كما أن هناك تفاوتا في توفير الخدمات وتطور المشاريع من منطقة إلى أخرى فإن هناك بونا شاسعا في تواجد الجمعيات والهيئات الاجتماعية والخيرية أيضا، مما يحرم فئة كبيرة من المواطنين خدمات تلك الجمعيات والتي يتركز أغلبها في تقديم الخدمة على نوعية معينة من أفراد المجتمع. كما هي الجمعيات الخيرية النسائية وجمعيات رعاية الأيتام والمعوقين وغيرها كثير لكن تبدو هذه الأكثر شيوعا وخاصة في المناطق الرئيسة، حتى أنه قد تتواجد العديد منها أو من فروع أحدها في مدينة واحدة بينما هناك مناطق تفتقر إلى وجودها بالكلية. البعض يعزو ذلك إلى غزارة النشاط الاجتماعي والخيري في تلك المناطق وتواجد الميسورين الذين يدعمون قيام تلك الهيئات ويمدونها بالمال اللازم مما يجعلها تتكاثر بل وتتميز في تقديم الخدمة. هذا في حال إن تواجد أولئك الداعمون لمثل تلك المشاريع الخيرية أما إذا كان الوضع يختلف في بعض المناطق وظروف المواطنين لا تساعد في تقديم الدعم في ظل محدودية الكسب وضآلة الموارد المالية وندرة وجود ميسوري الحال الذين يرغبون في رعاية تلك المشروعات فهل يبقى الوضع كما هو عليه؟. نطرح التساؤل دون أن نحمل جهة بذاتها عبء الإجابة عليه لكننا نتطلع إلى جهود وزارة الشؤون الاجتماعية وهي المعنية بتسهيل الإجراءات ودعم قيام المشاريع الاجتماعية بالإسهام في إيجاد مثل هذه الجمعيات وخاصة في المناطق البعيدة كمنطقة نجران والتي قد تكون الوحيدة بين نظيراتها والتي لا تتواجد فيها جمعية نسائية فما بالك بغيرها كجمعيتي المعوقين ورعاية الأيتام!. ولا أدري حقيقة كيف تقدم الخدمة لهذه الفئة هنا إذا علمنا أن الموجود منها ويتبع وزارة الشؤون الاجتماعية هما التأهيل الشامل ودار الملاحظة الاجتماعية ونعلم من هي الفئات التي تستفيد من خدماتها والتي لا يمكن أن تشمل غيرها لوضعية المستفيدين الصحية والسلوكية. قبل أكثر من عام زار وزير الشؤون الاجتماعية المنطقة واستبشر الكثير منا بتلك الزيارة ظنا منا أنها ستهيئ لمعاليه فرصة الوقف عن كثب على واقع الحال ليلمس مدى افتقار المنطقة للخدمات الاجتماعية ولم يكتف البعض بفكرة مشاهدة الوزير للأمر بأم عينه بل اجتهد في إيصال ملاحظاته وأمانيه. سمع الوزير ورأى ولكن حتى الآن وعلى الرغم من مضي وقت على تلك الزيارة لم يحدث شيء حتى أملنا كمجوعة سيدات في هذا المجتمع في إيجاد جمعية خيرية تقدم خدماتها للكل دون استثناء ذهبت إلى غياهب المجهول بعد أن أثبتنا جديتنا في المطالبة بأسمائنا مدعمة بالتواقيع. في أحد اللقاءات الثقافية القريبة قابلت واحدة من الشخصيات الرائدة في النشاط الاجتماعي بالمملكة وكانت مطلعة على جهودنا المضنية لإيجاد الجمعية وساندتنا في بداية تقديم الطلب في البحث عن شخصيات نسائية تدعمنا في فكرة التأسيس فما أن رأتني حتى اندفعت متلهفة تسأل عن أين وقف بنا المشروع؟. ما أذهلها كان ردي أنه حتى الآن لم يتحقق لنا شيء إلا إذا كان قد تحقق لمجموعة حرصت على أن تطالب بها في وضع الكتمان وفي نيتها احتكار خدماتها لتشمل فئة محددة ترى أنها الأولى من غيرها!.