التنمية الاقتصادية وتنشيط العلاقات الاجتماعية كلها حراك لتنمية رفيعة المستوى. فالأشياء لم تبقَ جامدة كما في السابق، لقد تحرك كل ساكن فيها، بتوازن انفعالي دقيق جداً ومدروس؛ رغم أنني كنتُ أخاف من سكون «الهدوء» فبعد تلك الكلمة تأتي عبارة «العاصفة».. ولكن! لوعدنا إلى الخلف قليلاً، نتأمل دهشتنا؛ تلك الدهشة البسيطة التي كان نسيمها يدغدغ عواطفنا كلما اكتشفنا شيئًا جديدًا في مجتمعنا! ولِوهلةٍ ظنّنا أن الدُنيا تبتسم لنا دون تغافلنا عن الإهدار القائم خارج تلك الابتسامة الصفراء، أي دون أن نستوعب الرقم الفلكي الذي يصرف خارج البلد بحجة (الترفيه).. إذ تشير الإحصاءات إلى أن عدد السياح من السعودية فقط يتجاوز خمسة ملايين سنوياً، بل وينفقون أكثر من 20 مليار دولار سنوياً! «أوووف» أظننا الان نحتاج إلى أن نعيد شعور الدهشة من خلال رؤية 2030م التي اعتبرت «الترفيه» عاصفة فعالة وخطوة اقتصادية واجتماعية مهمة. فهيئة الترفيه بدون مقدمات وبصوت مسموع قالت: (فُتِحت أبوابُنا، هيا تفضلوا بالدُخول) ثم أطلقت طلقاتها الملونة وانغمر البعض بالحياة.. باتساع جعلتهم يطلقون العنان لطاقاتهم وإبداعاتهم، وطبعاً أنا هنا لا أغفل عن التحفظات عند البعض الذين يرون أن كل ما يحدث لا يرتقي إلى تطلعاتهم ولا يتواءم مع معتقداتهم، لكن في نظري أجد هذا التضارب أمام تطلعات ما يزيد على 30 مليون نسمة طبيعي بل، ومن الواجب استيعابه، كجزء أساسي أمام أي تغيير يطرأ في أي مجتمع بالعالم، حتى وإن صعد هذا الجدال عنان السماء، يوما ما سوف يهبط على الأرض، ويصبح واقعاً يعتاد عليه الجميع. فهيئة الترفيه تخطو خطواتها بعجلة حثيثة ومُتسارعة دون ان تتوقف او تلتفت الى الخلف. واعتقد من تلك المعطيات كان عبور الدهشة هذه المره ثقيل جدا لان يستوعب كل مايحدث دفعه واحده امام افكار ومواهب وعوالم حتى وان اجتمع الضدان في ساحة واحدة كأن يرآها البعض دخيلة على المجتمع في نفس الوقت يتيقن انها صنعت فارقا إيجابيا ملحوظا في اقتصادنا. وبالمناسبة، تطوير الترفيه وتلك القفزة التي حدثت لم تكن ترفاً، بل هي من الضرورات الاقتصادية واجتماعية الملحة التي ربما قد تهاونا كثيراً في تطويرها، مشيرة أنها لم تكن حصراً على الحفلات الغنائية كما يراها البعض ويتذمر، لا؛ بل خريطة تفاعلية ممتدة لا تنحصر على قطاع معين، بل تشتمل على الأنشطة ودور السينما والعروض المسرحية، والملاهي، والمراكز الترفيهية، وإدارة الحشود، ودعم الموهوبين والقائمة تطول عزيزي المواطن.. وأظن أصبح الكلُّ متلهفًا؛بعيداً عن مساعي بعض المشككين لمثل هذه الفعاليات ورؤيتها كأنها أشر ما بهذا العالم.