تستعد "بيرو"، إحدى أسرع بلدان أمريكا اللاتينية نمواً في العالم، لزيادة حجم صادراتها من المنتجات والسلع إلى المملكة العربية السعودية، في خطوة تنسجم مع تنامي الصادرات البيروفية إلى منطقة الشرق الأوسط الأوسع بوجه عام. وفي هذا الإطار، تعتبر السعودية واحدة من أهم الوجهات ضمن الخطة الرئيسية الأحدث للصادرات البيروفية. وسجلت صادرات بيرو، المدعومة بالسلع الزراعية، إلى السعودية نمواً ملحوظاً خلال الأشهر السبعة الأولى من العام 2019 مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. حيث بلغ حجم التجارة بين بيرو والسعودية 42 مليون دولار أمريكي في فترة الأشهر السبعة الأولى من هذا العام، فيما بلغت 41 مليون دولار خلال نفس الفترة من العام 2018. واستوردت السعودية في العام 2018 ما قيمته 53 مليون دولار من السلع من بيرو، وذلك بحسب أرقام صادرة عن وزارة التجارة في بيرو. وتشتمل السلع الرئيسية المستوردة من بيرو إلى السعودية على منتجات العنب وغيرها من الفاكهة الطازجة، ودقيق السمك، والكينوا، والحلوى والسكاكر. ومن بين الواردات الأخرى أيضاً الخضار الطازجة، والقهوة، والمكسرات الطازجة والزجاج المقاوم للكسر. ومن اللافت أن الموقع المركزي لبيرو، وهي ثالث أكبر بلد في أمريكا الجنوبية، يسهّل وصولها إلى أسواق آسيا وأمريكا الشمالية. وتعقيباً على تطور العلاقات التجارية بين بيرو والمملكة العربية السعودية، قال السيد "ألفارو سيلفا سانتستيبان"، مدير مكتب بيرو للتجارة والسياحة والاستثمار في الإمارات: "عملنا على تنفيذ خطة محكمة لتكثيف جهودنا من أجل مضاعفة حجم صادراتنا إلى السعودية، في الوقت الذي تزداد فيه العلاقات بين الدولتين قوة وصلابة يوماً بعد يوم. حيث تواصل الصادرات من بيرو إلى السعودية نموها محطمة جميع الأرقام السابقة التي سجّلت خلال الفترة ذاتها. ومما لا شك فيه أن السعودية باتت سوقاً رئيسية للشركات البيروفية". وأضاف: "تعتبر السعودية السوق المناسبة لتركيز جهود الشركات البيروفية لتعزيز صادراتها. حيث يخطط المصدّرون البيروفيون للمشاركة في برنامج مكثف للدبلوماسية الاقتصادية في البلدان الشرق أوسطية مع التركيز بشكل رئيسي على المملكة العربية السعودية". وتابع "سانتستيبان" قائلاً: "في السنوات الأخيرة، تركزت أسواقنا التصديرية التقليدية في الأمريكيتين وأوروبا، غير أنه وبعد جهود كبيرة تطورت تجارتنا واتسع نطاقها على صعيد المنتجات والخدمات وكذلك الأسواق. كانت عملية التواصل لفهم عمق السوق السعودية أمراً جوهرياً. ففي البداية، شكل ذلك تحدياً بالنسبة لنا لكن بمجرد أن تعرّفنا إلى إمكانات النمو وعدد الفرص المتاحة في السعودية باتت شركاتنا متلهفة للدخول". وتعد بيرو موطناً لجزء من غابات الأمازون المطيرة ومدينة شعب الإنكا القديمة "ماتشو بيتشو" الواقعة بين مرتفعات جبال الأنديز. كما تزخر البلاد بثروة عظيمة من الثقافات والتقاليد يرجع تاريخها لأكثر من 10000 عام. وپيرو هي ثالث أكبر دولة في أمريكا الجنوبية وهي واحدة من أكبر 20 دولة في العالم. وتزيد مساحتها على مساحة إسبانيا وفرنسا مجتمعة. كما تضم بيرو مناظر خلابة متنوعة بفضل موقعها الجغرافي، الذي يمدّها أيضاً بتشكيلة واسعة من الموارد الطبيعية. وتبين الاحصاءات أن السياحة تعد واحدة من المصادر الرئيسية للدخل في بيرو. وفي العام 2017، استقبلت بيرو أكثر من 4 ملايين سائح محققة أرباح تزيد على 8 مليارات دولار من خدمات الفنادق والمطاعم والمواصلات والخدمات الأخرى، أي ما يعادل 3.8 % من الناتج المحلي الإجمالي. ويشعر أكثر من 90 % من المسافرين الذين يقصدون بيرو بالرضا والسعادة من مستوى الخدمات المتوافرة ما يجعلهم