تحتفي المملكة وشعبها العظيم والمقيمون في أحضانها الأعزاء بذكرى البيعة المباركة الخامسة لعاهل البلاد المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- يحفظه الله - في العاشر من ديسمبر 2019، حيث يطوى عام خامس من الرخاء والرفاهية والعزة والمجد والتنمية الحضارية الشاملة والازدهار الاقتصادي والصناعي الأعظم باستمرار الهيمنة العالمية للمملكة في صناعة الطاقة المتكاملة للنفط والغاز والتكرير والكيميائيات والتي يقود زمامها عملاقتا النفط والبتروكيميائيات في العالم شركة الزيت العربية السعودية "أرامكو السعودية" أكبر منتج ومصدر مستقل للنفط الخام في العالم والشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" الشركة الأكبر في العالم للمنتجات الكيميائية المتخصصة والأولى في تنوع حقيبة منتجاتها. في وقت ارتعد العالم من المساس بأمن طاقته وقلبه النابض ليقف العالم أجمع صفاً واحداً مع المملكة والتي بدورها لقنت العالم دروساً في إدارة الأزمات بحسب العالم الاقتصادي د. فيليب فيرليجر الذي وصف سرعة احتواء المملكة لاعتداءات 14 سبتمبر بالدروس الثرية الملهمة لعالم الأزمات التي تجمع بين الموثوقية في الإمدادات وتبديد مخاوف النقص ومنع تطاير الأسعار، الأمر الذي عزز المكانة القوية للمملكة في قيادة سوق الطاقة العالمية وتوجيهه وفق مصلحة المستهلكين أولاً والمنتجين والمصدرين على حد سواء. فيما ذهبت المملكة بعيداً عن مشكلات سوق الطاقة العالمي لتلتفت بالتركيز الأعظم على جوهرة تاج النفط العالمي شركة أرامكو السعودية نبض الطاقة العالمي وشريان الاقتصاد السعودي المؤثرة في الاقتصاد العالمي ومدى استقراره حيث نجحت المملكة بإحداث نقلة جذرية هائلة في كيان الشركة وتحويلها لشركة مساهمة الأمر الذي أتاح فرصة طرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام في أكبر طرح عام أولي في تاريخ العالم، الذي وصفه بعض المشككين العالميين بالأمر المستحيل في الوقت الذي تعهد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بتحقيقه بحزم وعزم أقوى مما تصوروه حيث يمثل اكتتاب أرامكو أحد أهم مرتكزات رؤية المملكة 2030 والتي يحتل الطرح العام الأولي لأسهم أرامكو المكانة المركزية الرئيسة في عمقها وهو أساس الخطة الخاصة بإصلاح الاقتصاد السعودي والتي يقودها شخصياً سمو ولي العهد ليوفي سموه مجدداً بما تعهد ووعد به. ليبارك خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله هذا التحول الكبير والحدث التاريخي في مسيرة شركة أرامكو السعودية معلناً أيده الله ثقة الحكومة في هذا الاكتتاب باللفتة الملكية الحكيمة التي طمأنت ملايين المكتتبين بقوة عوائده المجزية للوطن وأهله ولمواطني الخليج حيث ضخ الأفراد أكثر من 38 مليار ريال بنسبة تغطية 120 %، حيث ربط الملك سلمان يحفظه الله بحنكة وبعد نظر قوة اكتتاب أرامكو بضخامة الاستثمارات وفرص العمل التي سيخلقها مع المكانة القوية التي سوف تستمدها سوق المال السعودية لتفرض وجودها في قمة بورصات العالم باحتضانها مليارات أسهم نبض الطاقة العالمي ومكتتبيها يقدر بنصف الشعب السعودي في أكبر شركة محققة للأرباح المضمونة في العالم والتي تفوق قيمتها السوقية المقدرة بحدود 1,7 -2 تريليون دولار مجموع القيمة السوقية لأكبر 10 شركات في العالم البالغة قيمتها مجتمعة 1,4 تريليون دولار. وجاءت ثقة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين في شركة أرامكو السعودية لتأخذ دورها الاستراتيجي الكبير في تعزيز الاقتصاد الوطني وتنويع مدخلاته مؤكدة ما ذهب إليه سمو ولي العهد في معرض تشديده على الجدوى الاقتصادية القوية لاكتتاب أرامكو وما سيخلقه من استثمارات محلية ضخمة جديدة غير مسبوقة تضخ أكثر من 500 مليار ريال في عمق الاقتصاد الوطني حينما قال سموه "واليوم أرامكو لديها قيمة ضخمة جداً تستطيع أن تبق أثرها الاقتصادي في السعودية وتجعلها تنمو في السعودية بينما تستفيد من قيمتها بتحفيز قطاعات أخرى ليست موجودة في السعودية". واليوم وبعد ستة أشهر من النجاح العالمي الباهر اللافت الذي فرضته قوة صفقة السندات الدولية لشركة أرامكو السعودية والتي كانت تستهدف جلب تدفق نقدي وكاش بقيمة 45 مليار ريال (12 مليار دولار)، ضخ المستثمرين الدوليين 100 مليار دولار إيماناً راسخاً منهم بقوة موثوقية الشركة في شتى قطاعات أعمالها التي وصوفوها بالبنك المركزي العالمي للنفط الجوهرة السعودية أرامكو التي تطرح اليوم استثماراً مشابه لصفقة سنداتها الدولية ولكنه الأعظم اكتتاباً في التاريخ الذي خلف أصداء عالمية مدوية وما صاحبه من دهشة ساسة الاقتصاد والصناعة في العالم الذين بهروا بهذا التحول الجذري التاريخي لأكبر وأربح شركة نفط وغاز في العالم شركة أرامكو السعودية وتوجهها الحقيقي المذهل لتصبح شركة مدرجة في السوق المالية "تداول". وهذا التحول شد أنظار العالم ملفتين لقوة الرؤى الاقتصادية الصناعية السعودية التي يقودها سمو ولي العهد الذي خطط لهذا التحول والطرح الأولي العام للمواطنين لتملك حصص في شركتهم العملاقة التي تسيطر على أكبر منابع حقول النفط الخام في العالم وليس لها مثيل بقدرة إنتاجية تصل لحوالي 15 مليون برميل في اليوم بعد إتمام التوسعات الحالية التي تضيف ثلاثة ملايين برميل يومياً، داعياً سموه لمواطنيه لمزيد من الخير والرخاء الاقتصادي الذي يمثل الأساس في قوة الدولة المالية، مشيراً سموه إلى أن اكتتاب أرامكو قد امتزج بتاريخ تأسيس الشركة قبل 86 عاماً، وذلك حينما قال سموه ملهماً في بداية بزوغ الفكرة قبل ثلاث سنوات "إن الوثائق الرسمية التي أنشئت بها شركة أرامكو وقت المؤسس الملك عبدالعزيز كانت تهيئ للطرح في الأسواق منذ ذلك الوقت". فيما كشف سمو ولي العهد في بداية فكرة الاكتتاب عن قوة الفائدة المزدوجة للوطن والمواطن حينما قال ملهماً "أن طرح جزء من أسهم أرامكو يوفر كاشاً مهماً يخلق منه قطاعات جديدة وقوية في السعودية من شأنها تنمية الاقتصاد وخلق الوظائف وتحسين إيرادات الحكومة وصندوق الاستثمارات العامة إلى آخره من الفوائد وفي نفس الوقت تتواجد أرامكو هنا في السعودية بينما سوف ينفق الصندوق داخل السعودية بعد طرح أرامكو ما يزيد عن 500 مليار ريال خلال ثلاث سنوات فقط، ولك أن تتخيل هذا الإنفاق في الصناعة العسكرية أو صناعة السيارات أو صناعة الترفيه أو صناعة السياحة وغيرها من الصناعات وما هو أثره على جميع القطاعات، ومنها القطاع الخاص الذي سوف يحفز بشكل قوي جداً مبيعاته في كل القطاعات سواء قطاعات التجزئة أو النقل أو الخدمات اللوجستية إلى آخره". من جهته قاد وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان منهج التغيير في مفاهيم وسياسات سوق الطاقة العالمي الذي تتحمل المملكة أمن استقراره ملوحاً سموه للشراكة المتكاملة لكافة الدول في اتفاقية "أوبك+" والتي تمثل تحالف يضم 24 دولة من أوبك بقيادة المملكة ومن خارج أوبك بقيادة روسيا والذين اتفقوا على تمديد خفض الإنتاج بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً إلى 31 مارس 2020، مشدداً سموه بعدم اقتناعه بما يسمى بالدول الكبرى والصغرى للنفط في أوبك، منبهاً لأهمية التزام جميع دول "أوبك+" بأدوارهم المتساوية القيمة مهما كثر إنتاج دولة عن أخرى حيث إن الجميع شركاء. فيما قاد وزير الطاقة اتفاق المملكة وروسيا لتأسيس ميثاق للتعاون بين الدول المنتجة للنفط الذي يستهدف استقراراً دائماً لسوق الطاقة العالمي وتأسيس أطر مستدامة تحكم العلاقة بين المنتجين داخل أوبك وخارجها، بما يحقق أقوى نمو للصناعة البترولية، وتحقيق مصالح المنتجين والمستهلكين والمستثمرين في بوتقة واحدة بهدف واحد نحو اقتصاد عالمي متين. ونوه وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان بالمنجزات الضخمة التي تحققت في الفترة القليلة الماضية التي جعلت المملكة إحدى الدول الرائدة في صناعة الطاقة الشاملة المتكاملة في ظل رعاية ملكية سخرت كل ما من شأنه تعزيز قوة أرامكو التنافسية في قطاعيها للتنقيب والإنتاج وتحقيق متوسط منقطع النظير من إنتاج النفط الخام والمكثفات والاحتياطيات التقليدية الثابت وجودها حيث بلغ إنتاج الشركة في 2018 طاقة 13,6 مليون برميل مكافئ نفطي في اليوم منها 10,3 ملايين برميل في اليوم من النفط الخام بما في ذلك المكثفات الممزوجة. وكان إجمالي إنتاج السوائل البالغ 11,6 مليون برميل في اليوم أعلى بما يزيد عن 20 % من إجمالي إنتاج السوائل في شركات النفط العالمية الخمس الكبرى مجتمعة. إضافة لاحتياطيات مؤكدة في الحقول التي تديرها الشركة بطاقة 336,2 مليار برميل من المكافئ النفطي، تشمل 261,5 مليار برميل من النفط الخام والمكثفات التي تعد أكثر من خمسة أضعاف احتياطيات شركات النفط العالمية الخمس الكبرى مجتمعة، و36,1 مليار برميل من سوائل الغاز الطبيعي، و233,8 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الطبيعي.