قدمت المملكة الدعم المادي بالمليارات، والمعنوي الكامل للسلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني عبر تاريخ القضية الفلسطينية، ويبقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين والشعب السعودي الكريم واقفين بمبادئهم الثابتة من القضية الفلسطينية، وحقوق الشعب الفلسطيني.. موقف المملكة من قضية فلسطين ثابت لا يتزحزح عبر تاريخها المجيد؛ فمنذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز -يرحمه الله-، وقفت المملكة في مؤتمر لندن عام 1935م المعروف بمؤتمر المائدة المستديرة لمناقشة القضية الفلسطينية تأييداً لمناصرة الشعب الفلسطيني، حيث لم يزل موقف المملكة من الثوابت الرئيسة لسياستها الخارجية ودعماً في جميع مراحلها، وعلى جميع مستوياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. وتعزيزاً لصمود شعبها وتحقيق طموحاته لبناء دولة فلسطينية المستقلة، لتمر السنوات من حينها وحتى يومنا هذا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان، وتظل القضية الفلسطينية هي جُل اهتمام القيادة الرشيدة والشعب السعودي الكريم. مواقف المملكة التاريخية الثابتة الراسخة تترى، ففي عام 1943م، أسست المملكة قنصلية عامة لها في مدينة القدسبفلسطين لتسهيل الاتصالات مع الشعب الفلسطيني وتيسير الدعم لقضيته العادلة، وعام 1945، أرسل الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- إلى الرئيس الأميركي روزفلت، رسالة يشرح فيها القضية الفلسطينية، وقد ساهمت هذه الرسالة في تغيير موقف إدارة روزفلت ووعده بعدم الاعتراف بدولة إسرائيل، وتعد هذه الرسالة من أقوى الرسائل في تاريخ الدفاع عن حقوق الفلسطينيين. استمر الدعم السعودي غير الآيل للانقطاع، ففي يونيو 1967م تمكنت حملة التبرعات الشعبية في المملكة من جمع مبلغ أكثر من 16 مليون ريال في حينها، وفي ديسمبر 1968م، صدرت فتوى شرعية بينة من جميع مفتي المملكة بجواز دفع الزكاة إلى اللجان الشعبية لمساعدة الشعب الفلسطيني، وفي 1969م وجه حينها رئيس اللجنة الشعبية لدعم الفلسطينيين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- مبادرتين، الأولى: خطابًا يدعو فيه السعوديين للاكتتاب لصالح رعاية أسر مجاهدي وشهداء فلسطين بنسبة 1 % من رواتبهم، ولاقت تلك الدعوة قبولًا كبيرًا بين أوساط الموظفين السعوديين في الدوائر الحكومية، والثانية: "سجل الشرف" المستهدف لزيادة حجم الإيرادات والتبرعات الشعبية، ويلتزم من خلاله الأفراد والتجار والشركات والمؤسسات بتقديم تبرعات شهرية أو سنوية منتظمة لحساب اللجنة الشعبية. وفي عام 1988م بعدما بلغت حصيلة حملة التبرعات الشعبية لدعم الشعب الفلسطيني الأولى أكثر من 160 مليون ريال، أكد أيضًا الملك سلمان بن عبدالعزيز بصفته آنذاك رئيسًا للجنة الشعبية لمساعدة الشعب الفلسطيني، أن السعودية لم تتخذ يومًا من الأيام موقفًا مؤيدًا وداعمًا للقضية الفلسطينية من أجل أن يأتيها الشكر والتثمين من أي كان على هذه المواقف المبدئية؛ لأن "القضية الفلسطينية" بالنسبة للمملكة ليست مجرد قضية دولية عابرة، وإنما هي بالفعل قضيتها الأساسية والمركزية، ولذا ستبقى مواقف المملكة مسؤولة معبرة بحق عن مواقف الأمة العربية ومصوّبة ومقوّمة لما يجب أن تكون عليه الرؤية العربية تجاه "فلسطين" الشعب والقضية، وأنها تأتي في سياق رؤية سعودية استراتيجية راسخة. وفي عام 1989م، افتتح الملك سلمان -أمير الرياض حينها- مبنى السفارة الفلسطينية في الرياض، ورفع العلم الفلسطيني على مبنى السفارة، كما قلد الرئيس ياسر عرفات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسام نجمة القدس؛ تقديرًا لجهوده الاستثنائية الخاصة في دعم الشعب الفلسطيني، وذلك في حفل كبير في إمارة الرياض. توالى دعم الملك سلمان ولم يتوقف سنين عدداً مع إخوته ملوك المملكة، وفي عام 2017م وخلال القمة العربية الثامنة والعشرين في البحر الميت أكد حفظه الله، أنه يجب ألا تشغلنا الأحداث الجسيمة التي تمر بها منطقتنا عن تأكيدنا للعالم على مركزية القضية الفلسطينية لأمتنا، كما دأب يحفظه الله على تجديد موقف السعودية من القضية الفلسطينية؛ في مؤتمر القمة العربية الطارئ المنعقد في مكةالمكرمة نهاية مايو 2019م، بأن "القضية الفلسطينية تبقى قضيتنا الأولى إلى أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المسلوبة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية". أما بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب باعتراف الولاياتالمتحدة الأميركية بالقدس عاصمة لإسرائيل، أبدت المملكة أسفها الشديد جراء هذا الإعلان، مؤكدة أنها سبق أن حذرت من العواقب التي وصفتها ب"الخطيرة" لمثل هذه الخطوة غير المبررة وغير المسؤولة. وعقب إعلان الإدارة الأميركية عن خطة ب "صفقة القرن"، كانت السعودية أسبق الدول في الاتصال بالقيادة الفلسطينية؛ حيث أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -يحفظه الله- للرئيس الفلسطيني محمود عباس، ثبات موقف المملكة من القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، الذي لم يتغير منذ عهد الملك عبدالعزيز حتى التطور الأخير. باختصار، قدمت المملكة الدعم المادي بالمليارات، والمعنوي الكامل للسلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني الكريم عبر تاريخ القضية الفلسطينية، ويبقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين والشعب السعودي الكريم واقفين بمبادئهم الثابتة من القضية الفلسطينية، وحقوق الشعب الفلسطيني، ووقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني وخياراته وما يحقق آماله وتطلعاته.