ما رأيناه في الأيام الأولى ل«موسم الرياض» يرسم لوحة مثيرة للدهشة، بقدر ما فيها من الحلم، بقدر ما فيها من الخيال المنعش للذاكرة.. خيالٌ يجمع الأصالة بالمعاصرة، والتقليد بالتحديث، والتاريخ بعيون الحاضر، والماضي بطعم المستقبل.. عبر 66 يومًا، هي عمر موسم الرياض الترفيهي، الذي انطلق قبل أيام، يمكننا أن نؤكد روعة الحلم السعودي المدهش، عبر صناعة فرح يتألق بمرور فعاليات أيامه المتنوعة والساحرة، فتبرز أحد أهم مكنونات هذا الوطن الجميل بأبنائه وبناته، وبزواره من مختلف مشاهير العالم الذين أثروا ساعات حلمنا المذهل بحضورهم، ورأوا على ساحة الأرض كيف نكون عندما نقرر أن نستطيع. بعد النجاح الحافل الذي حققه "موسم جدة" اتجهت الأنظار محليًا وعالميًا إلى موسم الرياض، الذي انطلق 11 أكتوبر الجاري ويستمر أكثر من شهرين، مدشنًا بداية حقبة جديدة في الذهنية السعودية، يمكنها أن تسحب البساط من تحت كل الأقدام المترددة، التي أسكنتنا في قفصها في حقبة من الزمن، وها نحن نستعيد مباهج حياتنا بنشر ثقافة الحياة بتجاربها ووعيها ومشاركاتها الإنسانية مع مختلف ثقافات وشعوب العالم، لنؤكد أننا لسنا بمعزل عن بقية خلق الله، ونمد أيدينا لكل الرؤى والتجارب والأفكار لنفيد ونستفيد، ونفتح نوافذ الهواء الطلق أمام حرية الاختيار الواعي والمنضبط أيضًا. وإذا كانت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وعضده الأيمن محمد بن سلمان، الأمير الشجاع - يحفظهما الله - اللذين استطاعا في سنوات أقل من أصابع اليد الواحدة، أن ينقلا المملكة شعبًا ومجتمعًا وإدارة وسياسة واقتصادًا إلى الأفق الرحب الذي تتلمسه بوعي وإرادة، خطوات رؤية 2030 الاستراتيجية بكل مبادراتها ومحاورها الهادفة لتغيير واقع الحياة وعصرنة الدولة السعودية بما يليق بها وبما يستحقه شعبها الأصيل.. فإننا أيضًا نقدم عبر كل مواسمنا "التاريخية" جهدًا مميزًا وفكرًا لائقًا بأسلوب حياتنا وطموح حلمنا الكبير. ولهذا، كان موسم الرياض الترفيهي، ثمرة رجال - يتقدمهم معالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه وفريقه الرائع - أخلصوا وعملوا على تقديم الصورة الجميلة والمبهجة التي نراها ترتسم على وجوه أبنائنا وبناتنا، وشبابنا وشيوخنا الذين تدفقوا على كل الفعاليات بهذه الحميمية الصادقة والرغبة الأكيدة في التعبير عن اندماجهم في هذا المناخ الترفيهي، ودعمه بالحضور والمشاركة قبل الاستمتاع كذلك. ما رأيناه في الأيام الأولى ل"الموسم" يرسم لوحة مثيرة للدهشة، بقدر ما فيها من الحلم.. بقدر ما فيها من الخيال المنعش للذاكرة.. خيالٌ يجمع الأصالة بالمعاصرة.. والتقليد بالتحديث، والتاريخ بعيون الحاضر.. والماضي بطعم المستقبل، والغرابة أن الجميع على هذه الأرض قد جهّز حماسه وضبط ساعات تنبيهه ليكون على الموعد، ليكون الافتتاح - وما تلاه - قياسيًا بامتياز، ولهذا لم يكن غريبًا أبدًا أن يضرب موسم الرياض الترفيهي كل الأرقام القياسية؛ إذ وبعد ثلاثة أيام فقط - وحسب ما كشفه رئيس الهيئة العامة للترفيه، تركي آل الشيخ - سجل حضورًا بأكثر من 250 ألف زائر، 80% منهم سعوديون، و20% مناصفة بين أشقائنا بالخليج ودول العالم.. كما حقق أيضًا أكبر عائد في الرعايات والشركات المساهمة في تاريخ المملكة بأكثر من 400 مليون ريال، أما المبيعات فتجاوزت 235 مليون ريال، عدا نسبة الإشغال في الفنادق التي وصلت إلى 98%، وكذا ارتفعت مبيعات رحلات قطار الشرقية - الرياض 40%، أما الوظائف (الموسمية) طوال الموسم فبلغت 24 ألف وظيفة وأكثر من 22 ألف متطوع بمقابل مادي. جاء كل هذا، بالتزامن مع انطلاق "منتدى صناعة الترفيه"، الذي احتضنته الرياض يومين أيضًا، كخطوة تسعى إلى تسليط الضوء على مسيرة ومستقبل الترفيه في المملكة، واستعراض سبل تطويره، والعمل على تعزيز ثقافة البهجة، وبناء مجتمع حيوي، وتعزيز مساهمة قطاع الترفيه في الاقتصاد الوطني بما يلبي مستهدفات برنامج جودة الحياة وفق رؤية المملكة 2030.. بمشاركة عشرات المتحدثين الدوليين لبحث سبل دعم دور القطاع الخاص في مجال الترفيه بشكلٍ عام، والإسهام في رفع نسبة الاستثمار في هذا القطاع الحيوي الواعد، وزيادة التفاعل مع المشروعات التنموية العملاقة، وكذلك مع الجهات التنظيمية بما يحقق الأهداف المرجوة، وأهمها توفير فرص العمل، والإسهام في تعزيز الناتج المحلي من خلال قطاع ترفيه عالمي في المملكة. إننا أمام محطة استثنائية من محطات نهضتنا، التي انطلق قطارها الواعي نحو وجهته الرئيسة والمستدامة، لتعكس وجهًا آخر من أوجه احتضان الإبداع وصناعة الفرح على كل بقعة من أرض بلادنا.. فرحٌ نسعد به ونرجوه ونبحث عنه، بعيدًا عن كل ما يتخرص به المرجفون في الأرض، ومن حولنا.