وافقت الحكومة السودانية اليوم الاثنين على السماح بدخول مساعدات إنسانية إلى ولايات تشهد نزاعا في البلاد وجدّدت اتفاقا لوقف إطلاق النار مع حركتين مسلّحتين رئيسيتين في مباحثات سلام في جنوب السودان. وقال مسؤولون من عدة أطراف إنّ ممثلين للقيادة الجديدة في السودان والحركتين المسلحتين الرئيسيتين اللتين تضمان حركات أصغر حجما وقعوا إعلانا لإبقاء الأبواب مفتوحة للحوار. وقال الفريق محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي وهو عضو بارز في الحكومة الانتقالية إنّ "الحوار السياسي سيمهد الطريق لمفاوضات سياسة ويشكّل خطوة تجاه سلام عادل وشامل ونهائي في السودان". وتستضيف جوبا محادثات بين حكومة رئيس الوزراء السوداني الجديد عبدالله حمدوك وممثلين لحركتين مسلحتين رئيسيتين قاتلتا قوات الرئيس المعزول عمر البشير في ولايات دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان. ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك مكلف إعادة السودان إلى الحكم المدني، لكنه قال إنه يريد أيضا إنهاء النزاعات مع المتمردين. وتعقد مباحثات السلام في جوبا بعدما عرض رئيسها سلفا كير وساطة بين الحكومة والمتمردين في السودان. واعتبرت الجبهة الثورية السودانية إحدى الحركات المسلحة المشاركة في المباحثات أنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جوبا خطوة جيدة. وقال زعيمها الذي وقّع الاتفاق باسمها الهادي إدريس إنّ "السلام هدف استراتيجي بالنسبة لنا. التحول في السودان يرتكز على السلام". ووافق السودان على إدخال مساعدات للمناطق المهمشة الغارقة في النزاع والتي حرمت من المساعدات خلال عهد الرئيس السابق عمر البشير وعلى رأسها دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق. وكانت المفاوضات على وشك الانهيار الأسبوع الفائت بعدما لوّحت الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال بأنها لن تستمر في المحادثات ما لم تنسحب الحكومة من منطقة القتال في جبال النوبة. وقالت إنّ القوات السودانية هاجمت طوال الأيام الماضية أراضيها رغم وقف إطلاق النار غير الرسمي. وبعدها بساعات، أعلن رئيس المجلس السيادي الانتقالي السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان "وقفا دائما لإطلاق النار" في مناطق النزاع الثلاث. ويسري وقف دائم لإطلاق النار منذ إطاحة الجيش البشير في 11 إبريل، بعد تظاهرات حاشدة ضد حكمه الذي استمر ثلاثة عقود. ويحاكم البشير حاليا في الخرطوم بتهم الفساد. وطوال سنين، أسفر النزاع بين المتمردين والحكومة المركزية في الخرطوم عن مقتل مئات الآلاف ونزوح الملايين.