ما أن فاز الهلال بلقبه الآسيوي السابع والثالث في بطولات أبطال الدوري وبالتالي التأهل للمرة الثانية إلى كأس العالم للأندية حتى خفتت الكثير من الأصوات المسكونة بنظرية المؤامرة والظنون والتشكيك، لكنها لم تلبث طويلاً حتى عادت بباقة جديدة من الأفكار والسيناريوهات المثيرة للسخرية. أول هذه السيناريوهات كان التشكيك بطريقة حصول الهلال على اللقب الكبير وإشاعة نظرية المؤامرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، قبل أن يكتشف هؤلاء أن الحديث بهذه الطريقة لن يجدي نفعاً، بعد أن شرّف الهلال الكرة السعودية خارجياً مثلما اكتسح منافسه محلياً. في المقابل كانت الجماهير الهلالية تتناقل بكثير من التندر تصريحات لأحد المسؤولين السابقين في أحد الأندية وحديثه عن عدم قدرة الهلال على التفوق خارجياً على الرغم من تفوقه الدائم في المسابقات السعودية في دلالة على أن النادي الكبير محظوظ جداً بوجود منافسين يسيرهم مسؤولون بمثل هذه العقلية. وبعد أن فشلت كل محاولات التشكيك ظهرت موجة جديدة من محاولة الطعن بنزاهة المنظومة الرياضية والكروية السعودية بإشاعة الحديث عن قانونية ومشروعية مشاركات "الزعيم العالمي" السابقة في البطولات الآسيوية، وهذه واحدة من شطحات لا تنتهي يقودها محسوبون على الإعلام جل اهتمامهم الحصول على المزيد من الشهرة عبر الطريق الأسهل وهو النادي "الأزرق" الكبير. مجموعة من الموتورين المحسوبين على الإعلام تناسوا حقائق تاريخية تمثلت بوجود العديد من الخيارات في المنافسات الخارجية مثل بطولات الخليج والأندية العربية وقتها، مما منح الأندية أحقية الاختيار ومنح اتحاد الكرة القدرة على ترشيح الأندية لتلك المشاركات بطريقة عادلة، بدليل أننا لم نسمع وقتها أي حديث أو احتجاج من أي ناد على مشاركات الهلال الآسيوية. لن يتوقف هؤلاء عن التشكيك، لأن الفاشلين يبذلون الكثير من الجهد للبحث عما يعيبون به الناجحين، وهذا أحد مصادر قوة الهلال كون معظم منافسيه مشغولين به ومحاولة عرقلته، أو التشكيك بمنجزاته فيما هو يسابق نفسه للصعود على المنصات حتى أصبح الركن الثابت في كل المنافسات، وأصبح الآخرون طارئون على منصات الذهب. هذا هو قدر الهلال، أن يكون كبيراً وأن تكون نجاحاته حديث العرب والقارة الآسيوية بأكملها، فيما الفاشلون مصابون بال"هلالوفوبيا" المزمنة واستحضار نظريات المؤامرة التي لن تزيد "الزعيم" إلا تألقاً.