عزا عدد من المحللين والمستثمرين التراجع الكبير الذي سجله مؤشر السوق السعودي بعد أقل من ساعة من بدء جلسة يوم أمس الأحد بنسبة 7،7 % بأكثر من 570 نقطة عند 6892 نقطة وبتداولات نشطة بلغت نحو 2 مليار ريال، إلى المسببات الطارئة التي طالت جل اقتصادات العالم نتيجة تفشي فيروس كورونا الجديد الذي بات يُعرف باسم "كوفيد-19" وما أعقبه من تداعيات سلبية طالت أسواق النفط وجعلتها تعيش في حالة من الضبابية والميل للتراجع خصوصا بعد فشل اجتماع (أوبك+) بفيينا يوم الجمعة الماضي، وأكدوا بأن سلبية التوقعات ستسمر حتى زوال تلك المسببات وتوصل العالم لعلاج ناجح للوباء يضمن وقف تأثير سلبيته على مختلف القطاعات الاقتصادية بما فيها القطاع النفطي. وقال د. سعيد الشيخ كبير الاقتصاديين في البنك الأهلي السعودي، ل "الرياض" إن التراجع الكبير الذي شهده السوق السعودي كغيره من الأسواق بالمنطقة عائد لسببين رئيسين هما التخوف لدى المستثمرين حيال توقعات الاقتصاد العالمي في ظل تفاقم مشكلة تفشي فيروس كورونا الذي يُعرف باسم "كوفيد-19" وتأثيره السلبي على الاقتصاد العالمي والعديد من القطاعات المهمة، وانهيار اتفاق خفض المعروض النفطي بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا خلال الاجتماع الذي عقد يوم الجمعة الماضي بفيينا، مما دفع بأسعار الخام للانخفاض بشدة مع توقعات باستمرار تراجع الأسعار. وقال الدكتور سعيد الشيخ، ستبقى النظرة السلبية موجودة تجاه أسواق المال حتى يتم الوصول إلى علاج ناجح يضمن وقف تفشي فيروس كورونا وعند الوصول لذلك ستتدرج الأمور في عودتها إلى طبيعتها المعتادة. بدوره قال المستثمر في سوق الأسهم السعودي وعضو لجنة الأوراق المالية بغرفة تجارة الرياض، خالد الجوهر، إن هذا التراجع كانت متوقعا مع نهاية آخر جلسات الأسبوع الماضي وهو عائد لسببين رئيسين هما خسائر النفط وتراجع البرميل نحو 10 % خلال الأسبوع بعد أن هبط سعر خام برنت إلى 45.27 دولارا للبرميل على إثر فشل اجتماع (أوبك+) بفيينا يوم الجمعة الماضي وأيضا تفاقم مشكلة فيروس كورونا وتأثيراتها المتمثلة في تباطؤ الاقتصاد في كثير من دول العالم. وقال خالد الجوهر: إن ما زاد في حدة تراجع السوق يوم أمس هو التعامل تحت وتيرة الخوف والهلع من قبل شريحة كبيرة من المستثمرين الذين يتناسون في تعاملهم الرجوع إلى تأثير تحليل الأداء الفعلي للشركات المدرجة في السوق وإلى ما يتمتع به الاقتصاد المحلي من مقومات، فالاقتصادي السعودي لم يعد مقتصرا على القطاع النفطي فقط وهناك مصادر أخرى للدخل غير النفط عبر برامج تم الصرف عليها بما يتجاوز 780 مليار ريال ضمن رؤية المملكة 2030، وهذا يدعونا مجددا للمطالبة بوجود صانع حقيقي بالسوق يضمن توازنه ويحد من مثل هذه التعاملات التي تحدث نتيجة لعدم احترافية فئة كبيرة من المستثمرين في السوق. وكانت مؤشرات الأسواق الخليجية قد شهدت هي الأخرى تراجعات حادة منذ بدايات جلسة يوم أمس الأحد متأثرة بهبوط الأسواق العالمية وانخفاض أسعار النفط، بسبب المخاوف من تفشي فيروس كورونا، وتوقف التداول في سوق الكويت للأوراق المالية عقب تجاوز خسائره أكثر من 10 %. وتراجع سعر خام برنت يوم الجمعة الماضي مسجلا أكبر خسارة يومية له في أكثر من 11 عاما بعد أن رفضت روسيا اقتراح أوبك بتنفيذ تخفيضات كبيرة لإنتاج النفط لتحقيق استقرار في الأسعار المتضررة بفعل التبعات الاقتصادية لفيروس كورونا، وردت أوبك بإلغاء القيود على إنتاجها.