قصص الخيال العلمي نوع من الفن الأدبي الذي يعتمد على الخيال، يتخيل فيه المؤلف عالمًا خياليًا جديدًا بالاعتماد على النظريات العلمية، وقد يتخيل نموذجًا لحياة أخرى بالاستناد إلى نتائج متخيلة متسقة مع قوانين الطبيعة والنظريات العلمية، وفي العادة يكون زمن هذه القصص في المستقبل القريب أو البعيد، أما مكانها فقد يكون على كوكب الأرض، أو في أي مكان في الفضاء. كما يعد الأدب المتربط بهذه القصص أدبًا مختلفًا، ويحتاج إلى كاتب مثقف، وعلى اطلاع جيد بقضايا التقنية، وما يحدث في هذا الكون، وببعض الظواهر الكونية، حتى يقوم بإدخال الخيال على كل ذلك، وينسج قصة تحتوي على أبعاد إنسانية يتم عكسها على ظواهر الكون المختلفة، كما تعد مخيلة الكاتب من العناصر الأساسية التي تعتمد عليها الكتابة في هذا المجال، فلا بد له أن يبتكر بعض القوى الخارقة للطبيعة، ويعمل على توجيهها نحو الغاية التي تُكتب من أجلها قصص الخيال العلمي، حتى تكون القصة مكتملة العناصر، وتحتوي على الدهشة التي ينتظرها القارئ بشغف. ومن أشهر كُتاب روايات الخيال العلمي (هربرت جورج ويلز)، الذي نشر روايته الأولى عام 1895م، وحملت عنوان «آلة الزمن» وقد حظيت بنجاح بين القراء. وفي عام 1896م نشر»جزيرة الدكتور مورو» عن عالم مجنون يحول الحيوانات إلى كائنات بشرية. وفي عام 1897م نشر «الرجل الخفي» عن عالم ينجح بإخفاء نفسه، وفي عام 1898م نشر «حرب العوالم» عن غزو كائنات مريخية للأرض. وفي رواية «الوقوف في زنجبار» للروائي الإنجليزي جون برانر، التي نشرت عام 1968م، يصف وصفًا دقيقًا للحياة عام 2010م، إذ تنبأ بظهور أجهزة إلكترونية يمكن ارتداؤها، وتؤدي كثرة استخدامها إلى الإدمان، والمحادثات المرئية، وانتشار حوادث إطلاق النار الجماعي، وإذا كان اليوم من رابع المستحيلات تتبع كل ما أنتجه الغرب في أدب الخيال العلمي، فإن كُتاب هذا النوع الأدبي ما زالوا على رؤوس الأصابع عربيًا، بل من القراء العرب من يعتقد أنه لا وجود لمثل هذه الكتابات عندنا، وأن كتابة الخيال العلمي صناعة غربية لم يستوردها العرب بعد. فمثلًا الكاتب المصري نبيل فاروق يعد من أشهر الكُتاب في هذا النوع من الأدب، فروايته «الذين كانوا»، التي أحداثها تدور في إطار زماني مختلف عن زماننا، تعود بالقارئ إلى ماضٍ سحيق أشبه بالمستقبل البعيد، فيه حقائق ووقائع تعكس تطورًا علميًا وتكنولوجيًا يتجاوز ما وصلته الحضارة الإنسانية في قرنها الواحد والعشرين، ولتأكيد تفوق الحضارات السحيقة علميًا وتكنولوجيًا انفتح السرد على وثائق ومستحاثات ما زالت شاهدة على عشرات الحضارات القديمة، كالرسوم الموجودة في كهوف جبال طاسيلي بالحدود الجزائرية الليبية، التي تعود إلى مئات الآلاف من السنين، وهي رسوم لنساء يرتدين ثيابًا حديثة، ويحملن مظلات واقية، ولرجال فيما يشبه زي الغوص ويحملون أنابيب الأكسيجين على ظهورهم، وآخرين يطيرون في الهواء، وحولهم أجساد طائرة أقرب إلى السفن الفضائية. وهذا النوع من الأدب هو الأنسب لأطفالنا الذين يعيشون ثقافة الإلكترونية، ويتفاعلون يوميًا مع الحواسيب والهواتف الذكية، وربما يقضون أوقاتهم في العوالم الافتراضية أكثر مما يقضون في الواقع، وبالتالي يمكن لروايات الخيال العلمي أن تطفئ بعض عطشهم للعوالم المفترضة بلغة أدبية، وخيال ينمي ملكاتهم، ويحبب إليهم القراءة، ويربيهم على التفكير العلمي.