رواية سجين المريخ للكاتب الأميركي آندي وير، من روايات الخيال العلمي والإثارة والوحدة والمعاناة والخوف والفكاهة والتحدي، وتدور حول رائد الفضاء (مارك واتني) أحد أوائل الأشخاص الذين يسيرون على سطح المريخ. وكاد يصبح من أوائل الأشخاص الذين يموتون هناك، فبعد أن أجبرت عاصفة رملية زملاءه على إخلاء الكوكب بينما كانوا يظنون أنه قد توفي، يجد مارك نفسه وحيدًا على سطح المريخ، من دون أي وسيلة لإبلاغ الأرض أنه حيّ، وحتى لو استطاع إيصال الخبر إليهم، فستنفد المؤن لديه قبل سنوات عدة من وصول أي إمدادات إليه، وطوال مُدة حبسه فوق سطح المريخ، يتعلم رائد الفضاء (مارك واتني) كيف يعد لنفسه طعامه، وكيف يزرع أنواعًا معينة من المحاصيل (كالبطاطا) كي يقتات عليها، وتُجبره الحياة على المريخ أن يطور قدرات لم يكن يعلم أنه يملكها من الأساس، لكن الأكيد أنها تعلم منها بطريقة أفضل من التدريبات الاحترافية التي تلقاها على أيديهم في وكالة (ناسا). تتميز الرواية بأسلوب تسلسل الأحداث المغلف بإطار علمي وخيالي، وتقنيات موجودة في أيامنا هذه رغم أن الرواية تدور في المستقبل القريب، وتحتوي على كميات هائلة من المعلومات العلمية والتقنية، التي تمنح القارئ ثقافة أدبية وعلمية، والتي جمعها المؤلف من خلال دارسته للفلك، وميكانيكا المدار، وتاريخ المركبات الفضائية، وليس من المستغرب أن تُحول رواية (سجين المريخ) لفيلم سينمائي، فالرواية كنص أدبي تحمل أجواء هوليوود المغرمة بوصول وكالة (ناسا) للقمر والمريخ وبقية الكواكب، ولكن - في رأيي الخاص - عدم قراءة الكتاب قبل مشاهدة الفيلم لن يجعلك تقرأ الكتاب بمتعة، ولكن تستطيع الاستمتاع بمشاهدة الفيلم بعد قراءة الكتاب؛ نظرًا لأن الوقت الذي يستغرقه مشاهدة الفيلم أقل بكثير من الوقت الذي يستغرقه قراءة الكتاب. رواية سجين المريخ، إضافة إلى تفاصيلها العلمية، فهي مثيرة جدًا. أحداثها تجعل القارئ يلهث وراءها، مستفهمًا عما سيحدث بعد ذلك، خصوصًا أن تلك الأحداث كانت متعلقة بعقبات تواجه شخصًا وحيدًا يحاول الإبقاء على نفسه حيًا. يقول عالم الفيزياء الكونية نيل ديغراس تايسون: (يعتبر كتاب المريخي من أكثر الأعمال الدقيقة علميًا على الإطلاق وعبر تاريخ الخيال العلمي). قراءة: خالد المخضب