تعمل روسيا لحماية بنيتها التحتية السيبرانية بكل الجهود الممكنة، حيث إن أمين مجلس الأمن الروسي حذر مؤخراً من هجمات إلكترونية من قبل استخبارات أجنبية. كما أن روسيا تستعد لعزل فضائها الإلكتروني عن العالم. فقد أعلنت الحكومة الروسية أنها ستقوم بتجربة استخدام الإنترنت من خلال شبكتها الخاصة RuNet والهدف من ذلك هو المحافظة على استمرارية حمل بنيتها التحتية والمحافظة على خصوصية وسرية بياناتها في حالة التعرض لأي هجوم سيبراني. وتجدر الإشارة إلى أن دول البريكس (البرازيل، الصين، الهند، إفريقيا الجنوبية) بصدد عمل تجربة مماثلة لتجربة روسيا. وبالرغم من إمكانات روسيا إلا أنها ليست أول دولة تقوم بهذه التجربة، فإيران تحاول فصل شبكتها عن العالم منذ عام 2012. فقد أنشأت شبكة إنترنت تحت مسمى «حلال» وتدعي إيران أن الهدف منها ديني وللمحافظة على المحتوى المتماثل مع الدين السلامي. إلا أنها في الحقيقة ترغب في فصل شبكتها لتوفير حماية من الاختراقات وحتى تحمي منشآت الطاقة وحقول تنضيب اليورانيوم من أي تعطيل إلكتروني لها، حيث إن إيران تتوقع هجمات دفاعية من دول أخرى لأنها تقوم بهجمات إلكترونية ضد أكثر من دولة. جاء الإعلان الروسي عن هذا الاختبار في أعقاب اعتماد الرئيس بوتين لقانون سيادة الإنترنت في شهر مايو من العام الحالي، ويسمح القانون للحكومة بمراقبة حركة المعلومات على شبكة الإنترنت في روسيا، ويقلل من اعتماد الشبكة في روسيا على الخوادم الموجودة في الولاياتالمتحدة، ومن جهة أخرى فهذا القانون الروسي ليس إيجابياً بصفة مطلقة فقد واجهه أنصار حقوق الإنسان وحرية استخدام الإنترنت بالرفض والتظاهرات، فهذه الجماعات متخوفة من استخدام الحكومة الروسية هذا القانون من أجل تقييد حرية الرأي وتصفح الإنترنت. وكما جميع التجارب الأخرى فالقاعدة أن نستفيد منها ونأخذ الإيجابي والمفيد، فالمقترح أن نستفيد من التجربة الروسية بالعمل على إعداد شبكة محلية خاصة بالمملكة ومحاولة حصرها في التعاملات الحكومية والبيانات السرية، وكل ما يخص تشغيل وجاهزية البنية التحتية للمملكة تكون على أتم الاستعداد لهذا الانفصال السيبراني لتوفير الحماية اللازمة، أما فيما يتعلق بتصفح الأشخاص أو أي من بياناتهم الخاصة أو بريدهم الإلكتروني فهذا يخضع للخوادم العالمية وللحماية المحدودة لضمان حرية المستخدم في استخدام الإنترنت.