ضمن الفنانين الذين قدمهم بينالي الفنون الرقمية «Nemo2019/2020» الفنان الفرنسي «بيب ديوم Beb-deum من مواليد عام 1960»، الذي يمكن أن يطلق عليه لقب الفنان الشامل، حيث يتنوع نتاجه العبقري؛ حيث درس الكوميديا في مدرسة الفنون التطبيقية بباريس على يد مشاهير في هذا الفن مثل جورج ريتشارد، وبالتالي فهو ضليع في إنتاج الفن الكاريكاتوري منذ عام 1976، ويعد من أوائل الفنانين الفرنسيين الذين استعملوا الكمبيوتر كوسيلة للإبداع، نتاج مستقبلي يترسخ في جذور عريقة، حيث ينطلق الفنان «بيب ديوم» من عمق تأثره بفنون الثلاثينات وثقافة «المانجا Manga" اليابانية، المانجا الكلمة التي تشير للكوميديا وصارت ترمز عالميًا للروايات الكاريكاتورية الرسومية ذات التاريخ المركب، التي نشأت أصلًا في اليابان وتطورت في القرن التاسع عشر وانتشرت للثقافات الأخرى. والفنان بيب ديوم اشتهر في الأوساط الفنية بفرنسا وخارجها من خلال الألبومات الكروتونية التي أبدعها بالتعاون مع كاتب السيناريو جان بيير ديونيت والكاتب «آلان دماسيو Alain Damasio» أو من خلال مشروعاته الفنية الجريئة التي نشرها سواءً في الصحافة أو مع شركات الإعلان العالمية الكبرى. هذا ويعرض بيب ديوم في بينالي الفنون الرقمية مجموعة «مونديال Mondial TM»، التي انهمك في تطويرها منذ عام 2017، وتتمثل في ثلاث شخصيات رئيسة باهتة أو سائلة يتم استنساخها لما لا نهاية، وهي ترمز للكائنات والكون المستقبلي، وهي كائنات متحولة تنتظمها قيم هشة هي مسخ لقيمنا كبشر تنخرهم شهوة الاستهلاك واللهاث في سباق التكنولوجيا، الذي لا تضبطه أي معايير، سباق ينخر في مجتمعات ما بعد الحداثة وسيقود لانهيارها لا محالة. الشخصيات الأنثوية الثلاث تقدم نفسها بمنزلة كتالوج لبيع البشر، الكتالوج يحوي التنويعات التي يمكن استصدارها من كل شخصية حسب طلب المشتري، تنويعات تشمل مع الأوشام المثيرة، والزروع الطبية تحت الجلد، والثدي الذي أصبح منافذ USB، وفي ذلك ما لا يمكن تجاهله من التهديدات التي تتربص بالبشر وتتوالد من الإفراط، الإفراط أو الجشع في كل شيء، في التجريب وفي البعد عن البساطة والطبيعة وفي تجاهل عواقب كل ذلك، وقبل كل شيء في إعلاء المادة على الروح، هذا التجاوز الجسيم في إغفال حقيقتنا التي تبدأ بنفحة من الخالق جل وعلا. معرض يستوقفنا لنتساءل: ما الذي فعلناه بتلك النفخة؟