المُنشد فهد مطر.. حقق نجاحًا مُبهرًا في إنشاد الحرف الأصيل، وقد لمع نجمه بقوّة في هذا المجال نظرًا لعذوبة صوته الرخيم ورونق الأداء الجميل، وكذلك اختياره النصوص الرائعة والمُحببة لدى عشّاق الشِّعر. كما يُعد من المنشدين الذين يحظون بجماهيرية كبيرة في ساحة الإنشاد.. «الرياض» التقت بالمنشد فهد مطر، الذي كشف لنا عن تجربته في الإنشاد، وأمور أخرى في ثنايا هذا اللقاء. * في رأيك متى يستحق المُنشد أن يُطلق عليه مُنشدًا؟ * إذا استطاع أن يصل إلى قلوب الجمهور، وأحاسيسهم ومشاعرهم، وعندما يحصد النجاح تلو الآخر.. فالعمل المميز والجيّد يجني تباشير النجاح، كذلك إذا استطاع المنشد أن يؤدي أعماله الفنيّة باللهجة العامية والفصحى. * كيف تنظر الآن لساحة الشيلات في عصر التطوّر والانفتاح؟ * جميلة إذا وجدت الاهتمام والدعم وجودة التنظيم من قبل المسؤولين الذين أوكل لهم مجال الفن، خاصة أن فن الإنشاد له جماهيرية كبيرة، ويسهم في دفع حركة الشِّعر، وإبراز النصوص الجيّدة للشعراء الذين يستحقون الظهور. * الشيلات الشِّعرية لاقت انتشارًا كبيرًا، صف لنا تجربتك كمنشد في مثل هذه الأعمال؟ * تجربة جميلة وممتعة، والشِّعر الجميل واللحن الجميل هو من يقدّم صاحب الصوت للجمهور، ولا غنى عن الشاعر الذي يقدّم النص الجيّد والمؤثر في النفوس، ومن خلال هذه التجربة أرى أن مثلث إبداع الإنشاد هو عندما يوجد عمل يتوافر فيه: نص وصوت ولحن جيّد فإنه يخرج عملًا متكاملًا وناجحًا. * حدثنا عن البحور الشِّعرية المُحببة لك وتنشد عليها؟ * الأهم اللحن الجميل.. ولا يهم البحر، فعندما يقدّم عمل ناجح، فإن المتلقي ينظر لجمال هذا العمل، ولا يحرص على البحث عن بحوره، لذا أنا حريص جدًا على العمل الذي يصل إلى الناس قبل البحور الشِّعرية. * ما المعيار الحقيقي للنص الذي يستحق الإنشاد؟ * النص الذي يحتوي على المفردة الجميلة، والمعاني السامية، والمشاعر التي تخرج من القلب وتصل إلى القلب. * هل لك حضور في منصات التواصل؟ وهل لها تأثير في دفع حركة مؤديو الشيلات؟ * نعم وجدت على تطبيقات: تويتر والإنستقرام وسناب شات والفيس بوك، التي أصبحت - حسب وجهة نظري - تنافس القنوات الفضائية، والمتابع والجمهور اليوم ميولهم لغير شاشة التلفزيون إلا ما كان مختلفًا ومؤقتًا كبرامج معينة. * حدثنا عن مشاركتك في "سوق عكاظ" خلال حفل الافتتاح؟ * مشاركة جميلة، أسعدني كثيرًا أن الجمهور والحضور استحسنها. * قدّمت أعمالًا ناجحة من أشعار الأمير خالد الفيصل حدثنا عن ذلك؟ * العمل الذي يقدّم مع أمير الشعراء ينجح باسم خالد الفيصل، ونحن نجتهد، والأمل أن يكون اللحن والأداء بالمستوى الذي يصل لمستوى القصيدة. * أين ترى نفسك بين المنشدين اليوم؟ * لا يهم.. ولم أفكر يومًا من الأيام في هذا الأمر، والأهم أن تقدّم أعمالًا ترضي الذائقة، وتحترم رغبة المتلقي، والجمهور هو من يحدد ذلك، فلا يُقبل من أحد أن يحدد مكانه بين المبدعين. * ما أهم المحطات في مسيرتك؟ ولها أثر في نفسك؟ * خالد الفيصل. * من الشعراء والمنشدون الذين تربطك بهم علاقة شِعرية وشخصية؟ * كثير، وتربطني بهم علاقة أخوة واحترام. * ما جديد فهد مطر من الإنشاد؟ * اليوم لا توجد ألبومات كما في السابق.. فقد أصبح الجديد أعمالًا متفرقة تم جمعها في قناتي الرسمية على اليوتيوب. * من يعجبك الآن من الشعراء والمنشدين الموجودين في الساحة؟ * العدد يصعب حصره، فأنا أحبّ كل عمل جميل. * ما أجمل الأبيات من الشِّعر التي تنشدها باستمرار؟ * أبيات من قصيدة الأمير خالد الفيصل: من بادي الوقت هذا طبع الايَّامِ عذبات الايَّام ما تمدي لياليها حلو الَّليالي تواري مثل الأحلامِ مخطور عنَّي عجاج الوقت يخفيها أسري مع الهاجس الَّلي ما بعد نامِ وأصوِّر الماضي لنفسي وأسلَّيها أخالف العمر أراجع سالف أعوامِ وأنوَّخ ركاب فكري عند داعيها تدفى على جال ضوَّه بارد عظامي والماء يسوق بمعاليقي ويرويها إلى صفالك زمانك علِّ ياظامي إشرب قبل لايحوس الطَّين صافيها * في رأيك هل أسهمت الشيلات في جذب الجمهور؟ * بالطبع.. ولها جمهور كبير، ولو لم تجذب لما كونت لها جماهيرية، وحققت انتشارًا واسعًا، ونجد التنوع فيها بأن يقدّم من خلالها كل أغراض الشِّعر، وهذا أحد الأسباب التي جذب الجمهور لها. * كلمة أخيرة؟ * شكرًا جريدة "الرياض" ولمعدي صفحة "الخزامى"، وأرجو أن أكون ضيفًا مقبولًا عند القراء. حضور جماهيري كبير للشيلات المنشد فهد مطر