يا آيةَ الفنِّ في إعجازِ أحرُفِنا قد صاغَكَ اللهُ بينَ الفاءِ والنّونِ حيّيتَ "بغدانَ" عن بُعدٍ تُغازِلُها في غابةِ الوجدِ في عشقٍ لمجنونِ يا بهجةَ الشعرِ يا إيقاعَ نغمتِهِ يا بلسمَ الجُرحِ يا أزهارَ نسرينِ يا نازِحَ الدارِ يا سلوى أحبّتِهِ يا عازِفَ النايَ في ليلِ المفاتينِ جواهرُ المجدِ من أشعارِكَ انبعثتْ يا ابنَ الأشاوسِ من غُرِّ الميامينِ وابنَ الفراتِ وفيكَ الخيرُ سامِقُهُ فيكَ الكرامةُ قد جاءتْ تُحييني فاهنأ بِمجدِكَ إذ طرَّزتَهُ ألقًا قد فاحَ منهُ عبيرُ الرَّوضِ يُغريني ما كنتُ أظنُّ أنَّ تصفيقَ جمهور مسرح بغداد الدولي الكبير وحماسه المُثير لتلك الأبيات التي أنشدتها في مهرجان النُّور الثَّقافي السَّنوي السَّابع في توقير شاعر العرب الأشهر محمد مهدي الجواهري 2013م ودراميتها الإنشاديَّة ستُنسِيني صفعة أستاذ الأدب في مداخلته خلال أصبوحتي الشِّعريَّة في كلية الآداب بِجامعة الكوفة العتيقة، حينما أشار إلى عدم إتياني بالجديد الإبداعي في قصائدي التقليدية التي ألقيتها! وأن التزامي بالنَّمط الكلاسيكي الخليلي العمودي ومباشرة المعنى حال بينها وبين التجديد! إذ وكأنَّ مداخلة البروفيسور علي الخالدي أستاذ النقد المعروف بآداب الكوفة ووصفه لاعتدال الشَّاعرة بسفيرة الضَّاد وإشادته بلغتها المُعجميَّة دفاعًا عنها إذ عدَّهُ البعضُ تحصينًا لشاعريتِها التي وكأنَّ الأسبق قصد شكَّكَ فيها بلا مُبالاة! وما كنتُ أعِي جيِّدًا كيف تعجَّلتُ في الرَّدِّ على استفسارِ أحدهم في قاعة اتحاد أدباء كربلاء أثناء أمسيتي الشِّعريَّة هناك، التي أدارها الشاعر والإعلامي المعروف سلام البنَّاي حين سألني عن رأيي في قصيدة النثر وإرباكهم بتمسُّكي بالبحور الخليليَّة، وتنكُّري لما يسمونه بقصيدة النثر وإصراري ساعتها على أنَّ الشِّعرَ شِعرٌ والنَّثرَ نثرٌ وصار يُهاطِلُ ويُماطِلُ، ويؤكِّد على أنَّ قصيدة النثر ما هي إلا مواكبة للنُّمو الإدراكي للإنتاج البشري باختلافِ مشاربه! ولربّما هدأتُ نوعًا ما من ضجيج النَّقدِ والرَّد مع جميل استقبال جمهور مدينة الدِّيوانيَّة، وأمسيتي الشِّعريَّة في جمعية الثقافة والفنون، واحتفاء جامعة القادسيَّة بشاعرة الحجاز، وإشادة مديرة الأمسية الشَّاعرة الدكتورة ناهِضة ستَّار بالتجربة النتاجيَّة الإبداعيَّة للشاعرة السُّعوديَّة، وحيويَّة مداخلات الحضور، ومناقشة اعتدال النَّقديَّة لعددٍ من تجارب الشَّاعرات الواعدت الصَّاعدات الحاضرات، وشغفهن بمعرفة المزيد الأزيد عن الشِّعر النَّسويِ السُّعُودي، وأبرز الشَّاعرات في المملكة، مع طرح بعض النقاشات الاجتماعيَّة المجتمعيَّة المعتادة أصلًا عن المرأة السُّعُوديَّة! ولقد كان لحضور عمالقة الشِّعر النَّجفي بدءًا من نجل الشاعر الكبير مصطفى جمال الدِّين الشَّاعر الدكتور مهند في اتحاد أدباء وكتَّاب النَّجف الهيبة المهابة خلال إنشادي القصيد هناك ومن على منصَّة الاتحاد؛ إذ حسبتُ مواضع الضَّمِّ والرَّفع والاستفهام والتَّعجب وسلامة التَّفاعيل العروضيَّة وإيقاعات الموسيقا والتَّنغيمات الصَّوتيَّة التي كانوا يقفون عليها بحنحة حنجرة أو بحة صوت وربما كحَّة مفتعلة متفاعلة!!! وأظنُّ أنَّ لإدارة الفنَّان والمُخرج المسرحي الأكاديمي المعروف الدكتور علي الشيباني أصبوحتي الشِّعريَّة في قصر الثقافة والفُنون في كربلاء الأثر الأرجح في دراميَّتي الإنشاديَّة للأشعار ومحاولاتي شبه النَّاجحة الفالحة في تجسيد المعاني والتَّفنُّن في صناعة التَّمثيل و(استجداء) أنظار الحاضرين!! وما أظُنُّ أنَّ درع الإبداع الذي شرفني فيه ملتقى بانيقيا الثقافي وتغطيات وسائل الإعلام العراقية بشتَّى صنوفها إلاَّ بوابة عُرُوُجٍ لألطاف العراق العتيق الذي طارَ بالشَّاعرة الحِجازية وفرَّ وافترَّ فيها في أكبر محافظاته ومدنه؛ وأشهر ملتقياته الأدبيَّة؛ ومراكزه الثقافية؛ ومعاهد فنونه؛ واتحادات أُدبائه امتنانًا منه لعراقة العلاقة التكوينية بين أعرق بلدين حضارةً وتمدُّنًا وفِكرًا! وسام النور اعتدال ذكرالله