من الأخبار الحديثة، التي تزاحم الأحداث السياسية الكبيرة والمتسارعة، صدور التقرير السنوي شركة تحليل بيانات السفر "Cirium" بعنوان " On-Time Performance Review"، حيث سمّت شركة الطيران الروسية "ايروفلوت" كأفضل شركة خطوط جوية رئيسة التزاماً بالمواعيد، بينما حدد مطار "شيريميتيفو" الدولي في موسكو بأكثر مطار التزاماً بالمواعيد في العالم. في الوقت نفسه، أطلقت شركة تحليل البيانات المنافسة "OAG" تقريرها الخاص بعنوان "Punctuality League 2020"، وأعلنت فيها أن شركة الطيران الإندونيسية "جارودا إندونيسيا" هي الأكثر التزاماً بالمواعيد في العالم. وذكرت الشركة أيضاً أن "إيروفلوت" هي أكثر شركة طيران ضخمة التزاماً بالمواعيد في أوروبا، بينما يُعد "مطار شيريميتيفو الدولي" أكثر المطارات الضخمة التزاماً بالمواعيد في العالم. وكل ما سبق بحسب ما رصدته التقارير الإعلامية، وهو منشور ومتداول، وتسوقه كل شركة بطريقتها.. النقطة الأهم، هي التباين في النتائج، وهذا له تحليلات كثيرة، أساسها اختلاف معايير التقييم، ودرجات التصنيف، والأولوية، لكل تقرير. ما يهمني فعلًا، هو غياب شركاتنا عن مثل هذا.. لا أتحدث عن المزايا، أو أي شيء إضافي، ما يهمني كمسافر هي دقة المواعيد، كل ما سواه يأتي ثانياً. ولا يغيب عن أحد مواعيد شركاتنا! وللعلم، وبحسب مستشارين قانونيين تحدثوا للزميلة "الوطن"، فإن حقوق المسافرين جراء تأخر رحلات الطيران تنقسم إلى قسمين، الأول: ما هو مدون في اللائحة التنفيذية لحماية حقوق العملاء الخاصة بهيئة الطيران المدني، وتتضمن إبلاغ المسافر قبل تأجيل أو إلغاء الرحلة بوقت كافٍ، وتحمل الناقل تكاليف الإقامة للعميل لحين تحديد موعد بديل للإقلاع، وفي حال تجاوز الموعد الجديد للإقلاع لمدة تتجاوز 6 ساعات، فإن الناقل يجب أن يمدد الرعاية الواجب تقديمها للعميل. أما القسم الثاني: فيخص المعاملات الخاصة بالعميل لدى جهات أخرى مثل أن يتأخر عن عمله، وهنا يجب أن يعطي الناقل الجوي تقريراً فنياً أو مشهداً للعميل يفيد بتأخر رحلته في وقته وتاريخه، أو تأخرَ مثلاً عن موعد طبي في أحد المستشفيات، وينبغي أيضاً أن يقوم الناقل بإعطاء العميل مشهداً لمتابعة معاملته. لن أكون مبالغًا لو قلت أنني لا أتذكر آخر رحلة للخطوط السعودية أقلعت على الموعد المحدد، لهم أسبابهم، ولنا أوقاتنا وحياتنا، وعمرنا الذي لا يمكن تعويضه. والسلام..