وبعد طول انْتِظار ها هي الفُرصة تقترب لمقابلة الطبيب (الموعد الصحي) الذي ينتظرهُ المريض كل شهرِ وشهرين وربما ستة أشهر وأكثر وخاصة في الأقسام المزدحمة: كقسم العيون والقلب والمخ والأعصاب ونحوهم في المستشفيات المركزية والتخصصية، الأمر الذي أنهك المريض وزاد من سقمه. ها هو الموعد حان! ابتسم المريض! طرق باب الطبيب، فتح له الممرض، رحب به الطبيب، تفضل بالجلوس، أعطني تذكرة الموعد، فتح الطبيب جهاز الحاسوب وبدأ يدخل بيانات المريض، بينما الممرض بدأ يلملم أوراقه ويصفف أقلامه وتارة يخرج جهازه النقال، ينتظر أوامر الطبيب، ولكنه مازال غارقاً في حاسوبهِ (إدخال البيانات) الأمر الذي استغرق مابين (7 إلى 10) دقائق في مجمل وقت المريض. فالطبيب يستعمل الحاسوب في عدة مواضع في المقابلة الواحدة: ففي الدقائق الأولى يقوم بإدخال بيانات المريض، وفي المنتصف يقوم بإعادة قراءة التشخيص (مراجعة الملف) وفي نهاية المقابلة يقوم بكتابة الوصفة الطبية عبر حاسوبه أيضاً. لا شك أن الشبكة العنكبوتية ممثلة في أجهزة الحاسب الآلي وبرامج الحماية وربط المعلومات من النِعم التي أنعم بها الله على الإنسان حيث ساعدته في شتى أموره التعليمية والطبّية والعملية والإنسانية. ولكن الإشكالية هُنا عندما تحول بين الطبيب ومراجعه سلباً وتأخذ من وقته ووقت الطبيب في كل لقاء. لعلنا نُلخص هذه المشكلة في عدة عناصر؛ أولاً: الحشو والتعقيد التقني. ثانياً: عدم ربط بيانات المريض في النظام العام (وزارة الصحة) لكي يسهل على أي طبيب في أي مستشفى معرفة حال المريض ومن ثم إدراج تغيرات الحالة وملاحظات الطبيب. ثالثا: الأعطال الفنية والفيروسات. رابعاً: عدم كفاءة بعض الأطباء في استخدام الحاسب الآلي وعلومه، وفي النهاية (جهاز الحاسوب يأخذ وقتاً أكثر من المريض).