أفرجت ظهر اليوم الإثنين المحكمة الجزئية بجدة عن سجينة العقوق "سمر " التي سلمت إلى عمها بعد أن أمر رئيس المحكمة الشيخ عبدالله العثيم بالإفراج عنها. وكشف مصدر مطلع في المحكمة أن "سمر" ستقيم في منزل عمها ولن يتم إيداعها دار الرعاية الاجتماعية بعد أن طالب بإقامتها في منزله. وكانت "سبق" انفردت أمس الأول بخبر الإفراج عنها خلال يومين بكفالة والدها أو عمها , فيما علمت "سبق" أن الجلسة شهدت غياب والد السجينة وأخيها، ما دفع القاضي إلى الأمر بالإفراج عنها بشرط التعهد بالحضور وقت ما يطلب منها ذلك، وأن يستلمها أحد محارمها. ولم يذكر القاضي في محضر الجلسة مبرراً للإفراج عنها رغم رفض والدها ذلك، ولم يذكر أيضاً مبرراً لإيقافها مكتفياً بشرط أن يستلمها أحد محارمها. وأشارت مصادر مطلعة ل "سبق" أن مجلس القضاء الأعلى قد طلب تحويل القضية لديه للبحث والتحقيق، ما يعني أن القضية لم تقفل بعد. وطلب القاضي العثيم من هيئة التحقيق والادعاء العام التحقيق تحريك دعوى ضد محامي الفتاة، بتهمة التشهير ونشر قضية مرفوعة وينظرها القضاء. وظلت سمر في السجن نحو سبعة أشهر في قضية عقوق رفعها ضدها والدها بعد أن رفعت عليه قضية عضل. ونشرت مدونة إحدى المدونات رسالة كتبتها السجينة بيدها قبل إطلاق سراحها بعنوان "رسالة من خلف القضبان"، قالت فيها: "إلى من جعل الله له سلطاناً عليَّ في الدنيا.. إني هنا كما تريدون.. أسجن بلا جرم.. والدي (وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان). قف يا والدي.. أرجوك ثانيةً واحدةً فقط.. أخبرهم أن يدي ما امتدت إليك يوماً إلا بالخير والعطاء.. والدي أنا فلذة كبدك". وأضافت: "لقد وأدتني وأنا حية بلا ذنب.. فلم جعلتني أفارق الحياة وقلبي ما زال ينبض حزناً وألماً". وقالت: "رباه إني هنا على سرير من حديد تتساقط أدمعي رغماً عني.. أيها الحديد عذراً لاقتحامك رغم قوتك.. ولكني سأبعث أصداء صوت يشتكي فراق أم لابنها". وأضافت"ابني حبيبي (البراء) آهات أرددها ودموع مزقت أحشائي.. أين أنت يا بهجة حياتي، لقد كان العيد بدونك مأتماً.. لقد اتشحت أيامي بالسواد لفقدك يا أعز الناس.. صغيري ثمة بريق نور ولا بد أن نلتقي يوماً.. ولينتقم الله لي ممن ظلمني وظلمك معي". وقالت: "أنا لست ورقة تنسى ولا كتاباً يهمل. أنا هنا. أنا بشر ينبض بالحياة، ذنبه أنه لم يرض ولم يخضع للظلم، وجرمه أنه رفض الرضوخ لسلطة الاستبداد وسلب المرأة حقوقها". وتابعت: "أنتم تعلمون وهم يعلمون يقيناً أني لست مخطئةً ومذنبة.. أمهلتكم.. فتركتوني وتناسيتموني.. عفواً أعذروني.. آن الأوان أن يسمع الأحرار صوتي". وقالت: "كلمة شكر أكتب كل حرف فيها بتحية وامتنان.. لكل من شاركني الإحساس، فأنتم بعد الله، عز وجل، سبب صبري وتجلدي.. أنتم يا من طالبتم بحريتي وتفاعلتم مع قضيتي.. لن أوفيكم حقكم ما حييت، فأنتم صوت الوطن الحر.. الرافضون للظلم تواقون للعدل شباباً وشابات كتبوا عني في الانترنت دفاعاً ونصرة.. شكراً لكم فلقد هانت عليَّ الستة أشهر التي قضيتها في السجن لحد الآن". وواصلت: "سيدي وأميري الفاضل خالد الفيصل.. نبأ لي أنك قد أنصفتني فأصدرت إمارتكم تقريراً يثبت الظلم الذي وقع عليَّ.. كما أمرت بإحالتي إلى دار الحماية الاجتماعية.. وأنا لم أزل في انتظار تطبيق أمركم.. ولكم مني هنا من سجني وافر الشكر والعرفان". وقالت: "وأخيراً اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك.. اللهم لك الحمد.. فرغم قسوة ما عانيت إلا أني قد أيقنت أنك ناصر المظلومين ولو بعد حين.. لك الحمد يا الله أن سخرت لي أناساً لا يعرفونني فيدافعون عني، إلهي فلا تكلني إلى نفسي، فكن معي فأنت نعم الناصر ونعم المعين.".