منذ عام 1988، الذي قامت منظمة اليونيسكو بإعلان الشارقة «عاصمة الثقافة العربية» وتولي رعايتها من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى وحاكم الشارقة، تحولت الشارقة إلى نجم مضيء في سماء الثقافة بدءًا بإنشاء المتاحف مروراً بالفعاليات العالمية الشهيرة المتمثلة في بينالي الشارقة ومعرض الشارقة الدولي للكتاب ومهرجانات الفنون الإسلامية والمسرحية والتصوير والسينمائية والتراثيه ومهرجانات الطفل إلى آخر المنظومة، وعلى مدار العام يمكن وصفها بالإمارة التي لا تغيب عنها شمس الثقافة. وقبل أيام أعلنت مؤسسة الشارقة للفنون عن برنامجها لخريف 2019، والذي تضمن مجموعة من المعارض الفردية والجماعية التي تضيء على تجارب مؤثرة في المشهد الفني المعاصر في المنطقة والعالم. (الجزيرة) في قلب الفعاليات وقد حظيت (الجزيرة) بدعوة كريمة من مؤسسة الشارقة لحضور تلك الفعاليات التي تؤكد بها المؤسسة التزامها بدعم المشاريع الفنية حول العالم، ورفد المشهد الثقافي والإبداعي في الشارقة والإمارات ببرامج ومبادرات فنية نوعية. من بينها الدورة السنوية الثانية من «نقطة لقاء»؛ معرض الكتاب السنوي المتخصص بعرض مختلف إصدارات الناشرين والمنتجات الفنية محلياً وإقليمياً وعالمياً، محققاً الهدف منه بعرض ما يهم طلبة الفنون والمهتمين بالنشر حيث يشكل معرض «نقطة لقاء» فرصة للالتقاء الناشرين والفنانين من المنطقة والعالم لتقديم أعمالهم الفردية أو ضمن الأقسام والفئات المقيّمة، حيث يلبي المعرض الطبيعة متعددة الاختصاصات التي يمتاز بها مجال النشر، ويقدم نظرة واسعة حول النشر الفني، عبر تجارب عدد من الدور المستقلة والبديلة. وقد تركزت نسخة هذا العام، كما جاء في بيان المعرض، على القصص المصورة ومجلات الكولاج، وتستضيف أكثر من 150 ناشراً مستقلاً، إلى جانب مجموعة من الفنانين الذين يقدمون مشاريعهم وإصداراتهم الفنية المتنوعة. ويضم المعرض خمسة أقسام هي: التحريري، والمستقل، والإمارات العربية المتحدة، ومنشورات مؤسسة الشارقة للفنون، والمجلات، حيث يركز القسم التحريري على تقديم مواد مطبوعة من جميع أنحاء العالم، ويشارك فيه: معرض سنغافورة للكتاب الفني، توريموتو، شيمورينغا، معرض بازار للكتاب الفني، أرشيف يا هلا استديو، المعرض الإفريقي للكتاب الفني، تجمع وصل للفنانين، أشكال ألوان. أما قسم الإمارات العربية المتحدة فيقدم منشورات وكتالوجات ومجلات كولاج وغيرها من المواد المطبوعة من مؤسسات ومعارض من داخل الإمارات، ويشارك فيه: عدد من الغاليرهات غاليري ومتحف اللوفر أبوظبي، منشورات القاسمي، مركز مرايا للفنون- مركز جميل للفنون، مركز الفنون في جامعة نيويوركأبوظبي، جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، دائرة الشارقة للثقافة، متاحف الشارقة. ويعرض قسم منشورات مؤسسة الشارقة للفنون الكتالوجات، والدراسات، ومشاريع الفنانين، والكتيبات الإرشادية الصادرة عن المؤسسة. كما أقيم على هامش المعرض البرنامج المجاني لورش العمل التعليمية للصغار والكبار، وهي: ورشة «صنع مجلة شخصية»، ورشة «الرسم الحر»، ورشة «صنع المنشورات»، ورشة «كيف ترسم المانجا»، ورشة «رسوم توضيحية بالقلم والحبر». معرض «نقطة لقاء» أتى تتويجاً لجهود مؤسسة الشارقة للفنون في مجال النشر والتي بدأت منذ تأسيسها في عام 2009، حيث نشرت مجموعة متنوعة من الكتب المتعلقة بالأعمال الفنية الحديثة والمعاصرة، بما في ذلك كتب الفنانين، والكتالوجات والمجلدات الأكاديمية. كما دعمت المؤسسة الجهود البحثية التي يقوم بها الفنانون الزائرون والقيمون والباحثون، إضافة إلى إصدار الكتيبات والكتالوجات للبيناليات والمعارض، والتي يتم توفيرها للجمهور المحلي والإقليمي والدولي من المهتمين بالفن المعاصر والنشر. معارض الخريف والتنوع كما قامت (الجزيرة) بجولة على المعارض التي احتضنها برنامج معارض الخريف بدء بمعرض تحت عنوان «آدم حنين: علامات فارقة» الذي أقيم بالتعاون مع متحف الشارقة للفنون وهو من تقييم الشيخة نورة المعلا، ويتضمن مجموعة من اللوحات والمنحوتات التي أنتجها آدم حنين منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى يومنا هذا.. كما ضم البرنامج معرض «أكرم زعتري: في مقابل التصوير.. تاريخ المؤسسة العربية للصورة المشروح. وقدمت مؤسسة الشارقة للفنون بالشراكة مع العربية للطيران معرض ومشروع «32: إعادة التسجيل» البحثي الذي تنظمه القيمة بهافيشا بانتشيا، وهي النسخة الثانية من برنامج العربية للطيران لإقامة القيمين. إضافة إلى استضافة بيت السركال في ساحة الفنون معرضاً شاملاً لأعمال الفنانة باني عبيدي تحت عنوان «أرض المرح» وهو من تقييم الشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيس المؤسسة، وناتاشا غينوالا. وضمن ما تقيمه مؤسسة الشارقة للفنون بالتعاون مع المتحف الأيرلندي للفن الحديث، أقيم المعرض الاستعادي «شروق، غروب» الذي يضم أعمال الفنانة الراحلة منير شهرودي فارمنفرمايان التي تعدّ واحدة من أهم الفنانات في إيران في عصرها، وهو من تقييم الشيخة حور بنت سلطان القاسمي وريتشل توماس. ويقدّم أكثر من 70 عملاً بين الرسم والنحت وتصاميم المجوهرات، إلى جانب الأعمال الورقية والكولاج. كما يشمل برنامج الخريف معرضاً بعنوان «مربعات مائلة» للفنان مروان رشماوي، وهو من تنظيم متحف بونيفانتن في ماستريخت، هولندا، بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون. من جانب آخر، يقدم معرض «مشروع مارس 2019» الذي يقام في الفترة من 12 أكتوبر 2019 وحتى 20 يناير 2020، أعمال مجموعة من الفنانين الشباب، هم: أسماء بلحمر وفرح القاسمي ومي راشد وسعيد المدني من الإمارات، وفلوة ناظر من السعودية، وماريو سانتاييا من كولومبيا. وهو من تقييم ريم شديد. جدير بالذكر أن مشروع مارس هو برنامج إقامة تعليمية سنوي للفنانين الشباب يوفر فرصاً للبحث، وتفعيل وتقديم أعمال محدّدة الموقع من خلال زيارات ميدانية، وجلسات حوارية يديرها ممارسو الفنون على مدار سبعة أشهر. كما تقدم المؤسسة معرض «الشارقة-اليابان2»، الذي تقيمه يوكو هاسيكاوا، القيّمة الفنية على متحف الفن الحديث في طوكيو، وقيّمة بينالي الشارقة. وسيتم في ختام برنامج مؤسسة الشارقة لعام 2019 الدورة الثانية من منصة الشارقة للأفلام في ديسمبر- كانون الأول المقبل، في سينما سراب المدينة، وسينما الحمراء في الشارقة. وتعدّ المنصة مبادرة سنوية أطلقتها المؤسسة في عام 2018 بهدف دعم السينما في الإمارات وخارجها. كما تقدم المنصة عدداً من ورش العمل والجلسات الحوارية التي تتطرق لأهم القضايا والعوائق التي تشغل أوساط صناعة السينما. كما تقدم منحة إنتاج الأفلام القصيرة التي يقدم الفائزين بها أفلامهم لتعرض ضمن برنامج الأفلام.