بعد الثورة الإيرانية ضد نظام الشاه محمد رضا بهلوي في نهاية سبعينيات القرن الماضي التي قامت ردعاً للنظام الدموي والقمعي آنذاك، بدأ الخميني عهداً دموياً جديداً حافلاً بالقتل والخطف والإرهاب واستمر بنفس الجوهر الذي اتصف به نظام الشاه ولكن بحلة جديدة، فاستخدم العمامة والدين لتنفيذ سياسته الشيطانية. وما لبث الخميني بالسلطة فبدأ بعدائيته للعالم، مثل اختطاف الرهائن الأميركيين من السفارة الأميركية بطهران عام 1979م، وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين حتى عام 2013م. وباشر النظام قمعه للإيرانيين فور تسلمه السلطة، حيث أفادت تسريبات أن نظام الخميني اعتقل وأعدم 860 صحفياً على الأقل واحتجز أكثر من 61 ألف سجين سياسي. وحتى أقرب الناس للخميني لم يسلموا من شره فمنهم مرتضى مطهري الذي كان من المرافقين له عندما عاد من المنفى، وكان له تأثير كبير على الجمهورية الإيرانية وكان من مؤسسي مجلس الشورى الإيراني، لكنه اغتيل في الأول من مايو 1979 في طهران. وحسن أشكوري كان حليفاً مقرباً من الخميني وبعد سنتين من استيلائه على الحكم، سُجن أشكوري وتوفي في السجن بعد أيام، وتطول قائمة القتلى سواء كانوا من حلفاء خامنئي الذين خانهم أو من الشعب الإيراني، ولم يعد هذا الإجرام شيئاً غريباً على نظام الملالي، ففي إحصائية جديدة للمنظمات الحقوقية حطم نظام الملالي رقماً قياسياً جديداً وذكر أنه يتم تنفيذ عملية إعدام واحدة في كل أربع ساعات. وفي الوقت الراهن أصبح النظام الإيراني منبوذاً دولياً أيضاً وليس من الشعب وحده، فتكاد لم تسلم أي دولة من إرهابه المنتشر في البنان واليمن وسورية والعراق. واليوم بعد أكثر من أربعين سنة من التظاهرات ضد الشاه وكأن التاريخ يعيد نفسه، قامت التظاهرات المناهضة لنظام الملالي في المدن الرئيسية في إيران بإحراق صور الخميني وخامنئي وإضرام النار بمراكز وفروع قوات الحرس الثوري والبسيج التابعة للملالي في 23 سبتمبر الماضي، تعبيراً عن مدى الاحتقانات التي يعانيها الإيرانيون على مدى أربعة عقود الماضية. ولم تكن هذه التظاهرة الأولى، إذ تشهد إيران منذ 2007 العديد من التظاهرات ففي 2009 شهدت إيران واحدة من أكبر الاحتجاجات وكانت بسبب اتهام إيران بتزوير انتخابات الرئاسة، وتلتها العديد من التظاهرات الشعبية العنيفة، وواجهها النظام الإيراني الإرهابي بطبعه الهمجي بالقمع والقتل. ومن أبرز أسباب التظاهرات الفقر وارتفاع المعيشة والفساد المالي بكافة أجهزة النظام، الجدير بالذكر أنه في شهر أبريل الماضي أعلنت السفارة الأميركية بالعراق في بيان لها أن ممتلكات خامنئي وحده تقدر ب 200 مليار دولار، بينما تمر البلاد بأسوأ أوضاعها الاقتصادية وخاصة بعد العقوبات الأميركية.