يصاب «مارك» عالم النبات وأحد أعضاء الفريق العلمي على الكوكب الأحمر بجروح عند مرور عاصفة قوية بالفريق أثناء مهمة فحص ميداني، مما اضطر بقية أعضاء الفريق إلى مغادرة الكوكب عندما فقدوه وظنوا أنه لقي حتفه، ولكنه نجا ليجد نفسه وحيدا على المريخ ويبدأ في استجماع قوته ومحاولة النجاة بما يملك على المحطة الموجودة هناك، والنجاح في استنبات البطاطا وزيادة مدخراته من الغذاء عن طريق خلق بيئة زراعية داخل المحطة بتقنيات عضوية وكيميائية بسيطة، ويقوم يومياً بتسجيل مذكراته على جهاز محمول بطريقة متذبذبة بين الخوف المتستر بتعظيم إنجازاته والسخرية من المجموعة الموسيقية الوحيدة السيئة الذوق التي وجدها من ضمن مستلزمات قائدة الفريق، حتى استطاع بعد أربعة أشهر الاتصال بوكالة ناسا وإبلاغها بنجاته. The Martian الفيلم الذي تسابق على أكثر الجوائز العالمية لعام 2015 من بطولة «مات ديمون»، القصة ثروة من المعلومات مضافة إلى الروعة في تصوير أرض المريخ وظروفه المناخية بطريقة تجعلك تعيش بخيالك على المريخ لساعتين، وإلهام وشحن نفسي للنجاة في بيئة غير حية؛ إن المعلومة التي تأتي عن طريق قصة خيالية مع تصوير وإخراج عالي الإمكانيات لا تنسى بسهولة وخاصة لدى صغار السن من عشاق السينما التي تتقدم دائما وتجعل اغلب مجالات الفن الأخرى كلاسيكيات تدور حول نفسها. ذكرني حال المريخي بحال الفن ومتذوقيه منذ الثمانينيات وحتى ولادة هيئة الترفيه على يد التحول الوطني، صمود بأقل الإمكانيات وتأقلم مع بيئة أحكمت يدها على معظم فنون الترفيه، وانتظار لزمن استجدى قدومه سيد البيد في تغريبة القوافل والمطر حينما قال: أَلاَ دِيمَةً زَرقاء تَكتَظُّ بالدما فَتَجْلُو سَوادَ الماءِ عَنْ ساحِلِ الظما أَلاَ قَمَرًا يَحْمَرُّ فِي غُرَّةِ الدُّجَى ويَهْمِي على الصحراءِ غيثاً وأَنْجُمَا استمرت مواكبة الفنون في تخطي الحدود الضيقة لمتابعة كل ما ينتجه الفن السابع واكتشاف العالم المتحرك بالإبداع رغم تحديات أرشفة المسرح والتمثيل وإخضاعها لمعايير صارمة تفقدها الجمال والأهداف، حتى جاء الترفيه متأخرا لكنه جاء أخيرا. شاهدت فيلما قصيرا يعرض أنشطة هيئة الترفيه المزمع القيام بها، ومن بين المهام إنشاء المسارح، وتخيلت الفرق بين محبي المسرح والسينما، وكم هو عدد الجماهير التي ستحضر للمسرح إذا كان بجواره صالة عرض سينمائية؟ وكم هي الخسائر على بناء وإنشاء المسارح إذا كان 70% تقريبا من السعوديين يتابعون السينما في الدول المجاورة أو فور نزولها على مواقع الانترنت؟ الجمهور الشغوف الذي تحدى الظروف ليلحق بالفنون العالمية قد لا ترضيه المرفهات المستهلكة، وهذا سيضع رئيس هيئة الترفيه أمام تحدٍ عالي الأسوار. سيكون من الرائع أن نحضر مستقبلا أفلاما محلية في الفنتازيا أو الخيال العلمي أو التاريخ او الإنميشن، عندها قد نكون تخطينا المشاكل التي مازالت أكثر قصصنا ورواياتنا تندب عليها ولا تجد لها حلولا بل أكثر تلك الأعمال صارت «غسيل منشور» أمام العالم نحن أولى بأن «نلمه».