التعاطي مع الحياة والناس وصنع أسلوب مبتكر للحياة ونمط راق من أنماط التعامل معها بفن - أمر يجعلنا نشعر بالسعادة في الدنيا، فلا نأسى على ماض تولى، ولا نقتل سويعات السعادة بالقلق من مستقبل آت.. ونعيش وكأننا في نعيم الجنة بَلى مَن أَسلَمَ وَجهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحسِنٌ فَلَهُ أَجرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ [البقرة: 112] إنما يدخل الجنة كل من أخلص لله متوجهًا إليه، وهو - مع إخلاصه - محسنٌ في عبادته باتباع ما جاء به الرسول، فذاك الذي يدخل الجنة من أي طائفة كان، وله ثوابه عند ربه، ولا خوف عليهم فيما يستقبلون من الآخرة، ولا هم يحزنون على ما فاتهم من الدنيا. وهي أوصاف لا تتحقق بعد مجيء النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلّا في المسلمين. المختصر في التفسير إذن فعمل الصالحات من الأعمال كفيل بأن يكسبنا التوازن النفسي اللازم للنجاة من الأدواء النفسية من اكتئاب وقلق وغيرهما من الأمراض النفسية والروحية المعقدة. ولنفعل ذلك علينا أن نؤمن يقينا بأن تحقيق ما نصبو إليه في الحياة إن كان الله قد كتبه لنا فهو مسألة وقت، والأمنيات المستحيلة هي تلك التي لم يقدرها الله ولن يقدرها رحمة بنا لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى وحده، وهي الخير الذي حبك ليناسبنا وحدنا دون سوانا.. فلا نحمل للدنيا همًا، فلا شيء فيها يستحق العناء، ولنكن على ثقة بأن [من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة]، وهذا ما ورد في تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي. ثم لا يموت ابن آدم قبل أن يستوفي رزقه وأجله، فعلام التوتر والقلق إن كان رزقنا المقدر لنا آتينا لا محالة، وإن لم يكن مقدرًا لنا ففي منعه خير لا ندركه إلا بعد حين. عيشوا الحياة بفن، فالحياة فيها جمال يستحق أن يعاش بلا هم ولا غم ولا كرب ولا شقاء ولا كدر ولا توتر أو قلق.. عيشوا الحياة بفن وحب.. * إعلامية وباحثة في الدراسات القرآنية