يشارك قادة العالم وعدد كبير من الاقتصاديين ورؤساء الشركات العالمية الكبرى في منتجع دافوس بسويسرا لحضور المنتدى الاقتصادي العالمي هذا الأسبوع اعتبارا من اليوم الثلاثاء 21 وحتى 22 يناير الحالي، على وقع تحديات هائلة تراوح من التغيّر المناخي إلى النزاع في الشرق الأوسط، وتضاهي بضخامتها جبال الألب المحيطة بالمنتجع السويسري. وكانت بدايات المنتدى الاقتصادي العالمي العام 1971 بهدف "تحسين وضع العالم" بحسب وثائقه ويجمع المنتدى، الذي يعقد سنوياً في منتجع دافوس للتزلج بجبال الألب، قادة قطاع الأعمال والتجارة مع شخصيات قيادة بارزة في المجالات السياسية والأكاديمية والأعمال الخيرية، ويدرك المنتدى الاقتصادي العالمي أن الاقتصاد السياسي العالمي يتجه نحو منعطف خطير، سواء بوصول دونالد ترمب إلى سدة الحكم في الولاياتالمتحدة الأميركية، أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أو انشغال الصين بتحقيق مزيد من السلطة والمكانة. ويركز منتدى دافوس على قضية مهمة وهي العلاقات بين الشركات والأطراف ذات العلاقة ويناقش الرؤساء التنفيذيين تعهدات بالبدء في إيلاء أكبر قدر من الاهتمام للموظفين والعلماء والبيئة. من جهته قال المحلل الاقتصادي أحمد الشهري: إنه سيتم مناقشة أكثر القضايا الاقتصادية والاجتماعية الأكثر إلحاحا على المستوى العالمي وعلى رأس تلك القضايا الحفاظ على الاقتصاد العالمي من خلال تخفيف عبء الديون الطويلة بالإضافة إلى تحفيز انتشار الثورة الصناعية الرابعة وتجنب الحروب التكنولوجية كما أن ملف البيئة من الملفات التي يتكرر وجودها في دافوس والتي تحمل الكثير من اختلاف وجهات النظر بين الدولة النامية والصاعدة والدول المتقدمة وبشكل خاص في الاتحاد الأوروبي. وأوضح الشهري، أما على مستوى التوقعات فقد نرى اتجاها مشتركا بخصوص معالجة مشكلات الديون السيادية وطويلة الأجل، كما أن هناك مخاوف كبيرة من استخدام الثورة الصناعية الرابعة في مسائل صحة المجتمعات عند استخدام طيف من الموجات بشكل كثيف بالإضافة إلى مسائل الحرب التكنولوجية؛ لذا لا أتوقع أن يتم حسمها بالدرجة الكافية حتى تساعد الشركات وصناع القرار في الاتجاه بشكل مكثف نحو الثورة الصناعية الرابعة. ويخشى مراقبون أن يشكل المنتدى الاقتصادي العالمي مجددا ساحة لإبراز الخلافات بين الشرق والغرب، وبين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، وبين رجال الأعمال والنشطاء الساعين إلى التصدي للمخاطر المداهمة التي تحدق بالعالم مع مطلع العقد الثالث للقرن الحادي والعشرين، وقبل أن يتحول التغيّر المناخي إلى ملف يثير قلقا دوليا وفي أوج الحرب الباردة، يسعون إلى التصدي للقضايا العالمية بقائمة طويلة ومتنوعة من المشاركين. وينتهز الكثير منهم هذه الفرصة لعقد اجتماعات خاصة تتناول قضايا مثل الاستثمار في بلدانهم، ولإبرام صفقات تجارية. كذلك سيطغى على المنتدى خطر اندلاع نزاع بين الولاياتالمتحدةوإيران، مع تصاعد التوتر إثر الضربة الأميركية التي قُتل فيها قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وإسقاط إيران طائرة ركاب أوكرانية ومصرع 176 شخصا كانوا يستقلونها. وألغى الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، والرئيس الصيني شي جين بينج وغيره من زعماء العالم الرئيسين رحلاتهم إلى المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس للتعامل مع أمور أكثر إلحاحاً في بلادهم، ومع ذلك يستمر تنظيم المنتدى في موعده. ومع ترؤس نائب رئيس الوزراء الصيني هان جينغ وفد بلاده إلى المنتدى، ستُسلّط الأضواء على النزاع التجاري القائم بين بكين وواشنطن، على الرغم من التوصل هذا الأسبوع لاتفاق هدنة بعد عامين من التوتر. وستكون وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي أورسولا فان دير لايين والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أبرز شخصيتين من الاتحاد الأوروبي تشاركان في المنتدى، وقد تبرز مشاركتهما الخلافات القائمة بين أوروبا والولاياتالمتحدة حول ملفات أساسية. ويقول مدير الأبحاث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية جيريمي شابيرو "في ملف التغير المناخي والنزاعات الدولية على غرار النزاع بين الولاياتالمتحدةوإيران، هناك خلاف بين القادة الأميركيين والأوروبيين لا يقتصر على طريقة الحل بل حتى على طبيعة المشكلة". وأشار إلى إنه في حين يعتبر قادة الاتحاد الأوروبي التغيّر المناخي "تحديا وجوديا"، يعتبره ترمب "خدعة صينية". ويسود خلاف بين الجانبين في الموقف من قضية الاتفاق النووي المبرم بين الدول الكبرى وإيران في العام 2015، والذي كان يفترض أن ينزع فتيل اندلاع نزاع مع طهران. ويشدد شابيرو على عدم وجود "أي أساس صلب يمكن أن تبنى عليه الحلول للمشكلات العالمية". ويشير "المنتدى الاقتصادي العالمي" في تقريره الصادر مؤخرا إلى مجموعة تحديات تواجه البشرية لا سيما انعدام الاستقرار الاقتصادي، والتغيّر المناخي، وانعدام المساواة في الوصول إلى الإنترنت والضغوط التي تواجهها أنظمة الرعاية الصحية. ويتطرق التقرير إلى الحرائق التي اجتاحت أستراليا واستقطبت اهتماما دوليا، معتبرا أن "التغيّر المناخي يضرب بشكل أقوى وأسرع مما توقّع كثر"، وسط توقعات بارتفاع الحرارة ثلاث درجات على الأقل في نهاية القرن الحالي. ويتناول التقرير أنظمة الرعاية الصحية، محذرا من أنها قد تكون غير قادرة على تحقيق أهدافها مع حلول الأمراض القلبية والعقلية محل الأمراض المعدية كأكبر مسبب للوفيات، كذلك يواجه العالم مخاطر تنامي انعدام الثقة باللقاحات، وتزايد مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية وغيرها من الأدوية. ترمب لن يحضر منتدى دافوس 2020 ينتهز رؤساء الدول منتدى دافوس لعقد اجتماعات خاصة تتناول قضايا مثل الاستثمار في بلدانهم مؤسس منتدى دافوس الاقتصادي العالمي ورئيسه التنفيذي كلاوس شواب الاقتصاد العالمي يترقب اجتماع قادة العالم لاتخاذ قرارات مصيرية