نجاح جديد سجلته هيئة الرياضة في استضافة المناسبات العالمية، بعد أن جذب ملعب "الجوهرة" هذه المرة أنظار عشاق كرة القدم حول العالم سواء من مشجعي فرق السوبر الإسباني الريال والبرشا وأتليتكو مدريد وفالنسيا، أو حتى من محبي الكرة الجميلة والممتعة، وبرهنا مجدداً على أن لدينا مقومات التنظيم الناجح، سواء على صعيد الكوادر البشرية أو البنية التحتية، ومن الضروري أن نخرج بجملة من الفوائد عندما تحتضن ملاعبنا مثل هذه الأحداث، ويوجد لدينا نخبة كرة القدم العالمية، سواءً اتحادات كروية سبقتنا، أو مسؤولي أندية محترفة بكل ما تحمله الأندية من معنى، أو مدربين عالميين، إضافة إلى أفضل لاعبي العالم. فالدعم الذي تحظى به كرتنا اليوم من الناحيتين المادية والمعنوية غير مسبوق، والأرقام التي تُصرف على أنديتنا وبالتحديد فرق كرة القدم باهظة وقياسية، ويفترض أن تواكبها إنجازات ومخرجات أفضل، لا سيما أن الكرة السعودية لديها مواهب شابة ينتظرها مستقبل كبير، وتعد أنديتها بمنزلة مصانع للنجوم، وكل ما تحتاجه بيئة تساعد على الإنتاج والنجاح، وهنا يأتي دور اتحاد القدم وذلك بوضع خطط استراتيجية للاستفادة من حضور أفضل فرق ولاعبي العالم لميادين كرة القدم السعودية؛ لأنه ليس من المعقول أن يحضر نجوم العالم ويغادرون دون أن نحقق من وجودهم أقصى فائدة "فنية"، وضعت فنية بين قوسين؛ لأن بقية الفوائد من احتضان هذا النوع من المناسبات تحققت فعلاً. بمناسبة الحديث عن الكرة السعودية ومواهبها، منتخبنا الأولمبي الذي بدأ مشواره نحو أولمبياد طوكيو 2020 بفوز مستحق على نظيره الياباني، وجه رسالة للوسط الرياضي السعودي، بأن المواهب موجودة، وكل ما تحتاجه هو الثقة مع العمل على صقلها، ولو عدنا لقائمة منتخبنا الأولمبي لوجدنا أكثر من ثمانية لاعبين استطاعوا أن يحجزوا لهم مقاعد أساسية في فرقهم، رغم صعوبة المهمة في ظل امتلاك كل فريق سبعة لاعبين أجانب، لكن في النهاية تمكن كل واحد منهم من فرض اسمه على المدرب. وفي ذلك رد أيضاً على من يجزم بأن منتخباتنا ستتأثر بقرار زيادة عدد اللاعبين الأجانب؛ لأن الواقع الذي نراه مخالف لذلك، فالمواهب موجودة، بل - في رأيي - إنها استفادت من زيادة اللاعبين الأجانب لأكثر من اعتبار، أبرزها - في رأيي - إدراك كل لاعب موهوب أن مهمته في فرض اسمه أضحت أصعب من السابق بمراحل، وعليه أن يضاعف مجهوداته لفعل ذلك، فاللاعب الكسول وغير المتطور لن يجد له مكانًا في فرقنا، بالتالي انعكس ذلك إيجابًا على هؤلاء اللاعبين، ومن ضمن المكاسب أيضاً احتكاكهم باللاعبين الأجانب خصوصاً النجوم منهم. نمتلك المقومات التي من شأنها أن تنقل الكرة السعودية خطوات أكثر نحو الأمام، لكن ذلك لن يتحقق بدون عمل إداري بعيد المدى، لن نستعجل ذلك، وكل ما نريده هو الاستفادة من خبرات وتجارب من سبقونا بالتحديد الاتحادات الرياضية، والنظر في اللاعب السعودي المحترف ومقارنته بنجوم العالم الذين نستضيف مبارياتهم في ملاعبنا، بهدف تقليص الفوارق الفنية الكبيرة، متى ما عمل المسؤولون على مثل هذه النقاط، أبصم بالعشرة أننا سنتطور ونحقق ما نطمح له.