قال نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول محمد حمدان دقلو الشهير ب"حميدتي" أن الجناة في الأحداث التي وقعت في مدينة الجنينة حاضرة الجزء الغربي من إقليم دارفور غربي البلاد لن يفلتوا من سيف العدالة وأن الدولة ستستفيد هذه المرة من التجارب السابقة. وتفاقمت الأوضاع على نحو وصف بالخطير، في الولاية، منذ الأحد الماضي في أعقاب نشوب قبلي، أدى إلى مصرع واصابة العشرات. وزار دقلو ورئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك الولاية ليومين برفقة قيادات من مجلسي السيادة والوزراء الأربعاء، وأجهزة الأمن لإحتواء الاشتباكات. وأوضح دقلو في تصريح صحفي عقب اجتماع بالجنينة مع اللجان الأمنية ولجان تقصي الحقائق التي كونت عقب الاحداث أن موضوع الديات سيتوقف تماما لينال القاتل عقابه وفقا للقانون. وحذر الذين يسعون لإشعال الفتنة من خلال التحريض عبر وسائل التواصل الاجتماعي من أجل الوصول إلى السلطة على أجساد وأرواح المواطنين، مؤكداً ان الدولة ستكون لهم بالمرصاد وان كل من تثبت إدانته سينال عقابه وفق القانون ليكون عظة وعبره للآخرين. ونفي دقلو أن تكون أحداث الجنينة بفعل خارجي، قائلا: إننا لن نجعل من الآخرين شماعة نعلق عليها الأخطاء، مشيراً إلى أن ماجرى تم بايادي داخلية، لذلك ستتم ادارة احداث الجنينة وفق معالجة تختلف عن سابقاتها. وأشار إلي أن هنالك أصحاب اختصاص من المباحث المركزية وجهاز المخابرات العامة والاستخبارات العسكرية ستشارك في التحقيق والتقصي لمعرفة الجناة الحقيقين الذين شاركوا في الأحداث لينالوا جزائهم بالقانون من خلال غرفة خاصة سيتم انشاؤها من أجل الوصول إلي المتورطين في الأحداث الأخيرة بالجنينة. ووعد دقلو باعتماد شفافية تامة خلال التحقيق والمحاكمة في الأحداث، مشيرا إلى ان الوجود الإعلامي الكثيف في موقع الأحداث مهم ليبرهن على نوايا الدولة باعمال الشفافية ونقل الواقع بصدق لتبصير الرأي العام السوداني والعالم بمجريات التحقيق وسير العدالة. ونوه دقلو الى أن الحرية لا تعني الفوضى بل انضباط وشورى وشفافية، داعياً الجميع الى التعامل وفق مقتضيات القانون. وأعلن أن أحداث الجنينة وجدت الاستجابة السريعة من الدولة حيث وصلت اللجنة الاولى إلى ولاية غرب دارفور في اقل من اثنتي عشرة ساعة، وان اللجنة الثانية وصلت خلال ساعات بعد وصول الاولى ليبدأ التحقيق والتحري بقيادة وكيل نيابة أعلى. من جانبه أشاد رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك بدور القوات النظامية كافة في حفظ النظام والمحافظة على أرواح المواطنين. ودعا إلى الإسراع في معالجة الاحداث لأنها ترتبط بمسارات عديدة على رأسها موضوع السلام، مضيفا أن معالجة المشكلات في غرب دارفور يساعد في العبور بالسودان إلى وضع أكثر أمنا واستقرارا.