عززت نشرة اكتتاب شركة أرامكو السعودية، وهي نشرة الإصدار لطرح أسهمها للاكتتاب المحلي والتي جاءت في 806 صفحة، وأتاحتها الشركة للعموم، وطالبت مكتتبيها بأهمية الاطلاع على كافة تفاصيلها للتوصل لقرار استثماري مقنع وناجح، الثقة الكبيرة والآمال التي وضعتها الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله، وسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، في شركة أرامكو السعودية لتأخذ دورها الاستراتيجي الكبير في تعزيز الاقتصاد الوطني وتنويع مدخلاته. مؤكدة ما ذهب إليه ولي العهد في معرض تشديده على الجدوى الاقتصادية القوية لاكتتاب أرامكو، وما سيخلقه من استثمارات محلية ضخمة جديدة غير مسبوقة تضخ أكثر من 500 مليار ريال في عمق الاقتصاد الوطني، حينما قال سموه "واليوم أرامكو لديها قيمة ضخمة جداً تستطيع أن تبقي أثرها الاقتصادي في السعودية وتجعلها تنمو في السعودية، بينما تستفيد من قيمتها بتحفيز قطاعات أخرى ليست موجودة في السعودية". اليوم وبعد ستة أشهر من النجاح العالمي الباهر اللافت الذي فرضته قوة صفقة السندات الدولية لأقوى شركة للطاقة المتكاملة في العالم، وأكبر منتج ومصدر للنفط الخام في العالم شركة أرامكو السعودية، والتي كانت تستهدف جلب تدفق نقدي وكاش بقيمة 45 مليار ريال (12 مليار دولار)، ضخ المستثمرين الدوليين 100 مليار دولار إيماناً راسخاً منهم بقوة موثوقية الشركة في شتى قطاعات أعمالها التي وصوفوها بالبنك المركزي العالمي للنفط الجوهرة السعودية أرامكو، التي تطرح اليوم استثماراً مشابهاً لصفقة سنداتها الدولية، ولكنه الأعظم اكتتاباً في التاريخ الذي خلف أصداء عالمية مدوية، وما صاحبه من دهشة ساسة الاقتصاد والصناعة في العالم الذين بهروا بهذا التحول الجذري التاريخي لأكبر وأربح شركة نفط وغاز في العالم شركة أرامكو السعودية، وتوجهها الحقيقي المذهل لتصبح شركة مدرجة في السوق المالية "تداول". رؤية المؤسس الملك عبدالعزيز تهيئ للطرح هذا التحول شد أنظار العالم لافتين لقوة الرؤى الاقتصادية الصناعية السعودية التي يقودها سمو ولي العهد الذي خطط لهذا التحول والطرح الأولي العام للمواطنين لتملك حصص في شركتهم العملاقة، التي تسيطر على أكبر منابع حقول النفط الخام في العالم، بقدرة إنتاجية تصل لحوالي 15 مليون برميل في اليوم بعد إتمام التوسعات الحالية التي تضيف ثلاثة ملايين برميل يومياً، داعياً سموه لمواطنيه لمزيد من الخير والرخاء الاقتصادي الذي يمثل الأساس في قوة الدولة المالية، مشيراً سموه إلى أن اكتتاب أرامكو قد امتزج بتاريخ تأسيس الشركة قبل 86 عاماً، وذلك حينما قال سموه ملهماً في بداية بزوغ الفكرة قبل ثلاث سنوات "إن الوثائق الرسمية التي أنشئت بها شركة أرامكو وقت المؤسس الملك عبدالعزيز كانت تهيئ للطرح في الأسواق منذ ذلك الوقت". فيما كشف سمو ولي العهد في بداية فكرة الاكتتاب عن قوة الفائدة المزدوجة للوطن والمواطن حينما قال ملهماً "أن طرح جزء من أسهم أرامكو يوفر كاشاً مهماً يخلق منه قطاعات جديدة وقوية في السعودية من شأنها تنمية الاقتصاد وخلق الوظائف وتحسين إيرادات الحكومة وصندوق الاستثمارات العامة إلى آخره من الفوائد وفي نفس الوقت تتواجد أرامكو هنا في السعودية بينما سوف ينفق الصندوق داخل السعودية بعد طرح أرامكو ما يزيد عن 500 مليار ريال خلال ثلاث سنوات فقط، ولك أن تتخيل هذا الإنفاق في الصناعة العسكرية أو صناعة السيارات أو صناعة الترفيه أو صناعة السياحة وغيرها من الصناعات وما هو أثره على جميع القطاعات، ومنها القطاع الخاص الذي سوف يحفز بشكل قوي جداً مبيعاته في كل القطاعات سواء قطاعات التجزئة أو النقل أو الخدمات اللوجستية إلى آخره". نقاط القوة التنافسية اليوم تحقق شركة أرامكو كل أمنيات وطموحات سمو ولي العهد فيما يتعلق بالاكتتاب الذي حمله على عاتقه وعمل جاهداً ليلاً ونهاراً لتحقيقه لرفاهية شعبه، حيث يحتل الطرح العام الأولي لأسهم "أرامكو" عمق رؤية المملكة 2030، وهو أساس الخطة الخاصة بإصلاح الاقتصاد السعودي والتي يقودها شخصياً ولي العهد، في وقت استعرضت أرامكو في نشرة الاكتتاب نقاط القوة التنافسية في قطاعيها للتنقيب والإنتاج وتحقيق متوسط منقطع النظير من إنتاج النفط الخام والمكثفات والاحتياطيات التقليدية الثابت وجودها حيث بلغ إنتاج الشركة في 2018 طاقة 13,6 مليون برميل مكافئ نفطي في اليوم منها 10,3 ملايين برميل في اليوم من النفط الخام بما في ذلك المكثفات الممزوجة. وكان إجمالي إنتاج السوائل البالغ 11,6 مليون برميل في اليوم أعلى بما يزيد على 20 % من إجمالي إنتاج السوائل في شركات النفط العالمية الخمس الكبرى مجتمعة. وبلغت الاحتياطيات الثابت وجودها للشركة من السوائل وهي 226,8 مليار برميل في 2018. وهي أكبر كمية احتياطيات تقليدية ثابت وجودها من السوائل التي تملكها شركات النفط العالمية الخمس الكبرى بالإضافة إلى ذلك ترى الشركة أن تتضمن أكبر حقل نفط بري تقليدي تم اكتشافه في العالم في الغوار وأكبر حقل نفط بحري تقليدي تم اكتشافه في العالم في السفانية. الاستحواذ على سابك وسلطت أرامكو في نشرة الاكتتاب الضوء على قرارها التاريخي باستحواذ غالبية أسهم شركة سابك الذي وصف بأكبر استحواذ يواصل قطاع الكيميائيات في الشركة النمو عبر زيادة الطاقة الإنتاجية داخل المملكة وزيادة حصص الملكية في الشركات التابعة لها والاستثمارات الجديدة بما في ذلك الاستحواذ المحتمل على حصة صندوق الاستثمارات العامة البالغة 70 % في شركة سابك، والتي من المتوقع حالياً اتمامها في النصف الأول من عام 2020 وسيمتد قطاع الكيميائيات التابع للشركة بعد إتمام صفقة شركة سابك ليشمل أكثر من خمسين دولة. وينتج قطاع الكيميائيات حزمة من المواد الكيميائية، منها الأوليفينات والإيثيلين وجليكول الإيثيلين وأكسيد الإيثيلين والميثانول وغاز الميثيل ثلاثي البيوتيل الأثيري والبولي إثيلين واللدائن الهندسية ومشتقاتها وغيرها. وفي 31 ديسمبر 2018 بلغ صافي الطاقة الإنتاجية من المواد الكيميائية 16.7 مليون طن في السنة وإجمالي طاقتها الإنتاجية من المواد الكيميائية 33,2 مليون طن في السنة. وبعد إتمام صفقة شركة سابك يتوقع أن تتميز الشركة بأكبر معدل لصافي الطاقة الإنتاجية للإيثيلين وأن تكون من بين أكبر أربع شركات من حيث صافي الطاقة الإنتاجية لمواد البولي إيثيلين والبولي بروبيلين وأحادي جليكول الإيثيلين. وقالت الشركة إنه تم استخراج المعلومات المالية المدرجة في هذه النشرة والمتعلقة بالشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) من قوائمها المالية المراجعة لعام 2018 والمفحوصة للنصف الأول 2019. وصفقة سابك تضيف أيضاً قوة لقطاع المصب حيث تدير الشركة أعمالاً ضخمة ومتكاملة من الناحية الاستراتيجية وبلغ إجمالي إنتاج سابك في عام 2018م، 75 مليون طن بما في ذلك 61.8 مليون طن من المنتجات البتروكيميائية والمتخصصة. كما في 31 ديسمبر 2018 بلغ إجمالي أصول شركة سابك 320 مليار ريال وبلغ صافي الدخل 32 مليار ريال كما بلغ إجمالي الإيرادات 169 مليار ريال. وكما في 30 يونيو 2019 بلغ إجمالي أصول سابك ايضاً 320 مليار ريال وبلغ صافي الدخل 8,3 مليارات ريال كما بلغ إجمالي الإيرادات 73 مليار ريال. وترى الشركة أن الاستحواذ على حصة مسيطرة في شركة سابك سيعزز الاستراتيجية التي تتبناها لزيادة حجم إنتاجها من البتروكيميائيات في مشروعات التكرير والمعالجة والتسويق وتوفير الدعم في سبيل تحقيق طموحات النمو في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق بالإضافة إلى ذلك ترى الشركة أن هذا الاستحواذ سيساعدها في الاستفادة من خبرة شركة سابك في صناعة الكيميائيات لتطبيقها في مرافق قطاع التكرير والمعالجة والتسويق الحالية والمستقبلية التابعة للشركة والتي تتمتع بالقدرات اللازمة لإنتاج المواد الكيميائية. ومن المتوقع أن تستمر شركة سابك بعد صفقة الاستحواذ المحتملة كشركة مدرجة في تداول. الوجه الحقيقي لأرامكو كشفت النشرة بيانات أرامكو وخططها وفقاً لمتطلبات الاكتتاب وهو ما كشف بالفعل عن الوجه الحقيقي لأرامكو لما تخفيه من قوة هائلة وهيمنة ونفوذ كأكبر وأقوى مستثمر في العالم ليس في صناعة النفط والغاز والتكرير فقط بل بكافة قطاعات الطاقة وكافة خدماتها المساندة لتخوض الشركة توسعات هائلة في إنتاج النفط والغاز والتكرير والكيميائيات تشمل أكثر من 70 مشروعًا رئيسًا قيد التنفيذ أو بدأ إنتاجه، بميزانية رأسمالية تبلغ 414 مليار دولار على مدى العشر السنوات المقبلة. وتعكس الأرقام الإيجابية الفلكية التي أظهرتها قوائم أرامكو المالية لعام 2018 حجم الإنجاز الذي تحقق خلال السنوات الثلاث الأخيرة والتي شهدت ضخامة إنفاق أرامكو للمشروعات المدمجة للتكرير والبتروكيميائيات والتي تساهم في تقليل تكلفة الإنتاج ونفذت منها في المملكة ثلاثة مشروعات عملاقة للتكرير والكيميائيات بتكلفة مجتمعة بلغت حوالي 240 مليار ريال. وتعد المصافي التي تملكها أرامكو بالكامل أو بالمشاركة معدة لتكون قادرة على استخدام درجات النفط الخام التي تنتجها الشركة، الأمر الذي يوفر منافذ مضمونة لتسويق النفط الخام الذي تنتجه الشركة، والذي يساعدها كذلك على تخفيض التكلفة والارتقاء بالكفاءة التشغيلية وتوريد منتجاتها المكررة إلى أسواق التكرير والمعالجة والتسويق التي تخدمها. وتشمل مشروعات الدمج الثلاثة مشروع "صدارة" لأرامكو وداو بتكلفة 75 مليار ريال، ومصفاة "ساتورب" بين أرامكو وتوتال بتكلفة 88 مليار ريال منها قيمة 50 مليار ريال للمرحلة الأولى التي تم إنجازها وقيمة 38 مليار ريال للمرحلة الثانية التي تضيف الكيميائيات للتكرير والمشروعات التي سيجذبها. ومشروع "بترورابغ" والذي أنجز مرحلتين بحجم استثمارات مجتمعة بقيمة حوالي 74 مليار ريال منها 40 مليار ريال للأولى و34 ملياراً للثانية. وتعتبر المصافي التي تملكها أرامكو بالكامل أو بالمشاركة مُعدة لتكون قادرة على استخدام درجات النفط الخام التي تنتجها الشركة، الأمر الذي يوفر منافذ مضمونة لتسويق النفط الخام الذي تنتجه الشركة، والذي يساعدها كذلك على تخفيض التكلفة والارتقاء بالكفاءة التشغيلية وتوريد منتجاتها المكررة إلى أسواق التكرير والمعالجة والتسويق التي تخدمها. مشروعات جديدة في حين تشير خطط أرامكو للفترة 2019 - 2021م لمشروعات جديدة تشكل ثلاثة أرباع المشروعات الحالية في قطاع الزيت والغاز والبتروكيميائيات، في حين تتركز المشروعات الأخرى في قطاع البنية التحتية المدنية حيث سعت هذه المشروعات الرأسمالية إلى إدخال تحسينات على المرافق البحرية والبرية، ومعامل الغاز مثل مرافق الزيت في منيفة وخريص، ومعمل الغاز في واسط، بالإضافة إلى معمل سوائل الغاز الطبيعي في الشيبة، ومعمل الزيت والغاز في الخرسانية. وتأتي قوة "أرامكو" بحصولها على أكبر صافي ربح منذ ثلاثة أعوام بقيمة 416,5 مليار ريال بقيمة 1,3 تريليون ريال مدفوعاً بموافقة مجلس الوزراء لتحويلها لشركة مساهمة طبقاً لنظامها الأساسي اعتباراً من تاريخ 1-1-2018م، ومنح مجلس الوزراء الشركات المملوكة بالكامل بشكل مباشر أو غير مباشر لأرامكو مهلة مدتها خمس سنوات لتكييف أوضاعها بما يتفق مع أحكام نظام الشركات، ولمجلس الوزراء تمديد هذه المدة عند الحاجة. وهذا القرار بتحويل أرامكو إلى مساهمة فتح آفاق استثمارية جديدة هائلة للشركة بدءاً من المتاجرة في جميع منتجات الطاقة والمنتجات الهيدروكربونية والكيميائية وغيرها من المنتجات المماثلة، وتسويقها، سواء أكانت من إنتاج الشركة أو من إنتاج الغير، إلى تصنيع وتجهيز جميع المنتجات والأجهزة والمركبات والأدوات المتعلقة بمجالات الطاقة بما في ذلك الصناعات الهيدروكربونية والكيميائية والصناعات الأخرى المرتبطة بها والمكملة لها. فضلاً عن مشروعات توليد الطاقة والكهرباء من المصادر المختلفة، ونقلها وتوزيعها وتخزينها واستيراد وتصدير جميع منتجات الطاقة، إضافة إلى الاستثمار في خدمات المقاولات والتشييد والتشغيل والصيانة والخدمات الإدارية المتعلقة بجميع مرافق الطاقة وتشمل أعمالها أيضاً الخدمات الهندسية وخدمات التصميم والاستشارات والخدمات المالية والصناديق الاستثمارية والصناديق الادخارية وخدمات الأوراق المالية والضمانات والتأمين، وخدمات الطيران والشحن والخدمات الطبية والخدمات المتعلقة بالرعاية الصحية، وتملك العقارات والتصرف بها وتأسيس المرافق البحثية وإجراء البحوث والمشاركة فيها، وتأسيس المرافق والبرامج التعليمية وأوجه النشاط الأخرى بما يتماشى مع نشاط الشركة ومصالحها. تتضمن خطط شركة «ياسرف» طرح أسهمها للاكتتاب شركة أرامكو توتال «ساتورب» تتجه للاكتتاب مشروع «صدارة» أكبر نموذج لمشروعات دمج التكرير بالكيميائيات