عدّ تقرير متخصص الذكاء الاصطناعي "تقنية تمكين رئيسة" يُعتمد عليها في تحقيق أهداف الطاقة المتجددة والاستدامة. واستند التقرير الذي صدر بعنوان "الذكاء الاصطناعي وإحداث التحوّل في مستقبل الطاقة والاستدامة"، على مراجعة أدبية شاملة للتأثيرات المتوقع أن يُحدثها الذكاء الاصطناعي والتي جُمعت من قرابة 70 تقريرًا استشاريًا وصحفيًا ومن مقالات وتحليلات إخبارية ووثائق حكومية. وأوضح التقرير الذي وُضع على خلفية الاستعدادات لعقد القمة العالمية لطاقة المستقبل المرتقبة في يناير المقبل، أن الذكاء الاصطناعي سيكون العامل المشترك في تحسين الاستدامة على امتداد مجموعة واسعة من القطاعات، وأنه سيكون بمثابة عامل تمكين للابتكارات الأخرى. وتشير توقعات شركة "بي دبليو سي" العالمية للاستشارات إلى أن اللجوء إلى الذكاء الاصطناعي في الاستخدامات البيئية بوسعه المساهمة بقيمة تصل إلى 5.2 تريليونات دولار في الاقتصاد العالمي بحلول نهاية العقد المقبل، مع تقليل الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة أربعة بالمئة. ومن المنتظر أن يكون الدور الذي يلعبه التقدم في الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة وإنترنت الأشياء، في تسريع التنمية المستدامة، أحد أبرز الموضوعات المطروحة على أجندة مؤتمر قمة مستقبل الاستدامة، المؤتمر الرئيس ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، والذي ينعقد يومي 14 و15 يناير المقبل. ويشتمل مؤتمر القمة المرتقب على عروض تقديمية مهمة تتناول العلاقة بين التقنيات والاستدامة، مثل "الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة في مقابل الذكاء الاصطناعي والشبكات الذكية" الذي يقام يوم الثلاثاء 14 يناير عند الساعة 1:35 بعد الظهر، وعرض "الحلّ في الخوارزميات: الذكاء الاصطناعي يقودنا إلى كوكب أكثر خضرة"، الذي يقام يوم الأربعاء 15 يناير. وتركز معظم الاستثمارات التجارية في الذكاء الاصطناعي على درّ إيرادات جديدة أو خفض التكاليف التشغيلية في الشركات، ومع ذلك فقد حدّدت المصادر المُدرجة في تقرير القمة العالمية لطاقة المستقبل أن مكاسب الاستدامة في كثير من الأحيان تسير بموازاة المنافع المالية. وأظهر التقرير كذلك أن الذكاء الاصطناعي يساعد في الإجابة على السؤال المطروح حول كيفية الحدّ من التأثير على البيئة مع الحفاظ على النمو الاقتصادي. وقال الدكتور ألكسندر ريتشل، رئيس قسم التقنية في مصدر، إن للذكاء الاصطناعي القدرة على تسريع التنمية المستدامة بعدة طرق، موضحًا أن تقنياته يمكن أن تدعم تطبيقات مثل تخزين الطاقة الذي يساعد على دمج مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية دمجًا أكثر فعالية في شبكات الكهرباء، وأشار إلى ظهور محطات فعالة لتوليد الطاقة تعمل على خوارزميات الذكاء الاصطناعي، ويمكن لها تحسين الحصول إلى الطاقة وتبادل الكهرباء المولّدة منها مع الشبكات. وأضاف: "من جانب آخر، تعمل حلول مثل المركبات ذاتية القيادة على إحداث تغيير شامل في قطاع النقل بفضل استخدام الذكاء الاصطناعي، الذي بات مجالًا واعدًا بإحداث تقدم واسع في كفاءة الطاقة من خلال جعل المدن أكثر استجابة للطريقة التي نستهلك بها الطاقة". وأكّد الدكتور ريتشل أن القمة العالمية لطاقة المستقبل تتيح "منصة عالمية لا مثيل لها لدراسة التأثير الكامل الذي يُحدثه الذكاء الاصطناعي في التنمية المستدامة، ولتسريع المشاركة في هذا القطاع الناشئ". ويمكن للمدن الذكية التي تستفيد من التقنيات الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي، أن تُحدث التحول في القطاعات الرئيسة وتجارب السكان، وتعزز المرونة الإليكترونية للبنية التحتية الوطنية الحيوية. وفيما يتعلق باستخدام المياه، فيمكن أن يساهم الذكاء الاصطناعي في تحسين البنية التحتية، ويتعامل مع مشكلة هدر المياه عند مصادرها، كما يمكن أن يساعد على ترشيد الاستهلاك، مثل تمكين الزراعة الذكية. ويساعد الذكاء الاصطناعي في مجال الطاقة على رفع مستوى الكفاءة في إدارة العرض والطلب، والوصول إلى المواءمة المنشودة بين إنتاج الطاقة وتوزيعها واستخدامها من خلال الشبكات الذكية. أما فيما يتعلق بإدارة النفايات، فيمكن للذكاء الاصطناعي أن يدعم قدرة القطاع على فصل المواد المختلفة الصالحة للتدوير، وهي خطوة مهمة من شأنها تعزيز الوصول إلى ما يُعرف ب"الاقتصاد المدوّر"، بل إن بوسع تقنيات الذكاء الاصطناعي التقليل من حجم النفايات الناتجة، كالحدّ من هدر الطعام مثلًا، وذلك عن طريق تحسين مستوى التوفيق بين مقادير الاستهلاك والشراء.