فاقم فيروس كورونا من تأثيراته السلبية على أسواق الأسهم، فيما تماسكت أسعار النفط بصعوبة تحت الستين دولارًا للبرميل بقليل، وشهدت أسواق العملات تعاملات ضعيفة مع تراجع اسعار الذهب، واصلت الأسهم الآسيوية موجة بيع عالمية أمس مع وصول معدل الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا إلى 106 في الصين، وتشكيك بعض خبراء الصحة فيما إذا كان بمقدور بكين احتواء الفيروس الذي انتشر لأكثر من عشر دول من بينها فرنسا والولايات المتحدة، ولم يتجاوز التراجع في الأسهم الآسيوية 1%، فيما بدأت الأسهم الأوروبية تعاملاتها على تحسن ملموس. وقال بنك باركليز أمس: إن أسعار النفط ستتأثر بواقع دولارين للبرميل، وذلك بسبب الأثر الاقتصادي المحتمل لتفشي فيروس كورونا في الصين، وأكدت الصين وفاة 106 أشخاص وإصابة أكثر من 4500 بالفيروس، مما دفع السلطات لتعزيز الإجراءات الوقائية وفرض قيود على السفر، وتمديد عطلة السنة القمرية الجديدة، للحد من انتشار الفيروس، وتوقع «باركليز» هبوط الأسعار الخاصة بخامي برنت وغرب تكساس الوسيط بواقع دولارين على مدار العام بالكامل إلى 62 و57 دولارًا للبرميل على التوالي، وانخفضت أسعار النفط على مدار الجلسات الست الماضية، ولكن «باركليز» يقول: إن رد فعل السوق قد يكون مبالغًا فيه، وجرى تداول برنت أمس، قرب 59 دولارًا للبرميل، والخام الأميركي قرب 53 دولارًا للبرميل، وكانت التعاملات في أسواق العملة ضعيفة نسبيًا مع إحجام معظم المستثمرين عن تكوين مراكز قبل اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي). وفي المعاملات الخارجية، سجل اليوان 6.9755 مقابل الدولار متراجعًا قليلاً من أضعف مستوى له منذ الثلاثين من ديسمبرالماضي، واستقر الين عند 108.97 مقابل الدولار، قرب أعلى مستوى منذ الثامن من يناير، ووفقا ل»رويترز» ارتفعت أسعار الذهب في الجلسات الأربع الفائتة في الوقت الذي تسبب فيه انتشار فيروس كورونا في هزة بالأسواق المالية ودفع السلطات لفرض قيود على السفر وتمديد عطلة العام القمري الجديد، وقال جون شارما الخبير الاقتصادي لدى بنك أستراليا الوطني: إن تنامي المخاوف بشأن التأثير الاقتصادي لفيروس كورونا الجديد يدعم الذهب عند مستوى 1580 دولارًا للأوقية. وقال « رويترز « أن موجة ارتفاع لأسعار الذهب- امس توقفت؛ إذ طغى ارتفاع الدولار على المخاوف المتزايدة بشأن فيروس كورونا جديد والتي غذت الطلب على أصول الملاذ الآمن. وبحلول الساعة 0456 بتوقيت جرينتش، نزل الذهب في المعاملات الفورية 0.1 بالمئة إلى 1579.38 دولار للأوقية (الأونصة)، بعد أن بلغ ذروة ثلاثة أسابيع يوم الاثنين. وصعدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.1 بالمئة إلى 1578.10 دولار. وارتفعت أسعار الذهب في الجلسات الأربع الفائتة في الوقت الذي تسبب فيه انتشار فيروس كورونا في هزة بالأسواق المالية ودفع السلطات لفرض قيود على السفر وتمديد عطلة العام القمري الجديد. ومن المتوقع أن يؤدى الفيروس إلى انتعاش صناعة الدواء. تراجع النفط وحركة النقل والسفر سجلت أسواق النفط العالمية أسوأ أداء سنوي منذ إعلان إنتشار الفيروس، مع اضطراب الطلب العالمي للخام، لتتراجع أسعار العقود الآجلة لخام برنت أكثر من 2 % وتنخفض عقود الخام الأمريكي 1.5 % ، وفي هذا الصدد أعلنت أوبك عن المرونة للتجاوب مع أي متغيرات في سوق النفط نتيجة انتشار الفيروس، وانعكست أكبر تداعيات مخاوف انتشار فيروس كورونا على أسعار النفط ليتراجع سعر خام برنت تحت حاجز 60 دولارًا للبرميل لأول مرة منذ 3 أشهر، وتخشى الأسواق من تأثير انتشار الفيروس على حركة النقل الجوي ونشاط الشركات في الصين، التي أغلق الكثير منها أبوابه مع تمديد الحكومة لعطلة رأس السنة الصينية، وحاولت منظمة أوبك وكبار المنتجين تقليل مخاوف المتعاملين في أسواق النفط، ورجحوا أن يكون تأثير الفيروس على الطلب العالمي على النفط محدودًا للغاية، وقال وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان: إنه يثق بقدرة الصين على احتواء الفيروس الجديد، وأضاف: إن ما يحدث في الأسواق (مدفوع في الأساس بالعوامل النفسية والنظرة شديدة التشاؤم التي تتبناها بعض أطراف السوق). وتراجعت حركة الطيران إلى الصين، بعد أن قرر الكثير من شركات الطيران والوكالات السياحية إلغاء رحلاتها في أعقاب إقرار بكين بصعوبة الأزمة، وأعلنت شركات سياحية أوروبية إلغاء رحلاتها إلى الصين وعرضت رد مبالغ الحجز إلى زبائنها، وقالت شركة ستوديوزوس الألمانية إنها ألغت جميع الرحلات حتى منتصف أبريل المقبل، وأعلن اتحاد شركات السفر الفرنسية أنه أوصى أعضاءه بوقف الرحلات إلى الصين حتى 21 فبراير على أقل تقدير وعرض خيار تغيير الحجز على العملاء، كما أوقفت شركات سياحة روسية بيع عروض قضاء العطلات في الصين. منصات التجارة الإلكترونية تتعهد بضبط الأسعار وتقديم الدعم تعهدت العديد من منصات التجارة الإلكترونية، مثل Taobao و Suning و JD.com من Alibaba ، بمنع الأسعار من الارتفاع على المواد الطبية مثل أقنعة الوجه ومواد التطهير. كما تعهدت العديد من الشركات العالمية بتقديم تبرعات لمساعدة المصابين بفيروس كورونا ومكافحة تفشيه، وأكد تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة (آبل) على حسابه في (تويتر) أن الشركة ستتبرع لمساعدة المتضررين من الفيروس، وأعلنت شركة التجارة الإلكترونية الصينية (علي بابا) أنها بصدد إنشاء صندوق خاص بقيمة مليار يوان لدعم الإمدادات الطبية في ووهان، مركز انتشار فيروس كورونا الجديد، وسيتم استخدام الصندوق لشراء اللوازم الطبية والأدوية من الداخل والخارج، كما أعلنت شركة (دي جي كوم) أنها تبرعت بمليون قناع جراحي و 60 ألف جهاز طبي آخر، وقالت شركة تصنيع الكمبيوتر Lenovo إنها ستتبرع بجميع معدات تكنولوجيا المعلومات اللازمة لمركز العلاج المتخصص الذي يتم بناؤه في المدينة. خسائر في أسواق الأسهم تراجعت معظم مؤشرات الأسهم العالمية كما امتد إلى معظم الأسوق الخليجية والعربية في ظل الغموض الذي يكتنف فرص احتواء الفيروس. وكانت شركات التعدين من أكبر الخاسرين بسبب انكشافها على الصين. وظهرت أكبر خسائر البورصات الأوروبية في المؤشر الفرنسي بسبب انخفاض أسهم شركات السلع الفاخرة، التي تعتمد بشكل كبير على الطلب الصيني، وشهدت المؤشرات الأمريكية موجة تراجعات خلال الأسبوع الماضي، وانخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز»، بنسبة 1% مسجلاً أسوأ أداء له منذ شهر أكتوبر الماضي، وتراجع «داو جونز»، 100 نقطة في ختام تعاملات الأسبوع. 260 ألف برميل انخفاض في الطلب على النفط فرضت الصين قيود سفر على 35 مليون صينى، ونقلت وكالة «بلومبرج» عن مايكل أورورك رئيس إستراتيجية السوق لدى مجموعة «جونز تريدينج» قوله: «موجة التراجعات التي تشهدها الأسواق العالمية، هي رد فعل تجاه الأنباء المنتشرة حول تفشي فيرس كورونا المميت واستيعاب المستثمرين لحجم المخاطر الجمة الذي قد ينجم جراء اتساع رقعة العدوى ودرجة خطورتها».وأشارت إلى أن درجة تأثر الطلب العالمي على النفط، ستعتمد على مدى سرعة انتشار العدوى الوبائية ودرجة خطورتها، موضحة أن تحركًا سريعًا وقويًا من قبل السلطات الصينية قد يقلل من حجم الضبابية والسلبية الغالبة على الاقتصاد العالمي.