دمج وزارتي الخدمة المدنية والعمل لتكون وزارة "الموارد البشرية والشؤون الاجتماعية"، خطوة جوهرية ومفصلية في إدارة شواغر وشؤون الوظائف في القطاعين العام والخاص، قد تكون اللبنة الأولى نحو خصخصة حكومية منتظرة لحلحلة بيروقراطية الوظائف الحكومية وتساوى القطاعين العام والخاص في الأنظمة والعقود ليكون البقاء للجودة والطلب للخامة التي تستحق، وهنا يكون التنافس بين الوزارات والهيئات الحكومية والمؤسسات الخاصة. لكن.. والرسالة بقلم دراسات عليا أرهقه البحث عن عمل يليق بمؤهله وأتعبه قلة المورد الوظيفي، واستنتج مع زملائه العاطلين أو المعطلين عن العمل، وهي فكرة متبلورة في عقل كل عاطل أو عاطلة سعودية: أن وزارة الموارد البشرية تحتاج إلى جهد كبير جدًا حتى تتمكن من سعودة الوظائف التي يشغلها أجانب في القطاعين الخاص والعام، والعنصر الأجنبي بالمناسبة يسيطر على قدر كبير منها، وإحلال الطاقات البشرية السعودية محلها، العقول السعودية التي تمتلك المهارة والعلم والفن والثقافة والوعي.. ولكنها لا تجد حاضنًا لطاقاتها، ولا مأوى لإبداعاتها نتيجة احتكار الأجنبي للوظائف والمهن والأخيرة هذه يكاد الأجنبي يسيطر عليها إلا النذر اليسير من المهن المعدودة والمحدودة، التي يعمل بها المواطن، وكأنما هي تضميد لمشكلة البطالة وليست علاجًا فاعلاً، وحلاً ناجعًا لها.. وذلك العلاج للجسد الوظيفي في وطننا الغالي بيد معالي الوزير، وهو المأمول منه وأهل له بإذن الله. يسأل بعضنا البعض: لماذا لا تسعود المهن التي يحمل مؤهلاتها الشباب والشابات السعوديون، مثل الصيادلة؟! ثم نتساءل عن "المهندسين": لماذا لا تسعهم قطاعاتنا الحكومية والخاصة بينما تفتح أذرعها للأجانب وربما بينهم من تجد مؤهلاتهم أقل ولربما ليست لها علاقة بالوظيفة المشغولة؟ ولو عرجنا قليلاً على التعليم الأهلي "التجاري الربحي" الثري أيضًا لوجدنا معلمين ومعلمات سعوديين وسعوديات يحملون مؤهلات تتجاوز البكالوريوس ورواتبهم لا تعادل ما يقدمونه لتعليم وتربية جيل الغد. تساؤلات كثيرة منها: لماذا لا يوطن العمل في كثير من القطاعات التجارية مثل مغاسل الملابس، والورش، وصوالين الحلاقة، والبقالات والبوفيات، والملاحم؟ ستجد من يقبلون عليها، والبعض قد يستغني بها عن غيرها. من يتجول في شوارع المدن ويرى الأسوق والمراكز التجارية التي يديرها ويعمل بها الأجانب يهوله المنظر ويهوله أكثر إذا علم بالأموال التي تخرج منها إلى بلدانهم، وشباب الوطن أولى بموارد الوطن وحق وأقدر وأفضل.