عازف الناي السابق سمير فؤاد استطاع أن يستدعي الزمن الجميل مرة أخرى بعدما وقع في"غرام"اقتناء التحف و"الانتيكات"النادرة التي يعود تاريخها إلى عشرات السنين. وهو احترف هذا المجال وأصبح أحد أشهر العاملين في مجال بيع وشراء المقتنيات النادرة الانتيكات التي تحمل ملامح الماضي. ولم يكتف بذلك فقط بل أقام معرضاً لهذه المقتنيات يحمل شعار"القاهرة 30". "الحياة"التقت سمير فؤاد أو عاشق الغرامافون كما يلقبونه وكان معه هذا الحوار. يقول سمير فؤاد:"بداية عملي في تجارة التحف والانتيكات تعود إلى مطلع الستينات من القرن الماضي, ولكن على سبيل الهواية فقط، وذلك أثناء عملي كعازف على الناي في إحدى الفرق الموسيقية وكنت مغرماً بشكل أو جمال أي تحفة أو انتيكة أو قطعة أثرية نادرة تقع عليها عيني في القصور والفيلات والبيوت التي كنا نحيي فيها الحفلات". ويضيف فؤاد:"على رغم الأضواء والشهرة التي اكتسبتها من خلال عملي لفترة طويلة كعازف على الناي ومشاركتي في وضع الموسيقى التصويرية لعدد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، وكذلك في بعض حفلات"أضواء المدينة"إلا أنني قررت اعتزال هذا المجال والاتجاه إلى اقتناء التحف والانتيكات القديمة والنادرة، بعدما وقعت في غرامها. وبدأت في جمع كل ما أستطيع الحصول عليه من هذه المقتنيات ووضعها في بيتي حتى تحول"متحفاً"من الكلاسيكيات الجميلة. ومع الوقت استهوتني فكرة إنشاء معرض للتحف والانتيكات القديمة والنادرة والتي يعود تاريخ صنعها إلى عشرات السنين مثل أجهزة الراديو القديمة من كل الماركات العالمية التي كانت معروفة في ذلك الوقت. وكذلك أجهزة الغرامافون اليدوي الفونوغراف والاسطوانات النادرة والآلات الموسيقية والساعات والفازات أو المزهريات واللوحات التشكيلية والتابلوهات والموبيليا وسواها. وقبل تأسيس المعرض كان لا بد أن أتعرف على أسرار وخبايا هذه المهنة من خلال الاحتكاك والافادة من خبرات بعض العاملين في هذا الحقل وجمعتني فعلاً لقاءات مع بعض هؤلاء ومنهم شخص يدعى علوي فريد الذي كان يعد واحداً من أبرز وأشهر المتخصصين في اقتناء التحف والانتيكات. وتعرفت منه على كيفية تقدير قيمة أو أهمية أي تحفة وطريقة ترميمها وتجديدها إذا كانت معطوبة. قررت في البداية أن أتخصص في شراء او بيع أجهزة الغرامافون والراديو القديم لحبي الشديد لهذه الأجهزة تحديداً، اضافة إلى الإقبال الشديد آنذاك على شرائها من المغرمين والهواة. ولم يتوقف نشاطي على بيع وشراء هذه المقتنيات بل قررت إنشاء ورشة ملحقة بالمعرض وهي الأولى من نوعها في مصر والشرق الأوسط، واختصاصها ترميم او إصلاح الأجهزة والمعدات والانتيكات المتهالكة لإعادتها إلى حالتها الأولى". ويضيف فؤاد:"معظم التحف والأشياء النادرة التي يضمها المعرض يتم شراؤها من خلال المزادات التي يعلن عنها في الصحف أو في الميادين والشوارع ويتم الحصول على بعضها من خلال المترددين والزبائن الذين يأتون إلى المعرض لبيع ما يريدون الاستغناء عنه من هذه الأشياء القديمة". بين محمود عبد العزيز ومحمد حلو وعن أسعار هذه التحف وتقدير قيمتها يقول فؤاد:"أن سعر أي تحفة أو انتيكة يتوقف على الحالة أو الهيئة التي هي عليها وتاريخ صنعها فكلما كانت التحفة أو الانتيكة بحالة جيدة ونادرة ارتفعت قيمتها وسعرها". ويرى فؤاد"أن على رغم التطور التكنولوجي والثورة الصناعية التي طرأت على الأجهزة الترفيهية والكهربائية في هذا العصر، وخصوصاً المشاهير والأثرياء لا يزالون يحرصون على اقتناء بعض التحف والانتيكات القديمة، ومنهم الفنان محمود عبدالعزيز والفنانة سهير المرشدي والمطرب محمد الحلو وهؤلاء يزورون المعرض باستمرار للإطلاع على المثير والغريب والنادر من التحف والانتيكات القديمة. ولم أتوقف عند هذا الحد فقط بل حرصت على فتح أسواق خارجية لهذه المقتنيات من خلال إقامة بعض معارض في عواصم اوروبية مثل باريس ولندن ومدريد وبرلين لتكون فرصة أمام المغرمين للتعرف على تاريخ مصر وحضارتها وتراث أجدادنا. ويقول:"أقوم أحياناً بتلبية قطاعات الانتاج السينمائي والتلفزيوني التي تصور في مصر حيث يحرص القائمون والمخرجون على الاستعانة ببعض التحف والانتيكات والتابلوهات والبراويز والصور القديمة وساعات الحائط لاستخدامها في بعض المشاهد التي تتحدث عن حقبة أو فترة تاريخية معينة".