مطلع جلسة يوم أمس الاثنين تراجعات حادة متأثرة بالهبوط الحاد في أسعار النفط بعد فشل أوبك وروسيا في الاتفاق على تعميق خفض الإنتاج فيما تتزايد المخاوف من حدة انتشار فيروس كورونا عالميا. وخفض جولدمان ساكس توقعاته لسعر برنت في الربعين الثاني والثالث إلى 30 دولارا للبرميل مستندا للمستجدات الحاصلة في سوق النفط العالمي وحدوث انهيار كبير للطلب بسبب فيروس كورونا الذي أودى بحياة أكثر من 3500 شخص حول العالم.