وهلِ الشِّعرُ إلاَّ تَرحالٌ وأسفارُ !

لندن ... أيَّتُها المدينة الغافية على جفنِ زمنِنا الباهتِ القاتِم لي عندك من خزائن الذّكرياتِ ما تُغنيني عن عمر بأكمله! لا زلتُ ألملِمُ شَتاتَ ذاكرتِي المُتناثرةَ على ضِفافِ نهرِكِ الصَّاخب وأفترُّ بدولابِ عينِك المُعانقِ لِسحَابِ الدُّنيا ودِيمِ سَماواتِهَا لأفتضّ دقائقَ ساعتِك العملاقة المُنتصِبة وسطَ ذاكرتِك مُثيرةً لأشجانِ ذاتي كلّما دقّتْ تنبيها للحظةِ اللِّقَاء الموعود ِأملاً فنتهافتُ ضاجينَ عاجّينَ بانتِشاءاتِ الشّجَن ودندناتِ العُمرِ، ونُتوءاتُ الحياةِ جُلناها اشتياقاً بين أوجهِ ناسِك وأعين زائريك. كنتُ قد جئتُك وخوفٌ يرقبُني من لُغَة الإنجليز وشعب تاتشر وضجيج الأميرة دَيانا وأين وكيف وماذا ولماذا وأين؟ حتى استفاقَ الشِّعْرُ على شَفةِ الانتظار وتناغم الوجد اشتهاء لِلِّقاء وتراقصت الأحلامُ طَربا على نَغَمِ الوِدِّ ودندناتِ الشّوقِ، وهَسهساتُ القلبِ طارتْ في انحناءاتِ الخَفَر، واحتفاءاتِ الفؤادِ الغَضِّ في رَوضِ السَّحَر! كنتُ قد جِئتُك أمس باشتياقاتِ الهوى واشتِهاءاتِ النّوى وسآتيِك الغداةَ النَّضر علَّكِ يا لندَنَ العُمرِ استطعتِ تقطفينَ البهجة َالحُلْوةَ فينا بافتِتان! لا زلتُ ألملِمُ شَتاتَ ذاكرتِي المُتناثرةَ على ضِفافِ نهرِكِ الصَّاخب وأفترُّ بدولابِ عينِك المُعانقِ لِسحَابِ الدُّنيا ودِيمِ سَماواتِهَا لأفتضّ دقائقَ ساعتِك العملاقة المُنتصِبة وسطَ ذاكرتِك مُثيرةً لأشجانِ ذاتي فعليك الانتِظار! ربما جادَ الزَّمانُ الغَضُّ فينا واستطاب واستشاطَ النَّبضُ وهجا واستمالتنا أمانينا العِذاب! لندنُ اليومَ استفاقتْ ذكرياتُ الأمسِ فيَّ واشتهاءاتُ الغِيابْ! واستطابَ الحُلْمُ أزهارا جميلاتٍ نَدِيَّاتٍ عِذَابْ! يسترِقُّ الوعدَ قُمْرِيُّ الحياة ْ من ْ على الأيْكَةِ يشدُو ويغنِّي لِلسُّراةْ كيفَ يا لندنُ آتيِك الغداةْ ؟! وشآبيبُ الفُراقِ المُرِّ والهجرِ الطويل أغدقتْ روحي وزادتني عويل! نسألُ القُّرّاء َعن ْحظٍّ وفأل ْغَيَّبَ الوعيَ المُباشرَ خِلسة ًواستفقناها الحياةَ الحُلوَةَ الآنَ ومن بينَ النُّتوءاتِ الغريباتِ التي قد رسمناها احترافاتِ الجنون! إنَّها الحَيرةُ يا سيِّدتِي كيفَ والصَّمتُ ضجيجٌ في ضَجيجْ! تعبثُ اللَّحظة ُ فينا ويعيثُ اليومُ بالأمسِ اغترابًا في الغداةْ! في مقاهيكِ الأنيقَهْ وانتشاءُ الصُّبْحِ والنَّفسُ الرّقيقهْ كنتُ والشِّعرَ صديقا وصديقهْ نحتسي القهوةَ نقتاتُ الحروفْ نستطيبُ الوقتَ حُبّاً نقطفُ العُمْرَ الصَّروفْ كنتِ يا سيدةَ الحُسنِ أنثى وجدِ القلبِ أنتِ وعلى الضِّفَّةِ قد حَطَّ الهزارْ ونساء ُالإنكليزِ الشُّقرِ ضَجَّتْ غِيرةَ الأنثى لأنثى واستبدَّ الشَّوقُ ما حولَ المَدارْ! أنتِ يا لندنُ يا أنثى النِّساء ْأنتِ يا زَهْوَ السُّمارى ... أنتِ يا سِحرَ انتشاءْ أنتِ يا فتنة حبٍّ صاغها القلبُ وغنَّاها الضياءْ!