تأسست مملكتنا الرشيدة على ركائز ثابتة ومستقيمة، ترفض بقوة كل المظاهر والصور التي تنافي القيم والمبادئ الإنسانية، فالوسطية والاعتدال والتسامح والتعايش المجتمعي هي ما تسعى إليه دائماً قيادتنا في كافة شؤون الحياة، كما أن المملكة تعددت جهودها في محاربة التطرف بكافة أشكاله، ومن أبرزها أنشطة وأعمال وزارة التعليم التي تسهم في التنمية المجتمعية كتوفير محتويات مؤلفات مكتبية تتوافق مع منهج الاعتدال، ومن الجانب التكنولوجي اهتمت المملكة في توظيف الأجهزة والتقنيات الحديثة؛ لضمان وصونْ حياة الناس في الأماكن العامة، أيضاً لا ننسى الجهود المبذولة في نطاق استخدامات الإنترنت، فهناك جهات حكومية تعمل على مراقبة المحتوى في الشبكات العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي بهدف معالجة الأفكار الضالة والمنحرفة وتقليل سرعة انتشارها بين المستخدمين. منهج سعودي وحول هذه الجهود قال د. نعمان كدوه -وكيل معهد الأمير خالد الفيصل للاعتدال-: إن المعهد تأسس العام 1430ه كمشروع علمي باسم «كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي»، ثم تطورت أهداف المشروع حتى كونت مركزاً يهتم بهذا المنهج، وبعدها توسعت زوايا المركز؛ منتقلاً لمرحلة جديدة وهو المعهد العلمي الحالي الذي يسهم في تعزيز منهج الاعتدال وترسيخ قيمه ومفاهيمه، ومجابهة الإرهاب والفكر المتطرف من خلال برامج وأنشطة نوعية وعلمية، مشيراً إلى أن هذه الجهود استطاعت أن توجه الأنظار إلى قيمة الاعتدال المُستمدة من تعاليم الشريعة الإسلامية والتي تقود في مجملها إلى الوسطية المحمودة، فاتباع مبادئ الدين الحنيف ساهم في تقريب وجهات النظر إزاء بعض الظواهر والقضايا الاجتماعية والوطنية ومن أبرزها التمايز المناطقي، التعصب الرياضي، التشدد الديني والتَّنطع. جائزة الاعتدال وفي هذا السياق أعلن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة أن الفائز بجائزة الاعتدال في دورتها الثالثة لعام 2019 هو د. عبدالله الربيعة -المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية-؛ نظراً لإسهاماته الواضحة في قيادة الفرق الطبية المختصة بفصل التوائم السيامية، وتقديم الرعاية الصحية لهم دون النظر لاختلاف الديانات والأعراق، كما ساهم في تعزيز الصورة الذهنية الإيجابية عن القيادة السعودية وشعبها، وإبراز الدور الإنساني للمملكة في المجتمعات العربية والغربية، مُشيداً سموه بجهود مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي ومنتسبي معهد الأمير خالد الفيصل للاعتدال على ما قدموه من إبداع فريد ومميز في البرامج والأنشطة التابعة للمعهد، ومن ضمن تلك الجهود عملهم المتقن في تنظيم حفل جائزة الاعتدال في دورتها الثالثة لعام 2019م. وأفادت نورة القحطاني -تخصص ثقافة إسلامية- أن هناك شخصيات وجهات تستحق منا كل الثناء والفخر؛ نتيجة لدورهم الفعال في نشر ثقافة الاعتدال ونبذ التطرف الفكري، وعُرف أن د. عبدالله الربيعة خلقَ صورة حية لمفهوم الاعتدال، وهو بذلك يدفعنا إلى المضي قُدماً حتى نعتلي القمم في نهضة وطننا. نوعية وتوعوية وعن مبادرات وبرامج المعهد ذكر د. نعمان كدوه أن المعهد يقدم العديد من البرامج والمبادرات النوعية والتوعوية، علاوةً على البرامج العلمية المتخصصة الهادفة إلى تعزيز مبدأ الاعتدال والوسطية ومحاربة الفكر المتطرف وأحدثها برنامج الماجستير التنفيذي في الاعتدال، مضيفاً أن المعهد يهتم بأنشطة ومشروعات المبتعثين السعوديين في الخارج، فالفائزة بمبادرات المبتعثين في هذا العام المبتعثة ريوف الحميضي التي كانت مبادرتها «إيموجي حجاب»، وهي مبادرة استرعت انتباه العالم -وعلى وجه الخصوص أنظار الإعلام الغربي-؛ نظراً لإسهامها في تعزيز هوية المُسلمة المسالمة بمنأى عن الصورة النمطية التي تربط حجاب المسلمة بالإرهاب والتطرف. دعم ومتابعة ورأى د. نعمان كدوه أن سبب نجاح حفل جائزة الاعتدال في نسختها الثالثة بعد توفيق الله عز وجل هو دعم ومتابعة متبني فكر الاعتدال ومنهم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل الذي لم يألُ جهداً أو دعماً من أجل تمكين رؤية الاعتدال وتعزيزها عملاً بتوجيهات قيادتنا الرشيدة، فتأييد سموه بترشيح د. عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة كان أحد عوامل نجاح الحفل، فإسهامات د. الربيعة الإنسانية تصب في بوتقة الاعتدال، حيث كانت لها أصداء عالمية كبيرة، جذبت الأنظار إلى مملكة الإنسانية من خلال مهنته، وقد تضافرت الجهود لإبراز الحدث وراعيه ومكرَّمه بما يستحقون، بالإضافة أن دعم إدارة جامعة الملك عبدالعزيز بإشراف مباشر من قائدها الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي، والمتابعة المحفزة من عميد المعهد الدكتور الحسن آل المناخرة، وتفانٍ من الزملاء الوكلاء، ومنتسبي المعهد، وطلبة نادي الاعتدال، كل هذه الجهود تقاطعت مع دعم شركاء النجاح رعاة حفل جائزة الاعتدال الذين آمنوا برسالة المعهد ودعموها بسخاء، ولا ننسى ما قدمته إدارة تعليم جدة من مشاركة نوعية أضفت على الحفل رونقاً خاصاً. يُذكر أن المرأة السعودية شريكة في مكافحة الإرهاب والتطرف، فالنساء يمتلكنْ وجهات نظر مختلفة حول مسببات الفكر المنحرف وانتشاره بين جنسهن، وقادرة على التأثير في محيطها الشخصي والاجتماعي، كما أن لديها مشاركة فعالة في الكوادر الأمنية والقانونية والحكومية والإعلامية. د. نعمان كدوه