بدا سوق "شارع الثميري" الواقعة في سوق "الزل والبخور" بجانب أسواق المعيقلية، وكأنه الوجهة الأولى التي يقصدها سكان الرياض، ومعهم السيّاح الأجانب، حينما يفكرون في التسوّق الحقيقي والجاد. ويعد السوق أيضاً إضافة اقتصادية، حين فتح المجال واسعاً لتوظيف الشباب السعودي من الجنسين، يضاف إلى ذلك، انتشار عدد كبير من المشروعات المتخصصة في بيع "البخور والبشوت والتراثيات" التي حفظت أصالة تلك المنطقة بدعم حكومي واضح. "الرياض" كان لها جولة على أركان السوق، للتعرف على أسرار السلع القديمة والتراثية، وكيف يعرف العميل تلك الأنواع ويفرق بينها وبين السلع الحديثة. يتوزع "الشُيّاب والشباب" في سوق الثميري" "يقلبّون رزقهم"، ويستمتعون بأوقاتهم فيما يمارسون عملهم. يقول: راشد الدحيم أحد ملاك البسطات: "جميع البضاعة التي أبيعها قديمة، وكانت تشتهر في زمانها، السلع من كماليات ولعب أطفال، وأدوية، وهدايا الحجاج، وحناء النساء قديماً". ويضيف "جامع التراث يبحث باستمرار عن ما هو قديم، مؤكداً أن أغلب ما هو موجود، يبلغ عمره 50 عاماً، وذو جودة عالية". ويجلس بوحمد أمام واجهة معرضه، ولا تفارق وجهه ابتسامة رضا، وهو يعرض ما لديه من تراثيات. ويقول: "أعرض العديد من المقتنيات القديمة داخل معرضي، الذي يضم المئات من المقتنيات، ومنها "جرامافون"، وهو جهاز عتيق لسماع الإغاني قبل اختراع الراديو، ويعد أقدم من جهاز "البشتختة"، وعمره 80 سنة". وتابع بوحمد "بخبرتي، أعرف المقلّد من السلع القديمة جيداً، وأسافر دائماً إلى مملكة البحرين، وأتنقل بين مدن الشرقية والأحساء، للبحث عن التراثيات والمقتنيات القديمة". "الثميري" الشارع الأشهر، لبيع المقتنيات التاريخية والتراثية القديمة في الرياض، علامة مضيئة في القطاع السياحي، بعدما قصده السيّاح الأجانب، الذين يزورون المملكة، ويحرصون على شراء واقتناء التحف والأدوات العتيقة، والعودة بها إلى بلادهم تذكاراً من بلاد المملكة. واتخذ السوق شكلاً تراثياً، لا تتجاهله العيون، ويستوقف السوق المارة بسلعه القديمة وربما المتهالكة، ليس لسبب سوى أنها تشع رونقاً خاصاً، وتراثاً يأخذ الناظر إلى أزمان قديمة. إذ يبدو لمن يدلف السوق، وكأنه يسير في متحف مفتوح، يتسم بالأناقة والرقي، يظهر الباعة فيه أندر ما يقتنونه من تحف نادرة، يعرفون تاريخ وقيمة كل تحفة لديهم، والعملاء وكأنهم غواصون في بحر من الدرر. وفي السوق، كل شيء قديم له ثمن وله قصة من صفحات التاريخ، وكلما كانت السلعة موغلة في القدم، كلما كان ثمنها مرتفعاً، فهناك دلال القهوة، والشمعدانات من مختلف العصور والأواني القديمة، والأكواب والأنتيكات، والبضائع التجارية التي عشنا معها أجمل اللحظات وغيرها، والتاجر "الشاطر" هو من يدرك قيمة السلع لديه، ويستطيع أن يسوقها بأعلى الأثمان، والعميل الحكيم من يستطيع أن يفرق بين سلعة وأخرى، ويختار الأقدم والأعرق، ليحتفظ بها. أجهزة راديو قديمة معروضة للبيع ساعات مختلفة الصنع والسنين جهاز «قرامافون» عمره 80 عاماً دلة قهوة منقوش عليها اسم الأميرة لولوة بنت عبدالعزيز رحمها الله بيع المقتنيات التراثية علامة مضيئة في القطاع السياحي