قدمت مؤخراً الهيئة العامة للرياضة دعماً مادياً قدره عشرون مليون ريال سعودي على أن يتم تطوير منظومة «الحوكمة» في الأندية الرياضية. وقد قام الأسبوع الماضي نادي الهلال السعودي بتوقيع اتفاقية مع المركز السعودي للحوكمة لمدة ثلاث أعوام وتتلخص أهم أهدافها في تطوير منظومة الحوكمة في النادي ورفع الوعي والممارسات المتعلقة بالحوكمة وتتضمن الاتفاقية أيضاً التدريب وتطوير السياسات ودعم استشاري مستمر حول الحوكمة. أضف إلى هذا أن المركز السعودي للحوكمة يقدم استشارات الحوكمة في مختلف المجالات والقطاعات تحت إشراف نخبة من أصحاب الكفاءات. الحوكمة بالنسبة للأندية الرياضية هي نظام للتوجيه والتحكم والرقابة على نشاط النادي، وتنظيم عملية اتخاذ القرار، وتوزيع الصلاحيات والمسؤوليات فيما بين الأطراف الرئيسة في النادي، وذلك لخدمة الرياضة بشكل عام. مفهوم الحوكمة وفق منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية «OECD»: بأنها نظام يتم بواسطته توجيه منظمات الأعمال، والرقابة عليها، وهي هيكلة تحدد وتوزع الواجبات والمسؤوليات بين المشاركين في الشركة مثل مجلس الإدارة والمديرين التنفذيين وغيرهم من أصحاب المصالح وتضع القواعد والأحكام لاتخاذ القرارات المتعلقة بشؤون الشركة. إن الأندية الرياضية ليست نشاطاً رياضياً فحسب، وإنما هي منظومة متكاملة تدر أرباحاً على مستوى الأنشطة التجارية والمتابع للمشهد الرياضي يعرف حجم العقود والصفقات والرعايات وقيمتها التي توقع سنوياً وكذلك إيردات من حقوق بث المباريات والدعايات وغيرها الكثير التي تجني الأرباح للنادي. الحوكمة ستساهم في تنظيم القطاع الرياضي وتنظيم الأمور المالية والإدارية ومعرفة الملاءة المالية للنادي وإعادة إصلاح وهيكلة الأندية الرياضية والامتثال للمتطلبات التنظيمية للجهات الرقابية للنشاط الرياضي، كما أن برامج الحوكمة الفعالة تضمن تحديد ومراجعة المخاطر بشكل دوري للنادي وتطبيق الإجراءات الوقائية للتخفيف من تلك المخاطر ومراجعة الأداء السنوي والمالي ومتابعة أداء العاملين من أجهرة فنية وإدارية ولاعبين وعقودهم وشروط وتفاصيل وحيثيات تلك العقود. اعتقد أن الحوكمة في الرياضة السعودية ستعيد إصلاح منظومة الأندية الرياضية في هذا القطاع وستتحول في تنظيمها الإداري والمالي إلى نمط مشابه للشركات التجارية من ناحية التنظيم والرقابة والإفصاح والتقارير الدورية.