المملكة ورعاية السلام

من ثوابت السياسة في المملكة العمل على نشر السلام والمساهمة الريادية في حل المشكلات والنزاعات العربية والإقليمية والدولية. التاريخ يشهد بمبادرات المملكة في هذا المجال.
المملكة ليست من دعاة الحروب، وليست دولة معتدية، من الطبيعي بحكم مسؤولياتها وثقافتها أن يكون لها دور قوي مؤثر في منع الحروب ووقفها وإحلال السلام والسعي نحو الاستقرار ودعم البرامج التنموية والإنسانية، والقيام بدور ريادي مسؤول نحو التسامح وحوار الأديان والتفاعل بين الثقافات المختلفة.
أحدث جهود المملكة في هذا المجال ما تقوم به من دور قيادي وإنساني لتحقيق الأمن والسلام في اليمن، وجاء اتفاق الرياض الأخير ليؤكد موقف المملكة الداعم لأمن اليمن واستقراره وتنميته وسيادته.
مواقف المملكة في نشر السلام مواقف معروفة وتعبر عن ثقافة راسخة على مستوى المنطقة ومستوى العالم. لا يمكن نسيان اتفاقية الطائف في حل الأزمة اللبنانية. في قضية العرب المحورية فلسطين طرحت المملكة مبادرة سلام لحل قضية فلسطين تبنتها القمة العربية في بيروت. في أزمة الانقسام الفلسطيني قدمت المملكة مبادرات عديدة وقامت بدور الوسيط والداعم لتحقيق الوحدة الفلسطينية. واستطاعت المملكة إنهاء نزاع مسلح استمر عشر سنوات بين أريتريا وجيبوتي، وإحلال السلام بين إثيوبيا وأريتريا بعد حالة حرب استمرت عشرين عاماً. وللمملكة دور فعال في دعم جهود الأمم المتحدة والمنظمات العالمية لتعزيز ثقافة الأمن والسلام والتعايش. وفي هذا الإطار نظمت المملكة المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي عقد في الرياض عام 2005.
إن الحديث حول دور المملكة في تعزيز ثقافة السلام ليس تنظيراً ولا عاطفياً. هذا دور يجمع بين الجانب الثقافي، والجانب العملي. المملكة تعزز ثقافة السلام نظرياً وعملياً. تحترم القوانين الدولية، ومواثيق الأمم المتحدة، لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى إلا وفق تلك القوانين والمواثيق ولأغراض سلمية وتنموية. المملكة تقوم بجهود فكرية وأمنية لمكافحة الإرهاب والوقاية من الفكر المتطرف. أنشأت في هذا الإطار مركز (اعتدال) وهو مركز عالمي لمكافحة الفكر المتطرف، وقبل ذلك بنت جسور الحوار داخل الوطن، وجسور حوار مع الثقافات المختلفة.
ليس من مبادئ المملكة الاعتداء على الآخرين ولكن من مسؤوليتها الدفاع عن سيادتها وأمنها وأمن محيطها العربي. ومن مبادئها وثقافتها الحفاظ على الأمن العالمي ودعم الأنشطة والبرامج الإنسانية والتنموية التي تعزز هذا الأمن وترسي ثقافة السلام بين الشعوب، وهذا ما تفعله المملكة.