لو عدنا بالذاكرة إلى مثل هذه الأيام من العام الماضي، يبرز الأمر الملكي السامي الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بإنشاء هيئة باسم (الهيئة الوطنية للأمن السيبراني)، والتي جاءت في ضوء التقدم والرؤى التي تنتهجها مملكتنا الحبيبة برؤية 2030 لتعزز الخطى الرائدة للمحافظة على أمن وسلامة قطاعات الدولة، وبناء منصّة تهدف إلى تحقيق الأجواء الآمنة من الاختراقات والتي قد تواجهها هذه القطاعات والهيئات الحكومية والخاصة.. فالأمن السيبراني هو مجموعة من التقنيات والعمليات الإلكترونية والأنظمة التي تصمم لحماية الشبكات والبيانات من الهجمات السيبرانية والتي تتلف البيانات أو المعلومات أو تسمح بالوصول إلى الشبكات بدون تصريح من المنظمة نفسها. يعتبر الأمن السيبراني مهمًا؛ لأنه في عالم اليوم الافتراضي، يستفيد الجميع من البرامج المتقدمة في مجال الدفاع الإلكتروني. أمّا على المستوى الفردي، فيمكن أن يؤدي الهجوم الإلكتروني إلى أمور لا تحمد عقباها على سبيل المثال سرقة الهوية إلى أن تصل إلى محاولات الابتزاز، كما أنه أكثر أهمية على مستوى المنظمات الحكومية والعسكرية والتي تستخدم وتتعامل مع البيانات على أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الأخرى التي تتصل بالانترنت. ولهذا يجب على الهيئات الحكومية العمل على تهيئة الفرص للباحثين والمهتمين من الموهوبين في مجال التهديد الإلكتروني، وتهيئة البيئة المناسبة والاستفادة من طاقاتهم، ووضعهم في تهديدات وتحديات جديدة وناشئة لمعرفة كيفية الاستراتيجيات في الهجوم السيبراني وكيفية الحماية من هذه الهجمات لانها تكشف عن نقاط ضعف جديدة في هذا المجال، ويجعل عملهم على الإنترنت أكثر أمانًا للجميع، كما يأتي إنشاء اتحاد رياضي تحت مسمى الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز ضمن الخطوات المهمة والفعالة في بناء قدرات محلية وإحترافية في هذا المجال. وفي بناء هذه القدرات الوطنية وتطويرها يتعين على المنظمات الحكومية والعسكرية والشركات والهيئات، البدء في اتخاذ خطوات لحماية المعلومات والبيانات الحساسة في وقت مبكر عبر هذه الاستفادة من هذه الكفاءات الوطنية لما تشكله الهجمات السيبرانية والتجسس الرقمي من تهديد كبير للأمن الوطني والقومي في بلادنا الحبيبة. سليمان مفوز الفواز عضو هيئة التدريس بجامعة الطائف