لم يكن مستغربًا أن يتصدر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد، وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية قائمة «لويدز» كأبرز الشخصيات المؤثرة في قطاع النفط على مستوى العالم، وذلك استنادًا الى الجهود الكبيرة التي يقوم بها لدعم الاستقرار في السوق التي تعاني من هزة كبيرة على مدار السنوات الثلاث الماضية. ولعل هذا التصنيف يعكس رحابة الفكر الاستشرافي الذي يتمتع به سموه منذ توليه رئاسة المجلس الاعلى لأرامكو في 2015، وانطلاقه مباشرة في جهود اعادة هيكلة الشركة، لتكون أكثر استقلالية ومرونة مع العمل على اساس تجاري. ولم يمض سوى عام واحد، حتى اعلن سموه في 2016، عن خطته لطرح 5 %من اسهم الشركة للاكتتاب من اجل المساهمة في تكوين اكبر صندوق سيادي في العالم بقيمة ترليوني دولار لتخفيض الاعتماد على النفط. دعم الأسعار ولا شك أن العالم يدين للأمير محمد بن سلمان بالكثير لجهوده في دعم اسعار النفط التي كانت قد اقتربت من العشرين دولارًا في يناير من 2016. وبرزت الجهود التي قام بها الأمير محمد في هذا الجانب على أكثر من صعيد على النحو التالي: 1. - مثل لقاء الأمير محمد بن سلمان والرئيس الروسي بوتين في قمة العشرين بالصين في عام 2015، بداية التحرك من اجل دعم الاسعار، لا سيما وأن روسيا من كبار المنتجين عالميًا بأكثر من 10 ملايين برميل يوميًا 2. - على مدى عام 2016، قادت السعودية وروسيا الجهود من اجل دعم الاسعار، وتجلى ذلك في لقاءات رباعية في الدوحة جرى خلالها دراسة آليات الدعم ما بين التجميد والتخفيض، وكان من نتاج هذا التحرك ان بدأت الاسعار في التعافي من مستويات 26 دولارًا إلى 40 دولارًا. 3. - تواصلت الجهود حتى تبلورت في الربع الرابع باتفاق خفض الانتاج بين المنتجين من اوبك ومن خارجها بقيادة روسيا، وادت توجيهات الامير محمد بن سلمان والرئيس بوتين، الى اجراء «مكالمة الفجر» بين وزير الطاقة السعودي خالد الفالح ونظيره الروسي إلكسندر نوفاك، للاتفاق على مقدار الخفض بقيمة 1.2 مليون برميل للمنتجين من اوبك، و600 الف من خارجها تتحمل روسيا 300 الف برميل منها. 4. - للمرة الاولى في 15 عامًا تنجح المملكة في اقناع روسيا بالالتزام بخطط خفض الانتاج، وقد تحقق ذلك جزئيا الى حد بعيد، باعلانها عن خفض انتاجها بمقدار 185 ألف برميل الشهر الماضى. اكتتاب أرامكو أما على الصعيد الداخلي، فيقود الأمير محمد بن سلمان اكبر اكتتاب في العالم بطرح 5%من أسهم أرامكو، وتسارعت الخطوات مع بدء العد التنازلي للاكتتاب المقرر في النصف الثاني من العام المقبل حتى غدا حديث العالم، وتجسد ذلك في طلب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز دعم طلب بلاده لطرح الاكتتاب في بورصة طوكيو، فيما تتنافس 5 بورصات أخرى على استقبال الاكتتاب منها نيويورك ولندن وشنغهاي وغيرها.ولعل من أبرز الخطوات الجارية حاليًا لتجهيز أرامكو للطرح الآتى: 1. - خفض الضرائب على الشركة من 85% إلى 50% لجعلها أكثر تنافسية للمستثمرين الأجانب 2. - الاستعانة بمصادر مستقلة لتقييم الاحتياطي الضخم للشركة من النفط والذي يقدر مبدئيًا ب 15% من الاحتياطي العالمي 3. - التجهيز للإعلان عن الحسابات المالية للمرة الاولى في تاريخ الشركة. 4. - عقد شراكات مع مؤسسات مالية ومحلية للعمل في المجال الاستشاري والترتيب للاكتتاب. دور ريادي والواقع أن المملكة تتمتع بتقدير دول العالم في سوق النفط لحرصها على استقرار الاسعار لصالح المنتجين والمستهلكين معا، وتأكيدها على قدرتها للتدخل في اي وقت لدعم الامدادات في حالة حدوث اي نقص يؤثر على السوق مستفيدة في ذلك من امكانيات ضخمة يمكن ان ترفع انتاجها إلى 11 مليون برميل خلال وقت قصير، والى 12.5 مليون برميل في عام. الريادة العالمية احتل الأمير محمد بن سلمان المرتبة الأولى في القائمة العالمية ، متقدماً على أسماء عالمية في عالم نقل النفط والغاز ، مثل أنرياس سوهمن باو - مجموعة BW ، وجون فريدركسن ، مجموعة فريدريكسن ، وغراهم هندرسن - شل للشحن البحري ، وجون أنجلكوسيس - مجموعة أنجلكوسيس للشحن ، وبي يانغ شين - ميسك وسيرجي فرانك - سوفكومفلوت، وجونتشيرو إيكيدا-ميتسوي أوسك خطوط،وبادي روجرز-مجموعة يورناف، وشو ليرونغ-مجموعة الصين كوسكو للشحن. تحول إستراتيجي لرفع القيمة المضافة ومع تولي الأمير محمد بن سلمان مسؤولية أرامكو، شهدت الشركة تحولًا استراتيجيًا من تصدير الخام الى انشطة التكرير لرفع القيمة المضافة للمنتج، وزيادة العائدات. ووفقا لصحيفة وول ستريت جورنال فإن الهدف الإستراتيجي لأرامكو هو إيجاد شبكة عالمية من محطات التكرير والبتروكيمياويات لتقديم منتجات عالية القيمة الحيوية للحياة الحديثة. وفي توضيحه لسر الاهتمام بصناعة البتروكيمياويات يقول أمين الناصر الرئيس التنفيذى للشركة: إن منطقة الخليج تعد موطنًا ل 2.5 % من إيرادات البتروكيمياويات العالمية وأقل من 1% من فرص العمل في هذه الصناعة، وذلك على الرغم من قربها الى الاسواق الرئيسة في أوروبا وآسيا، وتستطيع أرامكو مباشرة أو من خلال محطات مشروعات مشتركة معالجة 5.4 مليون برميل يوميا فى مختلف الاسواق ومن ابرزها الولاياتالمتحدةوالصين واليابان. وعلى الصعيد العالمي برزت جهود الامير محمد بن سلمان في دعم صناعة النفط السعودية من خلال الآتي: 1. 1-التباحث مع القطاع الخاص الامريكي لانشاء شركة صدارة للكيماويات لتكون لبنة التعاون المشترك بين شركة داو للكيماويات وشركة ارامكو برأسمال يبلغ 20 مليار دولار كأكبر مشروع بتروكيماوي في العالم. 2. 2-إنهاء الشراكة مع شركة «موتيفا» الأمريكية، مما يعزز فرص أرامكو في ترسيخ أقدامها في السوق الأمريكي ولا سيما في الساحل الغربي 3. 3-دخول أرامكو في شراكة مع شركة بتروناس الماليزية بقيمة 7 مليارات دولار لإنشاء مجمع للبتروكيماويات في ولاية جوهور بجنوب ماليزيا والتي لا يفصلها سوى مضيق عن سنغافورة مركز تجارة النفط في قارة آسيا. 4. 4-إبرام اتفاقية مع شركة برتامينا الاندونسية بقيمة 5 مليارات دولار لتوسعة اكبر مصفاة نفط في البلاد على ان تمدها أرامكو بالنفط الخام 5. 5-توقيع أرامكو مذكرة تفاهم لبناء مصانع تكرير وبتروكيماويات في الصين. ووفقا للخبراء، فإن هذا النشاط التوسعي للشركة عبر العالم يسهم في رفع تقييم ارامكو قبل طرحها للاكتتاب العام المقبل، فيما يراه أمين الناصر الرئيس التنفيذى للشركة في كلمات موجزة « إستراتيجيتنا هي النمو في قطاع المصب، من خلال نشاط متكامل يجمع بين التكرير والبتروكيماويات مع التسويق والتوزيع ويصب في مصلحتنا» ولاشك ان التركيز على منطقة شرق آسيا لا ينبع من فراغ وانما ناتج عن تصدير نصف الانتاج السعودي اليها وقربها من المملكة مقارنة بالاسواق الاوروبية والامريكية، التي تزمع تقليص اعتمادها على النفط من أوبك. وخلاصة القول: إن تمتلك رؤية فهذا أمر جيد، لكن أن تمتلك الرؤية والقدرة على التنفيذ الايجابي والسريع فإن هؤلاء قلة، يتصدرهم الأمير محمد بن سلمان بروحه المتوثبة ورؤيته الشمولية للمستقبل. الأمير محمد بن سلمان .. وجهود دؤوبة لدعم النفط وخطط أرامكو 2014 بدء تراجع أسعار النفط 2016 سعر النفط يتراجع إلى 26 دولارا للبرميل 2015 الأمير محمد يتفق مع الرئيس بوتين في الصين على دعم استقرار سوق النفط 2016 المملكة تقود مفاوضات رباعية لدعم أسعار النفط في الدوحة 2015 الأمير محمد بن سلمان يتولى رئاسة المجلس الأعلى لأرامكو 2016 الأمير محمد يعلن عن طرح 5 % من أسهم أرامكو للاكتتاب 2017 أرامكو تقيم احتياطاتها النفطية وتعين المستشارين للاكتتاب 2016 توجيهات الأمير محمد والرئيس بوتين لوزيري النفط في البلدين تقود لاتفاق خفض الإنتاج 2018 طرح أرامكو للاكتتاب من أجل تكوين أكبر صندوق سيادي في العالم * - جهود الأمير محمد تقود الأسعار إلى الارتفاع 20 % * - المملكة تخفض إنتاج النفط بأكثر من المقرر لها من أجل دعم الأسعار * - الأمير محمد يدعم اتفاق أرامكو مع داو الأمريكية لإنهاء مجمع صدارة ب 20 مليار دولار * - 5.4 مليون برميل إجمالي الطاقة التكريرية لأرامكو بالداخل والخارج * - أرامكو تدخل في شراكة مع بتروناس الماليزية ب 7 مليارات دولار * - أرامكو تغير استيراتجيتها نحو التكرير والبتروكيماويات لتعزيز القيمة المضافة للنفط الخام * - التوقيع على مذكرات تفاهم لإقامة مشروعات مشتركة في الصين وأندونسيا * - الأمير محمد يؤكد جاهزية المملكة لسد أي نقص في الإمدادات.