في تجربة جديدة أعاد بينالي مكتبة الإسكندرية الدولي للجرافيك الاعتبار للحفر الجرافيكي الصغير والمتناهي في الصغر في دورته الأولى التى انطلقت في الثلث الأول من شهر يناير الجاري، وتختتم في الخامس والعشرين منه، متضمنة أكثر من 570 عملاً شارك في تقديمها أكثر من 112 فنانًا من أكثر من 37 دولة حول العالم. وتناولت المعروضات مختلف الأساليب الفنية والتقنيات، ومن هذه الأساليب اللينوجراف أو الطباعة على الحجر، والطباعة على الزنك، والطباعة على القماش، والطباعة على الخشب، كما تنوعت في الابتكارات التقنية والجمالية والرمزية عبر أساليب الواقعية المدهشة في تمكنها إلى الاختزالية والمينيمالية إلى التجريدية. تجربة أولى في الشرق الأوسط وأكد د. مصطفي الرزاز رئيس البينالي ومستشار المكتبة للفنون التشكيلية أن الدورة الأولى من بينالي مكتبة الإسكندرية الدولي للحفر الصغير المطبوع على الورق عبرت عن تأثير الثقافات المتباينة على إبداع فنانيها وإضفاء التمايز عليهم؛ ممّا يصنع التنوع الخلاق والدرس المهم في تصويب مفهوم العولمة التي يشارك كل العالم في صنعها، مشيرًا إلى أن كل فنان من المشاركين يعكس ثقافة بلده وتقاليديها الفنية، مستغربًا عدم مشاركة الفنانين العرب في هذا البينالي على الرغم من دعوة العديد منهم، ولكن واضح أن الكثير منهم لا يهتم بالأعمال الصغيرة. وأوضح د.أحمد عبد الغني مدير برامج الفنون التشكيلية بمكتبة الإسكندرية أن هذا الملتقى وهو الأوحد من نوعه في منطقة الشرق الأوسط بمختلف التقنيات والأساليب التقنية ويمثل مختلف الاتجاهات المختلفة في معالجة الفنانين لطبيعة عناصرهم التشكيلية المختلفة بتكويناتها وبناءاتها لقطع الجرافيك الصغير. مشيرًا إلى أن الاعمال الصغيرة بدأت تكوّن لديها حضورًا كبيرًا لدى المتلقي والفنان على حد سواء، فتجد عمل مساحته 2x2 سم له نفس الطاقة الكامنة التأثيرية والانفعالية والقدرة الرمزية والبنائية والتشكيلية للأعمال الكبيرة، ولذا فالبينالي ترجع أهميته لأنه يجعل المتلقي يعيد حساباته البصرية والتأثيرية من جديد لمفهوم العمل الفني وتقديره. وحول شروط العمل المشاركة في البينالي أشار د.عبدالغني أن الشروط تضمنت ألا يزيد المقاس عن 10x10سم، وقامت المكتبة بعمل الأطر المناسبة لللوحات جميعًا والتي تعطي تناسقًا في الشكل العام على الرغم من اختلاف المضامين والأساليب الفنية لكل فنان عن الآخر، كما تضمن الاتفاق بأن يهدي كل فنان ثلاث أعمال للمكتبة، فيكون هذا نواة لمتحف كبير لأعمال الفن الجرافيكي الصغير، وهو المتحف الأول لهذا الفن على مستوى الشرق الأوسط، بحيث يكون إعادة لقراءة هذا الفن الجميل وإعادة لتقبل الفنانين له. كما صاحب المعرض كتالوج يمثل مستنسخًا كاملاً لكل المعروضات بحيث تتمكن من إعادة استحضار كل الاعمال الفنية بمختلف اتجاهاتها ومدارسها والكتالوج يضم جميع المعروضات بمقاسها الطبيعي، فهو يتيح الفرصة لكل الدارسين والمهتمين والمتذوقين لعرفة كل ما دار بالمعرض بغرض الحفاظ على محتويات المعرض وترويج مكونات المعرض.